نشبت حرب بين الهند وباكستان وبلغت التوترات مستويات خطيرة مجددًا، حيث أثارت الضربات الصاروخية الهندية على أهداف مسلحة في باكستان مخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقًا.

يأتي هذا التصعيد في أعقاب هجوم مميت على سياح هنود في كشمير، وهو أحد أسوأ الحوادث منذ سنوات. يبدو رد الهند، بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، مدروسًا، ولكنه يهدف بوضوح إلى استعادة الكرامة الوطنية.

مع ذلك، يحذر الخبراء، وفقا لتحليل صنداي تايمز، من أن حتى الصدام المحدود قد يخرج عن السيطرة، لا سيما بالنظر إلى القدرات النووية للدولتين.

في خضم هذه التوترات، يُطرح السؤال: هل يستطيع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي لعب دورًا محوريًا في نزع فتيل أزمة مماثلة قبل ست سنوات، التدخل مجددًا لمنع نشوب حرب شاملة؟

حرب بين الهند وباكستان في كشمير

تُعد الضربات الصاروخية الهندية الأخيرة ردًا مباشرًا على مذبحة 26 سائحًا هنديًا في كشمير، وهي هجوم أُدين على نطاق واسع. صرحت حكومة الهند، بقيادة مودي، بأن عملياتها العسكرية كانت متناسبة وغير تصعيدية.

لم تُضرب أي أهداف عسكرية باكستانية، ومع ذلك كان الخطاب من كلا الجانبين ناريًا. تعهدت باكستان بالرد، وحشدت الهند بالفعل دعمًا دوليًا لأفعالها، حيث اتصل مودي بالعديد من قادة العالم لدعم موقفه.

تهديد الصراع النووي

إلا أن الخطر الحقيقي يكمن في احتمال سوء التقدير. تمتلك كل من الهند وباكستان ترسانات نووية، تمتلك كل منهما أكثر من 150 رأسًا نوويًا.

إن خطر التصعيد العرضي الذي يؤدي إلى حرب شاملة حقيقي للغاية. على الرغم من الخطاب، لا يرغب أي من البلدين في الحرب. ومع ذلك، فإن كلاهما حريص بشدة على حماية كرامته الوطنية، وأي خطأ قد يؤدي إلى كارثة.

اقرأ أيضا.. تصعيد عسكري بين الهند وباكستان.. صواريخ على كشمير وإسلام آباد تتوعد بالرد

دور الرئيس ترامب

كان لتدخل ترامب في أزمة عام 2019 دور فعال في منع تصعيد كارثي. في ذلك الوقت، وبعد الغارات الجوية والمناوشات الجوية بين الطائرات الهندية والباكستانية، كانت الدولتان على شفا الحرب، وهددتا بتبادل إطلاق الصواريخ.

لعب ترامب، من خلال وزير خارجيته مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون، دورًا رئيسيًا في تهدئة الوضع، وحثّ الجانبين على التراجع.

والآن، ومع عودة الخلاف بين البلدين، يتساءل الكثيرون عما إذا كان ترامب سيتدخل لتهدئة التوترات. فبينما دعمت إدارته الثانية بقوة حرب الهند ضد الإرهاب، فإن المناخ السياسي الحالي وعدم اهتمام ترامب الواضح بجنوب آسيا – والذي يتجلى في غياب سفير أمريكي لدى الهند – قد يعيق أي تدخل فوري.

أصدر البيت الأبيض تصريحات وصف فيها التصعيد الأخير بأنه “عار”، لكن لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان ترامب مستعدًا لاستثمار الوقت والموارد لحل الصراع.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط