كتب .. مصطفى محمود

دعت عدة عواصم كبرى إلى تجنب الانزلاق إلى مواجهة شاملة في جنوب آسيا في ظل التصعيد العسكري بين الهند وباكستان.

واستدعت وزارة الخارجية الباكستانية، اليوم الأربعاء، القائمة بالأعمال الهندية في إسلام آباد، جيتيكا سريفاستافا، لتسليمها مذكرة احتجاج شديدة اللهجة على خلفية "الهجمات العسكرية الهندية المكثفة" في أراضي باكستان وآزاد جامو وكشمير.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، وفقاً لوكالة "أسوشيتد برس أوف باكستان"، أن القصف الهندي "أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين، بينهم نساء وأطفال"، واعتبره "انتهاكاً صارخاً لسيادة باكستان، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".

أثار التصعيد العسكري قلقاً واسعاً في الأوساط الدولية، حيث  دعا الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، الجانبين إلى "الاستماع إلى أصوات الحوار والتفاهم"، مؤكداً أن "الدبلوماسية هي الطريق الأوحد لضمان استقرار جنوب آسيا".

وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن "بالغ قلقها"، وحثت نيودلهي وإسلام آباد على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وتجنب الانجرار إلى مواجهات مفتوحة، فيما أبدت موسكو عبر المتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، قلقها العميق من التصعيد، داعية إلى حل النزاع سلمياً وفقاً لاتفاقية سيملا 1972 وإعلان لاهور 1999، ومنددة في الوقت نفسه بجميع أشكال الإرهاب.

وحثت بكين الطرفين على إعطاء الأولوية للسلام والاستقرار، معربة عن "أسفها" للهجمات العسكرية ومطالبة بضبط النفس الكامل، فيما أعلنت الحكومة البريطانية استعدادها للقيام بدور وساطة لـ"خفض التصعيد"، وفق ما صرح به وزير التجارة جوناثان رينولدز.

وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أمله في "انتهاء الأزمة سريعاً"، بينما أكد البيت الأبيض أن وزير الخارجية ماركو روبيو تواصل مع نظيريه في البلدين ودعاهما إلى الدخول في حوار مباشر.

ودعت كانبيرا إلى تجنب التصعيد، محذّرة من أن أي تطورات إضافية قد “تهدد الأمن الإقليمي”، أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حذّر من أن "العالم لا يستطيع تحمل مواجهة عسكرية بين الهند وباكستان"، مجدداً رفضه لأي حل عسكري للنزاع وداعياً إلى العودة للمسارات السياسية.