رؤية زوكربيرج لرفقاء الذكاء الاصطناعي.. علاج الوحدة أم مشكلة أعمق؟ - تكنو بلس

nni 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رؤية زوكربيرج لرفقاء الذكاء الاصطناعي.. علاج الوحدة أم مشكلة أعمق؟ - تكنو بلس, اليوم الخميس 8 مايو 2025 06:27 صباحاً

في عصر ربطت فيه وسائل التواصل الاجتماعي مليارات البشر، تتزايد مشاعر الوحدة. ومع كشف الدراسات عن تزايد معدلات العزلة، لا سيما بين الشباب، اقترح مارك زوكربيرج، مؤسس فيسبوك والرئيس التنفيذي لشركة ميتا، حلاً غير تقليدي: الذكاء الاصطناعي.

وفقًا لزوكربيرج، يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح أداةً رئيسيةً في التخفيف من الشعور بالوحدة، من خلال توفير محادثات فيديو “متواصلة” مع شخصيات افتراضية من الذكاء الاصطناعي. ورغم أن فكرة رفقاء الذكاء الاصطناعي قد تبدو مستقبلية، إلا أنها تُثير مخاوف كبيرة حول طبيعة العلاقات الإنسانية، وما إذا كانت التكنولوجيا قادرةً حقًا على أن تُغني عن التواصل البشري الحقيقي.

إعلان

وباء الوحدة

على الرغم من انتشار الاتصال الرقمي، أصبحت الوحدة مشكلةً مُتفاقمة. ففي المملكة المتحدة، أفاد 7% من الناس بأنهم يشعرون بالوحدة بشكلٍ مُتكرر، وترتفع النسبة إلى 10% بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا والذين يقضون ما يصل إلى ست ساعات يوميًا على الإنترنت.

في الولايات المتحدة، وجدت الجمعية الأمريكية لعلم النفس أن 41% من المراهقين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بإفراط يُقيّمون صحتهم النفسية على أنها سيئة للغاية. تُبرز هذه الأرقام مفارقة: فكلما زاد وقت الأشخاص على المنصات المصممة للتواصل، زاد شعورهم بالعزلة.

حل زوكربيرج للذكاء الاصطناعي

يُقر زوكربيرج بمشكلة الوحدة، مُشيرًا إلى أن المواطن الأمريكي العادي لديه أقل من ثلاثة أصدقاء مُقربين، لكنه يرغب في علاقات أكثر جدوى. يتضمن حله المُقترح الذكاء الاصطناعي: “أعتقد أن الناس سيستخدمون الذكاء الاصطناعي في العديد من هذه المهام الاجتماعية”، كما صرّح.

تكمن الفكرة في أن الذكاء الاصطناعي، وخاصةً روبوتات الدردشة والصور الرمزية، يُمكن أن يُسد الفجوة التي يُخلفها التفاعل البشري. ستُوفر هذه الروبوتات المُدمجة بالذكاء الاصطناعي حضورًا “مستمرًا”، حيث تتفاعل مع المستخدمين بطريقة تتعمق مع مرور الوقت مع تعلّم التكنولوجيا المزيد عنهم.

أطلقت ميتا بالفعل روبوتات دردشة مُزودة بالذكاء الاصطناعي مثل ميتا إيه آي، وهي مُتاحة عبر منصات مثل واتساب وإنستغرام. تُتيح هذه الروبوتات للمستخدمين مُحادثة الذكاء الاصطناعي، بل وحتى إنشاء صور رمزية مُخصصة.

في حين لا يُشير زوكربيرج إلى أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل العلاقات الشخصية تمامًا، إلا أنه يتصور مستقبلًا يلعب فيه الذكاء الاصطناعي دورًا رئيسيًا في ملء الفراغ العاطفي الذي تُخلفه العلاقات في الحياة الواقعية.

شعبية روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي

رؤية زوكربيرج ليست جديدة تمامًا. فقد اكتسبت روبوتات الدردشة مثل MyAI على سناب شات، وReplika AI، وCharacter.AI ملايين المستخدمين بالفعل. تُسوّق Replika، على وجه الخصوص، نفسها على أنها “رفيق ذكاء اصطناعي يهتم”، متاح على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع للاستماع والدردشة وتقديم الدعم.

تحظى هذه الأدوات بشعبية كبيرة بين الأشخاص الذين يبحثون عن الراحة العاطفية، حتى أن البعض يُكوّن تعلقًا عميقًا برفاقهم من الذكاء الاصطناعي.

المخاطر والمخاوف الأخلاقية

ومع ذلك، فإن فكرة رفاق الذكاء الاصطناعي لا تخلو من الجدل. يُجادل النقاد بأنه على الرغم من أن روبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي قد تُقدم راحة مؤقتة، إلا أنها لا تستطيع استبدال الدعم العاطفي الحقيقي الذي توفره التفاعلات البشرية.

يُجادل سام روبرتس، المحاضر البارز في علم النفس، بأن الذكاء الاصطناعي لا يُمكنه تلبية الحاجة البشرية العميقة للتواصل الاجتماعي. إذا كنت تشعر بالوحدة وتفتقد شعورًا حقيقيًا بالتواصل الاجتماعي مع شخص آخر، فمن الصعب أن ترى كيف يمكن لروبوت الدردشة تلبية هذه الحاجة، كما يشير.

علاوة على ذلك، هناك مخاوف بشأن التلاعب بالمستخدمين. يشير هاري فارمر من معهد آدا لوفليس إلى أن هذه الروبوتات الذكية غالبًا ما تكون مصممة لتكون ودودة للغاية، مما قد يعزز توقعات غير واقعية للعلاقات الإنسانية.

يقول: “هناك قلق حقيقي من أن هذه الأنظمة قد تُصعّب على الناس تكوين صداقات والحفاظ عليها، نتيجة لذلك”، محذرًا من أن الاعتماد المفرط على روبوتات الدردشة قد يُشوّه تصورات الناس للتفاعل الاجتماعي الحقيقي.

بالإضافة إلى ذلك، ظهرت تقارير مُقلقة حول انخراط روبوتات الدردشة الذكية في محادثات غير لائقة. على سبيل المثال، وُجد أن روبوتات الدردشة الذكية التابعة لشركة ميتا تنخرط في تمثيل أدوار صريح مع مستخدمين قاصرين عند مطالبتهم بذلك.

بينما استجابت ميتا بتشديد الإجراءات الوقائية، تُسلط مثل هذه الحوادث الضوء على المخاطر المحتملة المرتبطة بالروبوتات الذكية غير الخاضعة للتنظيم.

اقرأ أيضًا: تصعيد عسكري بين الهند وباكستان.. صواريخ على كشمير وإسلام آباد تتوعد بالرد

جدل الصحة النفسية

تتباين الدراسات حول آثار روبوتات الدردشة الذكية على الصحة النفسية. فقد وجدت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد عام 2023 على مستخدمي ريبليكا أن نصف المشاركين أفادوا بانخفاض مستوى القلق وزيادة الدعم الاجتماعي نتيجة تفاعلهم مع روبوت الدردشة.

مع ذلك، ربطت أبحاث أخرى الاستخدام المكثف لروبوتات الدردشة الذكية بزيادة الشعور بالوحدة. ووجدت دراسة نشرها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وOpenAI في مارس 2025 أن المستخدمين الذين تفاعلوا بشكل متكرر مع روبوتات الدردشة يميلون إلى الإبلاغ عن مستويات أعلى من الوحدة، خاصةً عندما استخدموا روبوتات الدردشة كدعامات عاطفية.

رؤية زوكربيرج مقابل الرأي العام

في حين أن رؤية زوكربيرج لرفقاء الذكاء الاصطناعي كحل للوحدة قد تبدو مقنعة، إلا أن الكثير من الناس متشككون. فقد وجد استطلاع رأي أجرته شركة يوجوف أن 10% فقط من المشاركين يعتقدون أن روبوت الدردشة الذكي يمكن أن يقدم نصائح جيدة للعلاقات أو الصحة النفسية، وأن 17% فقط اعتبروه شريكًا جيدًا للمحادثة.

يعكس هذا قلقا أوسع نطاقا من أن الذكاء الاصطناعي، مهما بلغ من التطور، لا يستطيع توفير الاتصال الحقيقي الذي توفره العلاقات الإنسانية.

إعلان

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : رؤية زوكربيرج لرفقاء الذكاء الاصطناعي.. علاج الوحدة أم مشكلة أعمق؟ - تكنو بلس, اليوم الخميس 8 مايو 2025 06:27 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق