تشهد وزارة الدفاع الأمريكية، برئاسة الوزير بيت هيجزيث، تغييرات جذرية، تتضمن تخفيضات معدات الجيش وقيادته، وفقا لتحليل الإيكونوميست.

وسط اتهامات بسوء الإدارة والتسريبات وأزمة داخلية شاملة، يواصل هيجزيث المضي قدمًا في إصلاحات يعتقد أنها ستُحدث القوات المسلحة الأمريكية.

إلا أن استراتيجيته أثارت جدلًا واسعًا، إذ يحذر المنتقدون من أن هذه الإصلاحات قد تُقوّض جاهزية الجيش وقدراته في مواجهة التهديدات المستقبلية، وخاصة من الصين وروسيا.

التحوّل في التركيز: الدفاع الوطني والتهديد الصيني

في 30 أبريل، أصدر هيجزيث توجيهًا يُعيد تركيز أولويات الجيش الأمريكي. وتُركّز الأهداف الجديدة على الدفاع عن الوطن ومواجهة النفوذ الصيني المتنامي في آسيا.

صدرت تعليمات للجيش بزيادة مخزوناته وانتشاراته وتدريباته في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مما يُلقي بأهمية أوروبا الاستراتيجية على عاتقه. ومع ذلك، من المرجح أن يُثير هذا التغيير استغراب حلفاء أمريكا الأوروبيين، لا سيما قبيل قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في يونيو.

كما تُشدد المذكرة على الحاجة إلى “هيمنة كهرومغناطيسية وجوية ساحلية” بحلول عام 2027، مع خطط لتعزيز قدرات الجيش في مجال الطائرات المسيرة وإدخال أنظمة قيادة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تشكيلات المعارك.

 تخفيضات معدات الجيش وقيادته

لتمويل هذه المبادرات الجديدة، يسعى هيجزيث إلى اتخاذ تدابير صارمة لخفض التكاليف، تشمل تقليص الطبقات البيروقراطية والتخلص من المعدات العسكرية القديمة. ومن المقرر أن يتخلص الجيش من العديد من المعدات التي يعتبرها قديمة الطراز في الحروب الحديثة، بما في ذلك عربة همفي والدبابة الخفيفة M10، على الرغم من إدخال الأخيرة مؤخرًا.

يجادل النقاد بأن مثل هذه التخفيضات قد تُعرّض الجيش للخطر، لا سيما من حيث القوة النارية والدروع. يخشى البعض من أن التركيز المفرط على التكنولوجيا وحرب الطائرات المسيرة قد يُغفل أهمية القوات البرية التقليدية في الصراعات شديدة الحدة.

 تخفيضات معدات الجيش وقيادته: تطهير الجنرالات

إلى جانب التغييرات في المعدات، يستهدف هيجزيث أيضًا هيكل قيادة الجيش. في 5 مايو، أصدر مذكرة يدعو فيها إلى خفض عدد الجنرالات من فئة الأربع نجوم بنسبة 20% وخفض إجمالي عدد الضباط برتبة جنرال بنسبة 10%.

الجيش الأمريكي، الذي يُنتقد بالفعل لكثرة الجنرالات لديه، لديه حاليًا 817 ضابطًا عاملًا في هذه الرتب، وهو عدد ازداد باطراد على مدى نصف القرن الماضي. يُحذر النقاد، بمن فيهم اللواء السابق في الجيش باتريك دوناهو، من أن هذه التخفيضات قد تكون تعسفية، مما قد يُزعزع استقرار القيادة في ظل تصاعد التوترات العالمية.

اقرأ أيضا.. تصعيد عسكري بين الهند وباكستان.. صواريخ على كشمير وإسلام آباد تتوعد بالرد

المعارك الثقافية والتحولات الاستراتيجية

بينما يُبرر هيجسيث التخفيضات كوسيلة للقضاء على أوجه القصور البيروقراطية، يرى البعض أنها مدفوعة بأهداف أيديولوجية أوسع. لم يُخفِ وزير الدفاع معارضته لمبادرات التنوع داخل الجيش، والتي يزعم أنها قوضت الجاهزية القتالية.

في بودكاست، أعرب هيجزيث عن قلقه من أن إشراك النساء وجهود التنوع الأخرى تُضعف معايير القتال. تشير إصلاحاته المقترحة لكبار القادة إلى محاولة لاستبدال ضباط يراهم منحازين جدًا لهذه المبادرات، مما قد يُعيد تشكيل ثقافة الجيش بطرق قد تكون لها آثار بعيدة المدى.

مخاطر الإصلاح

على الرغم من أن إصلاحات هيغسيث مصممة لجعل الجيش أكثر كفاءة وتركيزًا على التهديدات الناشئة، إلا أنها تنطوي على مخاطر كبيرة. يجادل النقاد بأن التركيز على التكنولوجيا والطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي قد يُخلّف فجوات حرجة في القدرات العسكرية التقليدية.

إن فقدان معدات مُجرّبة جيدًا مثل دبابات همفي ودبابات إم-10 قد يجعل الجيش غير مستعد لأنواع معينة من القتال، لا سيما ضد خصوم مُسلحين جيدًا مثل الصين وروسيا. علاوة على ذلك، قد يؤدي تطهير كبار الجنرالات إلى نقص في القيادة ذات الخبرة في وقت يواجه فيه الجيش تحديات دولية متزايدة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط