نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اقتربت من مقر البرهان.. هل تُغير مسيرات الدعم السريع قواعد الحرب في السودان؟ - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 12:32 مساءً
في تطور لافت قد يُعيد تشكيل مشهد الحرب المستمرة في السودان منذ أكثر من عام، شنَّت قوات الدعم السريع، بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي”، ضربات جوية بطائرات مسيّرة استهدفت مدينة بورتسودان لليوم الثالث على التوالي، في مؤشر خطير على تبني تكتيكات جديدة غيرت من قواعد الاشتباك وأعادت ترتيب الأولويات العسكرية والسياسية لدى الأطراف المتصارعة.
بورتسودان، التي كانت تُعد حتى وقت قريب منطقة آمنة ومركزًا لحكومة السودان المؤقتة ووكالات الأمم المتحدة، تحولت فجأة إلى ساحة مواجهة جديدة.
بحسب تقارير فإن الضربات استهدفت المطار المدني، وقاعدة عسكرية رئيسية وسط المدينة، ومخازن وقود قريبة من الميناء، ما تسبب في حرائق وانفجارات ضخمة، وسط حالة من الهلع في صفوف السكان.
هجمات بالمسيرات قرب مقر إقامة البرهان
بحسب مصادر أمنية وعسكرية، فإن طائرات مسيرة أُطلقت في ساعات الفجر الأولى من يوم الثلاثاء، استهدفت بدقة منشآت حساسة في المدينة، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ بداية الحرب في أبريل 2023.
ونقلت وسائل إعلام سودانية عن شهود عيان أن إحدى المسيّرات سقطت داخل فناء أحد الفنادق القريبة من مقر إقامة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ما يعكس جرأة التصعيد وحدّته.
هذه الهجمات لم تأتِ من فراغ، بل تزامنت مع تصريحات سابقة لحميدتي توعّد فيها برد “قاسٍ” على انسحاب قواته من مواقع مهمة في الخرطوم وأم درمان.
وبينما كانت الأنظار متجهة إلى مناطق التماس التقليدية في العاصمة ودارفور، جاء استهداف بورتسودان ليخلط الأوراق ويبعث برسالة سياسية وعسكرية مفادها أن الدعم السريع لا يزال يملك القدرة على المبادرة، حتى في عمق مناطق سيطرة الجيش.
تحول تكتيكي في أسلوب الحرب في السودان
يعكس استخدام المسيرات تحوّلًا نوعيًا في طريقة خوض الحرب من قبل الدعم السريع، الذي خسر في الأشهر الماضية مساحات واسعة كان يسيطر عليها في المراحل الأولى من الصراع.
وبسبب غياب التفوق الجوي وصعوبة السيطرة البرية على مناطق محصّنة مثل بورتسودان، اتجهت هذه القوة شبه العسكرية إلى ما يشبه “حرب الظل”، مستفيدة من طائرات مسيرة يُعتقد أنها حصلت عليها بدعم خارجي خلال الأشهر الأخيرة.
وتُعد المسيرات أداة منخفضة التكلفة وذات تأثير عالي، تسمح بتنفيذ ضربات دقيقة دون الحاجة إلى السيطرة المباشرة على الأرض.
كما أنها تُسهم في إرباك القيادة العسكرية للجيش، وتفتح جبهات غير متوقعة، ما يفرض على الجيش السوداني إعادة النظر في تمركز قواته وإستراتيجيته الدفاعية.
توسيع رقعة الحرب في السودان
بورتسودان، التي أصبحت مركزًا للحكومة المؤقتة منذ فقدان السيطرة على الخرطوم، تحتضن أيضاً وكالات أممية وعمليات إغاثة ومئات الآلاف من النازحين. لذلك فإن استهدافها لا يحمل فقط بعداً عسكرياً، بل يشكل ضربة لاستقرار المدينة الهش، ويقوّض الجهود الإنسانية، ويعكس رغبة الدعم السريع في تعطيل أي نموذج بديل للسلطة خارج نفوذه.
مسؤول أمني في المدينة أكد أن إحدى الضربات استهدفت “مستودعاً قرب الجزء الجنوبي من الميناء”، وهو ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الهجمات تهدف إلى شل القدرة اللوجستية للجيش، أم أنها جزء من خطة أوسع لتقويض الأمن الاقتصادي في الموانئ السودانية.
مستقبل الحرب في السودان في ظل التطورات الأخيرة
وفق مراقبون فإن المشهد العام في السودان يزداد تعقيداً مع دخول المسيرات ساحة المعركة، وغياب أي أفق واضح لتسوية سياسية.
وبينما يُصرّ البرهان على خيار الحسم العسكري، تشير الوقائع الميدانية إلى أن هذا الخيار بات أصعب من أي وقت مضى. الدعم السريع، رغم خسائره، يُظهر مرونة تكتيكية وابتكاراً في أدوات المواجهة، ما يعني أن الحرب قد تستمر لفترة أطول، وبتكلفة إنسانية أكبر.
وكانت الأمم المتحدة حذّرت مؤخراً من أن الحرب السودانية أصبحت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث تجاوز عدد النازحين 13 مليون شخص، وتواجه مناطق واسعة مثل دارفور وغرب كردفان شبح المجاعة نتيجة توقف الزراعة والمساعدات.
اقرأ أيضًا: خطة بريطانية لاستغلال أموال القذافي المجمدة تشعل الغضب في ليبيا- القصة كاملة
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : اقتربت من مقر البرهان.. هل تُغير مسيرات الدعم السريع قواعد الحرب في السودان؟ - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 12:32 مساءً
0 تعليق