الأسواق تترقّب الفيديرالي وسط شبح الركود والتوترات التجارية: ماذا نرصد هذا الأسبوع؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الأسواق تترقّب الفيديرالي وسط شبح الركود والتوترات التجارية: ماذا نرصد هذا الأسبوع؟ - تكنو بلس, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 02:00 مساءً

مع انطلاق تداولات الأسبوع الجديد، تسيطر حالة من الترقب والحذر على الأسواق المالية العالمية، في ظل تصاعد المخاوف من ركود اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة، وتجدد التوترات في العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، بالإضافة إلى ترقب المستثمرين لاجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيديرالي الأميركي  الأربعاء.

 

الأسهم الأميركية: تقلبات حذرة بانتظار قرارات الفيديرالي وبيانات الشركات
تشهد مؤشرات الأسهم الأميركية بداية أسبوع تتسم بالحذر، إذ يترقّب المستثمرون نتائج اجتماع الاحتياطي الفيديرالي ي الأربعاء، إلى جانب صدور بيانات اقتصادية مؤثرة، أبرزها مؤشر مديري المشتريات للقطاع الخدمي (ISM) الذي يصدر اليوم، واستمرار موسم إعلان نتائج الشركات للربع الأول من عام 2025.

 

يحاول مؤشر S&P 500 الحفاظ على مكاسبه الأخيرة بعد ارتفاعه الأسبوع الماضي، مدعومًا ببيانات التوظيف التي فاقت التوقعات. أما مؤشر داو جونز فقد تأثر سلبًا بتراجع أسهم القطاع الصناعي، نتيجة المخاوف من تداعيات الرسوم الجمركية الجديدة التي تلوّح بها إدارة ترامب.
في المقابل، يُظهر مؤشر ناسداك أداءً متماسكًا نسبيًا، بدعم من الأرباح القوية لشركات التكنولوجيا العملاقة المعروفة بـ Magnificent 7. ومع ذلك، فإن عدم اليقين بشأن مسار الفائدة قد يزيد من التقلبات في قطاع النمو، خصوصاً مع وصول تقييمات بعض الشركات إلى مستويات مرتفعة تاريخيًا.

 

ويراقب المستثمرون أيضًا خطابات أعضاء الفيديرالي خلال هذا الأسبوع، والتي قد توفّر إشارات أوضح حول السياسة النقدية للفترة المقبلة، وتأثير ذلك على قطاعات مثل العقارات، التكنولوجيا، والخدمات المالية.

 

صورة تعبيرية (وكالات)

 

 

أداء شركات "Magnificent 7": تباين ملحوظ وسط تركيز على الذكاء الاصطناعي
أظهرت نتائج Magnificent 7 للربع الأول من عام 2025 أداءً متباينًا، يعكس التحديات والفرص التي تواجه قطاع التكنولوجيا في المرحلة الحالية.
شركة Microsoft سجلت نموًا بنسبة 18% في إيراداتها، مدعومة بالأداء القوي لوحدة Azure وخدمات الذكاء الاصطناعي، ما ساهم في ارتفاع سهمها بنسبة 6%. في المقابل، شهدت Apple تراجعًا في مبيعات iPhone بنسبة 7%، إلا أن إعلانها عن إعادة شراء أسهم بقيمة 90 مليار دولار ساعد في الحد من التأثير السلبي على السهم. أما شركة Alphabet فأعلنت عن نتائج قوية في إيرادات الإعلانات وخدمة YouTube، كما أطلقت برنامج إعادة شراء أسهم بقيمة 70 مليار دولار، مما دفع سهمها للارتفاع بنسبة 4.5%. أما Amazon فقد حققت نموًا بنسبة 17% في وحدة AWS، إلى جانب تحسّن واضح في هوامش الأرباح التشغيلية.

 

وقد تجاوزت  Meta التوقعات في أرباحها، لكنها خفّضت توجيهاتها المستقبلية للربع المقبل، مما تسبب بتراجع سهمها بنسبة 10%. أما Nvidia، التي لم تُعلن نتائجها بعد، فقد ارتفع سهمها أكثر من 80% منذ بداية العام، مستفيدًا من الطلب القوي على معالجات الذكاء الاصطناعي.أما Tesla فشهدت تراجعًا في الأرباح بسبب المنافسة الحادة من الشركات الصينية وتباطؤ الطلب العالمي على السيارات الكهربائية، لكنها تسعى لاستعادة الزخم من خلال التحضير لإطلاق موديلات جديدة بأسعار تنافسية.

 

تعكس هذه النتائج أن الذكاء الاصطناعي لا يزال المحرك الأبرز لنمو شركات التكنولوجيا الكبرى، في حين تواجه الشركات التي تعتمد على المنتجات الاستهلاكية أو السوق الصينية تحديات ملموسة. ومع استمرار تقلبات البيئة النقدية وارتفاع أكلاف رأس المال، يبدو أن المستثمرين باتوا أكثر اهتمامًا بكفاءة التشغيل والاستدامة المالية إلى جانب الابتكار التكنولوجي.

 

رأي

ميشال صليبي

الأسواق المالية تترقب بيانات أميركية حاسمة وسط تهدئة التوترات التجارية: نظرة على الدولار والين والذهب

بدأت التوقعات بشأن رفع الفائدة من قبل بنك اليابان تتراجع، نظرًا إلى المخاطر الاقتصادية الناجمة عن الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة، التي قد تضع ضغوطًا على الاقتصاد الياباني. هذا التباطؤ في توقعات رفع الفائدة قد يحدّ من اندفاع الين الياباني، حيث يتجنب المستثمرون المجازفة الكبيرة في الوقت الحالي

 

 

الدولار الأميركي: محاولات تعافٍ محدودة وسط ضغوط متزايدة
يحاول مؤشر الدولار الأميركي التعافي بعد أن افتتح تداولاته على فجوة هبوطية، ويتداول حاليًا قرب مستوى 100.00. ولا يزال الدولار تحت الضغط بفعل تصاعد التوترات التجارية مع الصين، إضافة إلى ترقب الأسواق لبيانات مؤشر ISM الخدمي. وقد أكد الرئيس ترامب أن المحادثات مع الصين ما زالت مستمرة، لكنه أشار إلى عدم وجود اجتماعات مباشرة هذا الأسبوع. كما جدد دعوته لخفض أسعار الفائدة، رغم تأكيده أنه لن يسعى لاستبدال رئيس الفيديرالي جيروم باول قبل نهاية ولايته في 2026. أما على صعيد البيانات، فقد أظهر تقرير الوظائف لشهر أبريل أن الاقتصاد أضاف 177 ألف وظيفة، ما دفع الأسواق إلى تقليص رهاناتها بشأن خفض أسعار الفائدة في اجتماع يونيو.

 

الذهب: زخم محدود رغم الدعم من المخاطر الاقتصادية
يحافظ الذهب على نغمة الشراء فوق مستوى 3,250 دولارًا للأونصة، مدعومًا بتزايد المخاوف من الركود والتوترات التجارية العالمية. إلا أن غياب الوضوح بشأن توجهات السياسة النقدية للفيديرالي الأميركي يُبقي المتداولين في حالة ترقب، بانتظار اجتماع لجنة السوق المفتوحة الأربعاء، والذي يُتوقع أن يكون له تأثير حاسم على حركة المعدن الأصفر.

 

اليورو/الدولار: مكاسب حذرة رغم ارتفاع التضخم الأوروبي
يتداول زوج اليورو/الدولار قرب مستوى 1.1325، مرتفعًا من أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع، مستفيدًا من ضعف الدولار. ورغم أن بيانات التضخم في منطقة اليورو جاءت أعلى من التوقعات، ما قد يعقّد مسار التيسير النقدي، لا تزال الأسواق تتوقع خفضًا جديدًا للفائدة خلال اجتماع يونيو، بعدما خفّض البنك المركزي الأوروبي سعر تسهيلات الإيداع إلى 2.25% في أبريل، نزولًا من 4.00%.

 

الدولار/الين: توجهات بنك اليابان تُضعف الزخم الصعودي
تراجع الين الياباني بعدما فاجأ بنك اليابان الأسواق بتوجه حمائي في اجتماعه الأخير، ما دفع المستثمرين إلى تقليص رهاناتهم على رفع الفائدة في يونيو أو يوليو. رغم ذلك، فإن اتساع نطاق التضخم في اليابان وارتفاع الأجور يبقيان الباب مفتوحًا أمام مزيد من التشديد لاحقًا. في المقابل، يواصل الين الاستفادة من تجدد المخاطر الجيوسياسية والغموض التجاري العالمي، مما يعزز مكانته كملاذ آمن في فترات التوتر.
في ظل تصاعد المخاوف من الركود وتجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تتجه الأنظار هذا الأسبوع نحو قرارات الفيديرالي الأميركي وبيانات الاقتصاد الأساسية التي قد تعيد رسم ملامح السياسة النقدية. ومع تباين نتائج الشركات الكبرى، يبقى الترقب سيد الموقف، فيما تستعد الأسواق لتحركات محتملة قد تكون مفصلية في تحديد اتجاهات الفترة المقبلة.

 

نصيحة للمستثمرين:
خلال هذا الأسبوع الحساس، يُفضل الحفاظ على استراتيجيات تداول مرنة وتجنب الانكشاف المفرط على مراكز عالية المخاطر، خصوصاً قبيل صدور قرارات الفيديرالي. كما يُنصح بمتابعة تطورات السياسة التجارية العالمية عن كثب، كونها أصبحت عاملاً مباشراً في توجيه تحركات العملات والسلع والأسهم.

 

(*) كبير محلّلي الأسواق المالية في FxPro، محاضر جامعي في لبنان وفرنسا.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق