نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مهرجان "كناوة" بالصويرة المغربية ينظم دورته الـ26 تحت شعار" إفريقيا الحية والطاقة المشتركة" - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 11:49 مساءً
الرباط: كريم السعدي
يعود مهرجان "كناوة وموسيقى العالم" بالصويرة المغربية، في دورة جديدة، ما بين 19 و21 حزيران /يونيو المقبل، اختار لها المنظمون شعار "إفريقيا الحية، الارتقاء الروحي والطاقة المشتركة".
ومن المنتظر أن تكون دورة هذه السنة، التي يصل بها المهرجان محطته ال26 "استثنائية"، يقول المنظمون إنها ستدخل جمهورها إلى "عالم من المزج، والعواطف، والابتكار الثقافي"، وذلك على مدى ثلاثة أيام من "الإبداع والاحتفال".
وتطرق المنظمون إلى ما راكمه المهرجان، من تجارب وخبرات، مشيرين إلى أنه لم يكن، منذ أكثر من ربع قرن، مجرد حدث موسيقي، بل "مشروعا ثقافيا حيا، ومحركا لنقل التراث، والحوار والابتكار؛ مهرجان فريد من نوعه، يحتفي بغنى التراث الكناوي عبر تفاعله مع موسيقى العالم، محولاً الصويرة إلى ملتقى دولي تلتقي فيه التقاليد بالحداثة في روح من الإبداع والأخوة"؛ وهو يؤكد اليوم، دوره الحيوي في المشهد الثقافي المغربي والإفريقي، من خلال مبادرات كبرى لنقل المعرفة،من بينها شراكته مع كلية بيركلي للموسيقى الشهيرة، وتعاونه مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية لإطلاق "كرسي التقاطعات الثقافية والعولمة"، الذي سيعتمد على تجربة "كناوة" لتكريس التفاعل الثقافي. وفي امتداد لهذا التوجه، سيتم تنظيم مائدتين مستديرتين مخصصتين للثقافة الكناوية في دورة هذا العام، استمراراً للعمل الفكري المرتبط بهذا الكرسي الأكاديمي.
وذكر المنظمون بما شهده مهرجان الصويرة، خلال السنوات الماضية، من لقاءات مميزة جمعت بين المْعلمين الكناويين وعمالقة موسيقى الجاز وموسيقى العالم، مثل بات ميثيني، وجو زاوينول، وماركوس ميلر، وأوومو سانغاري، وساليف كيتا ويوسو ندور، الشيء الذي مكن هذا المهرجان المتفرد من بناء جسور ثقافية وموسيقية.
وسيرا على هذا النهج، سيكون الجمهور خلال دورة هذا العام من المهرجان مع حفلات مزج "غير مسبوقة وساحرة". ففي حفل الافتتاح، سيكون الموعد مع المعلم حميد القصري، وفرقة "باكالاما"، وعبير العابد (المغرب) وكيا لوم (السنغال)؛ حيث سيلتقي القصري، أحد أبرز رموز الفن الكناوي، بالقوة الإيقاعية لفرقة "باكالاما" السنغالية، التي تعد إحدى أبرز المرجعيات في رقصات وإيقاعات غرب إفريقيا، برفقة الصوتين المميزين لعبير العابد وكيا لوم. معاً، سيبنون جسراً موسيقياً بين ضفاف الأطلسي،يمزج بين طقوس الجدبة المغربية وتعدد الإيقاعات السنغالية.
كما سيكون الموعد مع حفل مزج آخر، يجمع بين المعلم حسام غينيا (المغرب) وماركوس كيلمور (الولايات المتحدة ). ويمثل المعلم حسام غينيا، ابن الأسطورة الراحل محمود غينيا، الجيل الجديد من الفن الكناوي، وسيشاركه المنصة ماركوس كيلمور، الموهبة الأميركية البارعة وأحد أكثر عازفي الدرامز ابتكاراً في الجاز المعاصر، إذ يقدّم تركيبة فريدة من الإبداع الإيقاعي والحداثة الأسلوبية. لذلك، يعد هذا اللقاء بحوار حر وملهم بين عمق "الكنبري" وتعقيد مقامات الجاز.
ملصق حفل المعلم محمد بومزّوغ وأنس الشليح وآلي كيتا وتاو إيرليش ومارتن غيربان وكوانتان غوماري وهاجر العلوي
وفي حفل مزج آخر، سيكون الموعد مع لقاء مغربي- مالي -فرنسي، يجمع المعلم محمد بومزّوغ وأنس الشليح، وآلي كيتا، وتاو إيرليش، ومارتن غيربان، وكوانتان غوماري وهاجر العلوي؛ حيث يخوض المعلم محمد بومزّوغ تجربة موسيقية جديدة رفقة مواهب مغربية شابة وموسيقيين عالميين معروفين، من ضمنهم: آلي كيتا (سيد البلّافون من مالي)، وأنس الشليح (غيتار)، وتاو إيرليش(درامز)، ومارتن غيربان (ساكسوفون)، وكوانتان غوماري(ترومبيت) وهاجر العلوي (الغناء)، سيشكّلون معاً فرقة جريئة تعيد ابتكار طقوس الجدبة الكناوية عبر دمج النبضات الإفريقية، مع نفحات الجاز والإيقاعات العصرية، في عرض يحتفي بالحرية الموسيقية والاحتفال واللقاء.
وانسجاما مع تشجيعه للمواهب الشابة وانفتاحه على أشكال موسيقية أخرى، جعلته يفتح أبوابه أمام نجوم "البوب"و"السول"، على غرار آيو، وسيلاه سو وسانت ليفان، سيستقبل المهرجان، في دوره هذا العام، النجم الصاعد "سي كاي" من نيجيريا، وهو مغني، وملحّن ومنتج، يمثل جيلاً جديداً من الموسيقى الإفريقية بأسلوبه الخاص المسمّى "أفرو - إيمو"، يجمع بين الإيقاعات الإفريقية، السول والكلمات الحميمية؛ استطاع أن يفرض نفسه كأحد الأصوات البارزة لجيله، لذلك ينتظر أن يكون حفله في الصويرة من أبرز لحظات دورة هذه السنة من مهرجان "كناوة".
واستطاع مهرجان "كناوة"، منذ إحداثه سنة 1998، أن يتميزبقدرته على الجمع بين التراث والحداثة، والتقاليد والابتكار. وهو يساهم، من خلال استثماره في التكوين، والبحث، والإبداع، في بناء منظومة ثقافية مغربية وإفريقية متكاملة، ويقدّم للجمهور تجارب موسيقية نادرة لا تُنسى. لذلك، تجد المنظمين يشددون على أن هذا المهرجان "ليس كباقي المهرجانات، حيث تحتفل كل نغمة بالحرية، واللقاء، والإبداع".
وبالنسبة للمنظمين، فالمهرجان رسم لنفسه أهدافا رئيسية، من أهمها صون ورد الاعتبار لتراث ثقافي ذو جذور إفريقية أصيلة مهدد بالزوال والاندثار، ثم تأهيل وجهة مدينة الصويرة المتفردة والغنية بمعطياتها المتنوعة والتي كانت بدورها تمر بفترات ركود عصيبة، فضلا عن المساهمة في إشعاع الثقافة المغربية على المستوى العالمي. واليوم، يضيف المنظمون، وبعد كل الدورات التي مرت، وبعد كل ما تم إنجازه، "يجب الإقرار بأن ما تحقق من أهداف فاق كل توقعات البدايات".
وعن أهمية هذا المهرجان، تقول منتجته نائلة التازي، إن ثقافة كناوة الأصيلة والمتجذرة تعد كنزا لا يقدر بثمن، تم العمل على حمايته والدفاع عنه بشغف وحماس إلى أن تم إدراجه ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية من طرف منظمة اليونسكو.
0 تعليق