يبدأ وفد رفيع من اتحاد الغرف السعودية، يتضمن مسؤولين من 35 شركة سعودية، غدًا، زيارة رسمية إلى جمهورية المجر، تتضمن سلسلة من اللقاءات والمباحثات عالية المستوى مع كبار المسؤولين وممثلي القطاع الخاص المجري، بهدف فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.

يأتي ذلك في إطار جهود المملكة لتوسيع شراكاتها الدولية وفتح أسواق جديدة للمنتجات والصادرات السعودية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وفد رفيع المستوى من اتحاد الغرف السعودية واستراتيجية مدروسة

ويترأس الوفد السعودي رئيس اتحاد الغرف السعودية حسن بن معجب الحويزي، ويضم أكثر من 35 من كبار المستثمرين ورجال الأعمال السعوديين، إلى جانب أعضاء مجلس الأعمال السعودي – المجري برئاسة المهندس مروان المطلق، وممثلي عدد من الجهات الحكومية ذات الصلة بالشأن الاقتصادي والتجاري والاستثماري.

وتركز هذه الزيارة على تقوية العلاقات الاقتصادية الثنائية، وبحث سبل إقامة شراكات تجارية وصناعية، إلى جانب الترويج للفرص الاستثمارية المتاحة في كل من المملكة والمجر، باعتبار الأخيرة بوابة مهمة للنفاذ إلى الأسواق الأوروبية.

لقاءات رسمية وجلسات أعمال مشتركة تتضمن مسؤولي اتحاد الغرف السعودية

تتضمن أجندة الزيارة الرسمية لقاءات مع قيادات الحكومة المجرية، من بينهم مسؤولون في البرلمان المجري وعدد من الوزراء، إضافة إلى اجتماعات مع غرفة التجارة والصناعة المجرية، حيث سيتم استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة في القطاعات الحيوية التي تحظى باهتمام مشترك، مثل الطاقة المتجددة، والصناعات الدوائية، والتكنولوجيا، والسياحة، والخدمات اللوجستية.

كما تشمل الزيارة عقد اجتماع موسع لمجلس الأعمال السعودي – المجري المشترك، يتم خلاله تقديم عروض تعريفية من كلا الجانبين حول بيئة الأعمال في كل بلد، والحوافز المتاحة لجذب الاستثمارات الأجنبية، فضلًا عن تنظيم لقاءات ثنائية مباشرة بين رجال الأعمال السعوديين ونظرائهم المجريين لاستكشاف مجالات التعاون التجاري والتقني وتبادل الخبرات.

المجر بوابة سعودية إلى أوروبا

تولي المملكة العربية السعودية أهمية متزايدة لعلاقاتها الاقتصادية مع دول وسط وشرق أوروبا، وتعد المجر نقطة انطلاق استراتيجية نحو هذه الأسواق.

ويسعى الوفد السعودي إلى توسيع التبادل التجاري المتواضع حاليًا، والذي بلغ نحو 2.1 مليار ريال فقط في عام 2024، من خلال تحفيز صادرات المملكة غير النفطية إلى السوق المجري، وجذب استثمارات مجرية إلى القطاعات الناشئة في الاقتصاد السعودي.

ومن المرتقب أن تسلط اللقاءات الضوء على الجهود السعودية المتسارعة لتهيئة بيئة جاذبة للأعمال من خلال إصلاحات تشريعية، وتسهيلات تنظيمية، ومشروعات كبرى تحفز المستثمرين الدوليين، وهو ما يشكل عامل جذب إضافي أمام الشركات المجرية الساعية لتوسيع تواجدها في منطقة الخليج.

اتحاد الغرف السعودية يقود الدبلوماسية الاقتصادية

تأتي زيارة الوفد السعودي إلى المجر ضمن سلسلة زيارات دولية يقودها اتحاد الغرف السعودية في إطار دبلوماسية اقتصادية نشطة، حيث شملت تحركاته خلال الأشهر الماضية أكثر من 14 دولة، في مسعى حثيث لفتح آفاق جديدة أمام القطاع الخاص السعودي وتعزيز تواجده عالميًا، بما يخدم التنويع الاقتصادي الذي تتبناه المملكة.

ويؤكد رئيس اتحاد الغرف السعودية، في مناسبات عدة، أن القطاع الخاص شريك رئيسي في دفع عجلة النمو، وأن تعزيز العلاقات الاقتصادية الدولية ضرورة لرفع كفاءة سلاسل التوريد، وتنويع مصادر الدخل، وتحقيق الأهداف الطموحة لرؤية المملكة 2030.

اقرأ أيضًا.. السعودية تقفز إلى المركز 41 عالميـًا في تخزين البيانات المفتوحة 2024

التطلعات المستقبلية

يُنتظر أن تفضي الزيارة إلى توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات أولية بين شركات سعودية ومجرية في عدد من المجالات الحيوية، إلى جانب التأسيس لمرحلة جديدة من التعاون المؤسسي بين اتحادات الأعمال والغرف التجارية في كلا البلدين.

ويرى مراقبون أن المملكة تتجه بخطى ثابتة نحو توسيع خريطة شراكاتها الاقتصادية الدولية، لا سيما في ظل التحديات العالمية التي فرضت ضرورة تنويع الشركاء التجاريين وتعزيز الأمن الغذائي والتكنولوجي والطبي، وهي مجالات تحظى بتقدم واضح لدى دول أوروبا الشرقية، بما في ذلك المجر.

تجسد هذه الزيارة حرص السعودية على توظيف إمكاناتها الدبلوماسية والاقتصادية لخلق فرص حقيقية للقطاع الخاص، وتعزيز موقعها كمحور تجاري واستثماري إقليمي، وفاعل اقتصادي عالمي يساهم بفعالية في بناء شراكات قائمة على المنفعة المتبادلة والنمو المشترك.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط