كتبت – هاجر هشام : خاص بمصر

في حادثة هزت أرجاء جامعة الزقازيق، لقيت الطالبة روان ناصر، بالفرقة الرابعة بكلية العلوم، مصرعها إثر سقوطها من الطابق الخامس بمبنى الكلية في ظروف غامضة، لتتحول القضية إلى قضية رأي عام أثارت موجة من الغضب والاحتجاجات بين الطلاب، وذلك وسط اتهامات خطيرة تطال عميد الكلية الدكتور جمال عنان وعدد من الأساتذة، تتصاعد المطالبات بتحقيق عادل يكشف حقيقة ما حدث لهذه الطالبة المتفوقة التي كانت على أعتاب التخرج.

تفاصيل حادث روان ناصر جامعة الزقازيق المأساوي

في صباح يوم الأحد، 4 مايو 2025، توجهت روان ناصر، البالغة من العمر 22 عامًا، إلى كلية العلوم لأداء امتحان عملي بقسم الرياضيات، وبعد انتهاء الامتحان، فوجئ الطلاب بسقوطها من الطابق الخامس، وهو قسم الرياضيات الذي يُعرف بقلة تواجد الطلاب فيه، خاصة خلال فترة الامتحانات، وهناك شهود عيان أكدوا أن روان كانت لا تزال على قيد الحياة بعد السقوط، فهي تنزف بغزارة وتحاول التمسك بالحياة، لكن ما تلا ذلك أثار صدمة الجميع.

اتهامات خطيرة ضد عميد كلية العلوم بجامعة الزقازيق  

بحسب روايات الطلاب، تجمع زملاء روان حولها في محاولة يائسة لإسعافها، لكن تدخل عميد الكلية، جمال عنان، أثار الجدل، حيث يزعم الطلاب أن العميد أصدر أوامر صارمة للأمن والموظفين بعدم الاقتراب من الطالبة، ورفض الاتصال بسيارة الإسعاف، بل ومنع أحد الأساتذة من نقلها بسيارته إلى المستشفى الجامعي القريب، الذي لا يبعد سوى خطوات عن مكان الحادث. 

وليس هذا فقط، بل هدد الطلاب الذين حاولوا تصوير الواقعة أو طلب الإسعاف، زاعمًا أن روان "انتحرت" وأن الأمر لا يعنيهم، وأثناء هذا الفوضى، لاحظ الطلاب أن العميد انتزع حقيبة روان وتفحص هاتفها، مما أثار شكوكهم حول محاولته التأكد من حذف أي محتوى حساس.

وبعد انتظار دام أكثر من نصف ساعة، وصلت سيارة إسعاف ناقصة التجهيزات وبدون طاقم طبي كامل، ليرفض المسعفون حمل روان، تاركين الطلاب لنقلها بأنفسهم، وعند وصولها إلى المستشفى، تأخر دخولها إلى قسم الطوارئ بسبب عدم وجود بطاقة هويتها، التي كانت بحوزة العميد مع هاتفها، لتفارق روان الحياة بعد صراع استمر قرابة ساعة.

هل كانت وفاة روان ناصر جريمة مدبرة؟

تتصاعد الاتهامات التي تشير إلى أن وفاة طالبة كلية علوم الزقازيق لم تكن حادثًا عابرًا، بل جريمة مدبرة، ووفقًا لروايات الطلاب، كانت روان تمتلك فيديو مسرب يكشف عن علاقة غير أخلاقية بين عميد الكلية وطالبة أخرى، بمشاركة اثنين من أعضاء هيئة التدريس، وهذا الفيديو، الذي يُزعم أنه يشبه فضيحة طالبة جامعة العريش الراحلة نيرة صلاح، وضع روان في مرمى التهديدات من الطالبة المعنية، التي أبلغت العميد وشركاه بالأمر.

كما تزعم الروايات أن العميد وشركاءه، خشية الفضيحة، خططوا لاستدراج روان إلى الطابق الخامس، حيث تم إلقاؤها من النافذة بعد مقاومة ضعيفة، وهناك دلائل تشير إلى وجود أغصان وأوراق ممزقة بجوار النافذة، مما يعزز فرضية أن روان حاولت التشبث قبل إلقائها، كما يُزعم أن كاميرات المراقبة في الكلية تم تعطيلها عمدًا لإخفاء أي دليل، وهو ما يزيد من الشكوك حول تورط إدارة الكلية.

كيف تفاعل الطلاب والمجتمع مع قضية روان ناصر جامعة الزقازيق؟

أشعلت الواقعة موجة غضب عارمة بين طلاب جامعة الزقازيق، الذين نظموا مظاهرات ووقفات احتجاجية للمطالبة بمحاسبة المسؤولين، تحت هاشتاغات مثل "#حق_روان_لازم_يرجع" و"#روان_منتحرتش". 

كما كشف طلاب آخرون أن الفيديو المثير للجدل بحوزة زملاء آخرين لروان، وبعضهم تلقى تهديدات بالقتل إذا نشروه، وهذه التهديدات، إلى جانب حذف مقاطع الفيديو بسرعة من جروبات الجامعة، عززت الاعتقاد بوجود عصابة منظمة داخل الكلية تحمي مصالحها بأي ثمن.

ووالد روان، ناصر أحمد، أكد أن ابنته كانت متفوقة ومحبوبة، واستبعد تمامًا أن تكون أقدمت على إنهاء حياتها، مطالبًا بتحقيق عاجل وتفريغ كاميرات المراقبة لكشف الحقيقة، وفي المقابل، أصدرت الجامعة بيانًا نعت فيه روان، مؤكدة أن التحقيقات جارية مع النيابة العامة، لكن الطلاب اعتبروا البيان محاولة للتعتيم على الحادث.

تظل قضية روان ناصر محاطة بالغموض، مع تناقضات بين روايات الطلاب وبيانات الجامعة، والاتهامات الموجهة إلى عميد الكلية وأعضاء هيئة التدريس، إلى جانب تأخر الإسعاف والتهاون في إنقاذ روان، تضع إدارة الجامعة تحت ضغط هائل. 

لذلك فإن الطلاب يطالبون بمحاسبة الجميع، بدءًا من رئيس الجامعة وعميد الكلية، وصولًا إلى مدير المستشفى الجامعي والأساتذة المتورطين المزعومين، حيث أن روان، التي كانت تحلم بأن تصبح عالمة أو باحثة بعد شهر واحد من تخرجها، أصبحت رمزًا للظلم والإهمال في أوساط الطلاب، هل ستكشف التحقيقات عن جريمة مدبرة، أم ستُغلق القضية كحادث عرضي؟ يبقى الأمل معلقًا بنشر الحقيقة، وتحقيق العدالة لروح روان ولمستقبل زملائها المهددين.