اندلع، صباح الإثنين حريق جديد في ميناء الشهيد رجائي بمحافظة هرمزغان جنوبي إيران، أحد أبرز الموانئ التجارية في البلاد، وذلك بعد أيام من سلسلة الحوادث المتكررة التي شهدها الميناء خلال الأيام الماضية، والتي شملت انفجاراً مدمراً خلف عشرات القتلى والمفقودين، وتسبب في حالة من الهلع والغضب العام داخل إيران.

اشتعال رافعة حاويات في ميناء رجائي

ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن الحريق الجديد نجم عن اشتعال رافعة حاويات من نوع “Reach Stacker” أثناء عملية تحميل روتينية في أحد أرصفة الميناء.

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لقطات مصورة تُظهر أعمدة الدخان تتصاعد من موقع الحريق، بينما سارعت فرق الإطفاء إلى تطويق النيران ومنع انتشارها.

ورغم السيطرة على الحريق خلال ساعات قليلة، إلا أن الحادث أثار تساؤلات جديدة بشأن إجراءات الأمان والسلامة في هذا المرفق الحيوي، الذي يُعد شرياناً رئيسياً لحركة التجارة البحرية الإيرانية، ويقع في نقطة استراتيجية عند مضيق هرمز.

انفجار سابق في ميناء رجائي

ويأتي هذا الحريق في ظل استمرار تداعيات الانفجار الضخم الذي وقع في 26 أبريل داخل نفس الميناء، والذي أدى إلى مقتل العشرات وإصابة آخرين، وسط تضارب في الأرقام الرسمية.

فقد أعلن وزير الداخلية الإيراني، إسكندر مومني، في مؤتمر صحفي سابق، أن عدد الضحايا المؤكدين بلغ 46، في حين ذكرت إدارة الأزمات في محافظة هرمزغان أن العدد ارتفع لاحقاً إلى 70.

وأكد مومني أن التحقيقات أثبتت وجود “تقصير واضح” من جهات مسؤولة، وتم بالفعل استدعاء عدد من العاملين والمسؤولين في الميناء، وتمت إحالة البعض إلى الجهات القضائية، مشيراً إلى أن لجنة تحقيق خاصة تتابع الملف.

توقيفات قضائية وتحقيقات متواصلة بعد حريق ميناء رجائي

في السياق ذاته، أعلن النائب العام الإيراني اعتقال شخصين حتى الآن على صلة بالانفجار، مؤكداً أن الجهات القضائية تلقت تعليمات بضرورة التحقيق الشامل في كل ما يتعلق بحادثة ميناء رجائي، “بأقصى درجات الحزم والسرعة”.

وتواصل فرق الطب الشرعي فحص جثث الضحايا، وسط صعوبات في التعرف على الهويات، ما دفع السلطات إلى الاستعانة بفحوصات الحمض النووي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية.

فشل في السلامة يهدد قطاع النقل الإيراني

تكرار الحوادث في ميناء رجائي خلال أقل من أسبوعين يسلط الضوء على ما يعتبره مراقبون “فشلاً ممنهجاً في تطبيق معايير السلامة والصيانة”، خصوصاً أن الميناء يمثل بوابة بحرية لنحو 55% من إجمالي التجارة الإيرانية. ويخشى اقتصاديون من تأثير هذه الحوادث على ثقة الشركات الإقليمية والدولية، وعلى حركة الاستيراد والتصدير، خاصة في ظل العقوبات المفروضة على طهران وتراجع حجم الاستثمارات الأجنبية.

تساؤلات شعبية ومطالب بالمحاسبة

على مواقع التواصل الاجتماعي، تصاعدت دعوات إيرانيين للمساءلة الفورية للمتسببين، وتحديد حجم الإهمال الإداري في إدارة الميناء، وسط مخاوف من تكرار الكارثة في مواقع مماثلة.

وأشار ناشطون إلى أن كثافة الحوادث في منشآت حساسة خلال فترة قصيرة قد تعكس إما خللاً هيكلياً في منظومة العمل، أو اختراقات أمنية لم تتضح أبعادها بعد.

اقرأ أيضًا: رحل الأسد وبقيت المخدرات.. هل تحول الكبتاغون إلى صناعة استراتيجية في سوريا؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط