وسط تصاعد التوترات الأمنية في جنوب سوريا وتدهور الوضع الداخلي، كشفت مصادر سياسية رفيعة عن رسالة سرية وجهتها إسرائيل إلى دمشق عبر وسيط أذربيجاني رفيع المستوى.

الرسالة التي وُصفت بأنها غير مسبوقة من حيث النبرة والمضمون، حملت تحذيرات مباشرة من تدخل عسكري إسرائيلي في حال لم تستجب الحكومة السورية لمطالب محددة، وذلك في ظل تصاعد التوتر بين النظام السوري والطائفة الدرزية.

كشفت مصادر سياسية سورية مطلعة عن تسلم القيادة السورية رسالة “تهديدية” من إسرائيل، نُقلت عبر نائب رئيس مجلس الوزراء الأذربيجاني، سمير شريفوف، الذي زار العاصمة دمشق الأحد الماضي والتقى بالرئيس السوري أحمد الشرع على انفراد.

وساطة أذربيجان بين إسرائيل وسوريا

ونقلت وسائل إعلام عن مصادر قريبة من “قصر الشعب”، فإن الرسالة التي حملها شريفوف جاءت من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتضمنت الرسالة تحذيرات مباشرة إلى الرئيس السوري، على خلفية ما وصفته إسرائيل بـ”دعم سوريا لعناصر مسلحة معادية” في المناطق ذات الغالبية الدرزية جنوب البلاد.

ورجّحت المصادر أن يلعب المسؤول الأذربيجاني دور الوسيط في المرحلة المقبلة لنقل الرسائل بين الجانبين السوري والإسرائيلي، بدعم وتنسيق تركي، خاصة أن أنقرة تتمتع بنفوذ مؤثر في باكو ودمشق على حد سواء.

 نص رسالة إسرائيل لـ الشرع

جاء في نص الرسالة، بحسب المصدر:”تتابع إسرائيل بقلق بالغ التطورات الأخيرة في سوريا، وخاصة دعم العناصر المسلحة المعادية لمصالحنا، ولا سيما الاستفزازات التي ترتكبها تلك المجموعات المتشددة في مناطق الأقلية الدرزية.”

وأضافت الرسالة:”ننظر إلى هذه التصرفات على أنها انتهاك صارخ للقوانين الدولية وتُخلّ بتوازن القوى في المنطقة.”

وتضمن الخطاب الإسرائيلي تحذيراً مباشراً، جاء فيه: “إذا لم تستجب سوريا فورا للأوامر الدولية، وخاصة بما يتعلق بوقف الدعم للميليشيات الإرهابية وتجفيف منابع تمويلها، فإنها ستواجه مصيراً محتوماً.”

وأشارت إلى أن “إسرائيل لن تتردد في اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية أمنها القومي، بما في ذلك تدخل عسكري مباشر يستهدف قيادات النظام.”

تصاعد التوتر جنوب سوريا

تأتي هذه الرسالة في سياق تصاعد التوتر في المناطق الجنوبية، خصوصاً في السويداء وضواحي دمشق التي شهدت أحداثاً دامية مؤخراً، سقط خلالها عشرات القتلى من أبناء الطائفة الدرزية، في مواجهات مع مجموعات وُصفت بأنها “منفلتة” ومتشددة، على خلفية تسجيل صوتي نسب لشيخ درزي يتضمن إساءة للرسول محمد (ص).

ورغم توصل الحكومة السورية إلى اتفاق مع مشايخ ووجهاء الطائفة الدرزية ينص على نشر قوات أمنية محلية في السويداء وريفها، فإن الاشتباكات والمناوشات لا تزال مستمرة بين فصائل درزية وأخرى موالية للسلطة.

لقاء سوري إسرائيلي سري في أوروبا

في تطور موازٍ، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن لقاء سري جمع خمسة شخصيات سورية من أوساط أكاديمية واقتصادية مع مسؤولين إسرائيليين في منزل خاص بإحدى العواصم الأوروبية.

وبحسب الصحيفة، فإن الجانب الإسرائيلي فوجئ من حجم معرفة المشاركين السوريين بالشأن الإسرائيلي، واهتمامهم الكبير بسماع آراء نتنياهو وتوجهاته الأمنية.

وأشار الحاضرون السوريون، الذين تراوحت أعمارهم بين الأربعين والخمسين، إلى أنهم “لا يعرفون فعلياً توجهات الرئيس الجديد”، مؤكدين أن الشرع يواجه تحديات معقدة، ما يجعل من الصعب تصور رغبته في فتح جبهة إضافية مع إسرائيل.

قصف إسرائيلي قرب القصر الرئاسي

تزامناً مع هذه التطورات، شنت إسرائيل هجوماً جوياً خلال عطلة نهاية الأسبوع استهدف محيط القصر الرئاسي في دمشق، تحت عنوان “حماية الطائفة الدرزية”.

واعتُبر القصف رسالة تحذيرية مباشرة للقيادة السورية، ومحاولة لإثارة فوضى داخلية قد تزعزع استقرار الحكم الجديد الذي لا يزال يواجه صعوبات في بسط السيطرة الكاملة على العاصمة.

اقرأ أيضا

وصفوها بـ خيار نووي للفلسطينيين.. هل تنفجر خطة “جدعون” في وجه حكومة نتنياهو ؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط