من الهند وباكستان إلى إسرائيل وإيران.. صراعات نووية محتملة وأمن عالمي مُهدد - تكنو بلس

nni 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من الهند وباكستان إلى إسرائيل وإيران.. صراعات نووية محتملة وأمن عالمي مُهدد - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 7 مايو 2025 11:29 صباحاً

مع تزايد التصعيد بين الهند وباكستان، يتخوف المجتمع الدولي من أن أحد أعضاء النادي النووي العالمي قد يلجأ إلى استخدام “الزر الأحمر” تحت ضغوط معينة. ومن شرق آسيا تمتد التهديدات إلى الشرق الأوسط حيث تهدد إسرائيل باستهداف البرنامج النووي الإيراني، ما يضع الأمن العالمي على المحك.

وفي الصباح الباكر من اليوم الأربعاء، شنت الهند هجوما صاروخيا مفاجئا على باكستان، ما أودى بحياة 26 أشخاص وإصالة 46 آخرين في عدّة مواقع، بحسب مسؤولين في إسلام آباد. ردًا على هجوم إرهابي أسفر عن مقتل 26 سائحا في الجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي من الإقليم، أواخر إبريل الماضي.

وسرعان ما ردّت باكستان بقصف مدفعي على طول خط وقف إطلاق النار في إقليم كشمير المتنازع عليه مع الهند.
وفي الشرق الأوسط، تتزامن التهديدات الإسرائيلية بقصف منشآت طهران النووية، مع مفاوضات تجريها إيران مع الولايات المتحدة الأمريكية، ما يعزز المخاوف العالمية من اللجوء إلى “الخيار النووي”.

وفي إطار ذلك نسلط في السطور التالية الضوء على القدرات النووية لكل من إسرائيل، إيران، الهند، وباكستان من حيث الترسانات، أنظمة الإطلاق، المواقف من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، العقائد النووية.

الهند.. سباق تسلح وتحديث مستمر

تُعدّ الهند من الدول النووية غير الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وتملك ما يقارب 172 رأساً نووياً وفقاً لتقديرات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام لعام 2024، وتعمل نيودلهي على تحديث قدراتها بشكل كبير، خاصة بعد نجاح تجربة صاروخ “أغني-5” في مارس 2024، والذي يمكنه حمل رؤوس متعددة.

وتشمل ترسانة الهند صواريخ “أغني” بمختلف أجيالها، ويتراوح مداها من 700 كم إلى أكثر من 5000 كم، مع تطوير “أغني-6” ليصل إلى 8000 كم، كما تمتلك غواصات نووية من فئة “أريهانت” تحمل صواريخ “K-15″ و”K-4”. وفي المجال الجوي، تملك الهند طائرات “جاغوار”، “ميراج 2000″، و”سوخوي 30″، بالإضافة إلى مقاتلات “رافال” الفرنسية الحديثة.

وتعتمد نيولهي رسمياً سياسة “عدم الاستخدام الأول”، أي أنها لن تستهدف دولاً غير نووية يأسلحة نووية، لكن تصريحات بعض مسؤوليها مؤخراً أثارت تساؤلات حول إمكانية مراجعة هذه السياسة، خصوصاً في ظل تصاعد الخلافات مع باكستان والصين.

 


باكستان ومناورات لرفع الجاهزية

تواصل باكستان توسيع وتحديث ترسانتها النووية بوتيرة متسارعة في ظل التوتر المستمر مع الهند، حيث تُقدَّر رؤوسها النووية بنحو 165 إلى 170 رأساً حتى عام 2023، وفقاً لتقارير اتحاد العلماء الأمريكيين ومبادرة التهديد النووي، وتنتج سنوياً نحو 4.9 طن من اليورانيوم عالي التخصيب و500 كجم من البلوتونيوم، وتخطط لاستخدام تصاميم أخف وزناً وأكثر تطوراً، بحسب ما ذكرته مبادرة التهدد النووي.

تتضمن منظومات الإطلاق الباكستانية العديد من الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، كما تطور صاروخ “أبابيل” القادر على حمل رؤوس نووية متعددة.

وفيما يتعلق بالعقيدة النووية، لم تُوقّع باكستان، على غرار الهند، على معاهدة عدم الانتشار النووي، وتُعارضها بشدة طالما أن الهند تحتفظ بترسانة نووية، وتعتبر باكستان أن أي مفاوضات لحظر الأسلحة النووية ستكون غير منصفة إذا استثنت ترسانتها، وبحسب ما ورد في موقع مراقبة ضبط التسلح، فإن عقيدتها النووية غير معلنة رسمياً، لكنها تحتفظ بخيار “الاستخدام الأول”.

وفي تطور حديث، وخلال الأزمة الجارية التي بدأت من كشمير في أبريل 2025، أجرت باكستان مناورات لرفع جاهزية ردعها النووي، واختبرت في 4 مايو 2025 نسخة مطورة من صاروخ “عبدالله” (Hatf-2) بمدى جديد يصل إلى 450 كم بدلاً من 180 كم سابقاً.

يمتد التهديد النووي العالمي من أقصى الشرق بين باكستان والهند، إلى منطقة الشرق الأوسط حيث تهدد حكومة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستهداف البرنامج النووي الإيراني، الذي تعهدت طهران بحمايته مهما كلّف الأمر.

إسرائيل.. ترسانة غامضة وتحديث متسارع

احتفظت إسرائيل لسنوات طويلة بسياسة غموض نووي كامل، وذلك بسبب أنها ليست طرفاً في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وهي معاهدة دولية بارزة، تهدف إلى منع انتشار الأسلحة النووية وتكنولوجيا الأسلحة؛ إذ لم تعلن أبداً عن ترسانتها ولا تستجيب لأى استفسارات حولها، إلا أن تحليل معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، يشير إلى أنها حريصة على تحديث قدراتها النووية باستمرار، فبحسب تقرير للمعهد بتاريخ يونيو 2024 فإن تل أبيب “تعمل على تحديث أنظمتها النووية وترقية مرافق الإنتاج، حيث يُقدر عدد رؤوسها النووية بنحو 80–90 رأساً، جميعها في ذخائر مؤمنة تحت الأرض”.

لم تكتف إسرائيل بتطوير منظوماتها النووية فحسب، بل إنها تمتك صواريخ باليستية أرض -أرض من طراز “يريحو” متعددة الأجيال، والذي يُقدر مداه بما بين 4800 و6500 كم، كما تملك غواصات من فئة “دولفين” (3 غواصات قديمة واثنتان مُحدثتان) قادرة على إطلاق صواريخ كروز بعيدة المدى، هذا بالإضافة إلى القوة الجوية، حيث يستطيع سلاح الجو الإسرائيلي استخدام مقاتلاته من طراز “إف 16″ و”إف 15” لنقل قنابل نووية إسقاطية، فضلا عن امتلاكه مقاتلات F-35 شديدة التحديث التي قد تحمل قنابل نووية في المستقبل.

ومع بداية الحرب في غزة 2023، حذر قادة إسرائيليون من نية استهداف المنشآت النووية الإيرانية في حال اتسعت المعركة، ورغم الغموض، يرى الخبراء أن إسرائيل تعزز جاهزيتها النووية من خلال تحديث رؤوس حربية، وأنظمة إطلاق جديدة لإبقاء الرادع النووي لديها فعالاً، وفق معهد “ستوكهولم” الدولي لأبحاث السلام.

 


إيران.. قدرات تخصيب تقترب من العتبة النووية

على الرغم من عدم وجود تقارير رسمية تؤكد امتلاك طهران أسلحة نووية، أفادت شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية في أواخر يناير الماضي، بأن طهران تستخدم منشآت فضائية لتصنيع رؤوس حربية نووية. لكن طهران لطالما التزمت الصمت أمام تلك الاتهامات التي تخص برنامجها النووي.

وتزامنا مع ذلك، تواصل إيران تطوير برنامجها النووي بشكل مقلق، ووفقاً لوكالة الطاقة الذرية، فقد بلغ مخزونها من اليورانيوم المخصب نحو 8294 كجم حتى فبراير 2025، منها 275 كجم عند مستوى تخصيب 60%، وهي نسبة تقترب بشكل خطير من مستوى تصنيع الأسلحة النووية.

وتعتمد إيران على ترسانة من الصواريخ الباليستية، أبرزها “خليج فارس”، “قيام”، و”خرمشهر”، بمدى يتراوح بين 700 و2000 كم، كما كشفت طهران في مايو 2025 عن نسخة جديدة من صاروخ “الحاج قاسم” بمدى 1200 كم، ورغم افتقارها لغواصات نووية أو طائرات قاذفة نووية، فإن تطويرها لصواريخ كروز بحرية يشير إلى نوايا بعيدة المدى.

وعلى الرغم من انضمام إيران إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية منذ السبعينات، فإنها علقت العمل بالبروتوكول الإضافي في 2021، وتستند في موقفها إلى فتوى دينية أصدرها المرشد الأعلى تحرّم امتلاك السلاح النووي، إلا أن قادة عسكريين ألمحوا مؤخراً إلى احتمال إعادة النظر في هذه السياسة إذا استُهدفت منشآتها النووية.

وقال أحمد حق طلب، قائد الحرس الثوري الإيراني المسؤول عن الأمن في المنشآت النووية الإيرانية، إن التهديدات الإسرائيلية بضرب البنية التحتية النووية “تجعل من الممكن مراجعة عقيدتنا النووية والانحراف عن اعتباراتنا السابقة”.

ورغم التفاوت في العقيدة والقدرات، إلا أن القاسم المشترك بين القوى الأربع هو إيمانها بدور الردع النووي في تأمين مصالحها، ليصبح اندلاع حرب نووية مرهون بموقف أحد طرفي النزاع من حيث المكسب والخسارة التي قد تدفعه إلى ضغط “الزر الأحمر”.
ومع تصاعد النزاعات الإقليمية، بات من المهم مراقبة سلوك هذه الدول، ليس فقط من منظور عسكري، بل أيضاً من حيث القرارات السياسية الحاسمة التي قد تقود إلى كارثة نووية أو تمنعها في اللحظة الأخيرة.

ففي حين تبقى الهند وباكستان رهينة نزاع كشمير الدائم، تواجه إسرائيل وإيران مساراً أكثر غموضاً يرتبط بتوازنات إقليمية متشابكة تتداخل فيها الولايات المتحدة، وروسيا.

الزر الأحمر لم يُضغط بعد، لكن الأصابع قريبة منه أكثر من أي وقت مضى.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : من الهند وباكستان إلى إسرائيل وإيران.. صراعات نووية محتملة وأمن عالمي مُهدد - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 7 مايو 2025 11:29 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق