على أرضٍ اعتادت احتضان البطولات وتزيّنت بأسماء أسطورية، تعود عجلة الصراع للدوران من جديد بين اثنين من أعظم لاعبي كرة القدم: كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما، في مواجهةٌ كانت تُعرف سابقًا بـ«كلاسيكو سعودي» بين النصر والاتحاد، أصبحت اليوم حدثًا عالميًا بنكهة محلية، يعيد للملاعب السعودية بريق المجد الأوروبي بلغة الجماهير والهتافات.

اقرأ أيضًا | أهلي المجد.. من المحاولة الثالثة إلى عرش آسيا دون خسارة

من شراكة ذهبية في «سانتياجو بيرنابيو» إلى تنافس مشتعل في «الأول بارك»، يلتقي الزميلان السابقان وجها لوجه، كلٌّ منهما يحمل راية فريقه ويبحث عن المجد مجددًا، ولكن هذه المرة من بوابة دوري روشن السعودي.

أرقام تاريخية في المواجهات المباشرة

التقى رونالدو وبنزيما في 7 مناسبات رسمية، يتفوق فيها النجم الفرنسي بثلاثة انتصارات، مقابل انتصارين لصاروخ ماديرا، بينما حضر التعادل مرتين؛ حيث سجّل رونالدو 6 أهداف في هذه المباريات، فيما أسهم بنزيما في 7 أهداف، بينها 5 سجلها بنفسه، وصنع هدفين آخرين.

بنزيما محور الهجوم

لكن الحديث عن الأرقام لا يكتمل دون استعراض تأثير الثنائي مع فرقهما هذا الموسم؛ إذ يُعد بنزيما محورًا هجوميًا للاتحاد، حيث صنع له زميلاه موسى ديابي وحسام عوار 22 فرصة، وهي الأعلى لأي شراكة هجومية في الدوري، التفاهم بين بنزيما وعوار فقط أنتج 35 فرصة، ليتفوق عليهما فقط ثنائي القادسية كينونيس وأوباميانغ.

رونالدو الحاسم

في المقابل، يعتمد رونالدو على حسم اللحظة، ويبرع في استغلال أنصاف الفرص لتحويلها إلى أهداف حاسمة، وهو ما جعله أحد أبرز هدافي المسابقة رغم قلة عدد الفرص المهيأة له مقارنة بغيره.

النصر ضد الاتحاد.. قمة لا تعترف بالأرض

تاريخيًا، يتفوق النصر على الاتحاد في الدوري السعودي للمحترفين بـ13 فوزًا مقابل 11، مع 9 حالات تعادل. لكن الغريب أن الاتحاد يُعد أحد أكثر الفرق فوزًا على أرض النصر، حيث حقق 6 انتصارات في معقل العالمي، وهو رقم لا يتجاوزه سوى الهلال بـ9 انتصارات.

كما أن آخر 48 هدفًا سُجلت في مواجهات الفريقين، جاءت جميعها من داخل منطقة الجزاء، في دلالة واضحة على شراسة المواجهة وقرب الخطورة.

من يسجّل أولًا؟ الحسم غالبًا يُكتب عند البداية

أرقام الموسم الحالي تكشف معطى حاسمًا: الاتحاد لم يخسر أي مباراة سجل فيها أولًا، بتحقيقه 16 فوزًا وتعادلين، بينما النصر فقد 14 نقطة بعد تقدّمه في النتيجة، وهو أعلى رصيد من النقاط المهدرة له في موسم واحد.

المباراة المقبلة تحمل أبعادًا تتجاوز مجرد النقاط، إذ يدخلها الاتحاد بأمل كبير في التأثير المباشر على سباق اللقب، خصوصًا مع امتلاكه القوة الهجومية بقيادة بنزيما، الذي تخطى حاجز الـ10 أهداف هذا الموسم.

وفي حال فوز الاتحاد، سيُقصى القادسية رسميًا من سباق البطولة، أما في حال التعادل، فسيكون مصير النصر والأهلي على المحك، وقد يودعان المنافسة أيضًا، ما يجعل الاتحاد أحد أهم العوامل في تقرير هوية بطل دوري روشن.

لقاء الذكريات.. مواجهة بنكهة بيرنابيو

بعيدًا عن الأرقام، تحمل المواجهة طابعًا عاطفيًا خاصًا، إذ يجمع اللقاء بين رونالدو وبنزيما، الثنائي الذي صنع أمجاد ريال مدريد في العقد الماضي، وبين عامي 2013 و2015، كان بنزيما هو أكثر من صنع أهدافًا لرونالدو في الريال بـ47 تمريرة حاسمة.

واليوم، يتواجهان من جديد، لكن ليس كشريكين في الهجوم، بل كقائدين يسعيان لحسم السباق نحو لقب جديد، على أرض جديدة، وبين جماهير مختلفة، لكن بنفس الشغف والندية.