أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه امر حكومته بإعادة فتح وتوسيع سجن ألكاتراز الذي يقع قبالة سواحل سان فرانسيسكو، وذلك بعد 60 عاماً من إغلاقه ويصنف أنه أحد أسوأ السجون في الولايات المتحدة والأكثر رعباً في العالم. 

سجن ألكاتراز الأسوأ في الولايات المتحدة 

وكتب ترامب منشور على منصة "تروث سوشيال" يوم  قائلاً إن "أميركا عانت لفترة طويلة من مجرمين شرسين وعنيفين ومكررين للجرائم.. وإعادة فتح سجن ألكاتراز - الذي كان سيئ السمعة في السابق باعتباره أحد أقسى السجون في الولايات المتحدة - سيكون بمثابة رمز للقانون والنظام والعدالة".

وتابع قائلاً: " أوجه مكتب السجون، بالتعاون مع وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي والأمن الداخلي، لإعادة فتح سجن ألكاتراز الموسع والمعاد بناؤه بشكل كبير.. سيضم هذا السجن "أكثر المجرمين قسوة وعنفًا في أمريكا".

والحديث عن سجن ألكاتراز، فتتوفر حوله العديد من المعلومات الصدمة والمخيفة في بعض الأحيان وبسبب شهرة هذا السجن الذي يقبع في جزيرة تحيط به المياه، كان محط أنظار هوليوود وتم إنتاج العديد من الأفلام حول هذا السجن وعن أشهر نزلاءه. 

وفي تقارير أجنبية اطلعنا عليها أشارت إلى أن  سجن ألكاتراز في الأصل كان حصنًا دفاعيًا بحريًا، وأُعيد بناؤه في أوائل القرن العشرين كسجن عسكري. وتولت وزارة العدل إدارته في ثلاثينيات القرن الماضي، وبدأ باستقبال المُدانين من نظام السجون الفيدرالي. من بين أشهر نزلائه رجال العصابات سيئي السمعة آل كابوني، وميكي كوهين، وجورج "ماشين غان" كيلي.

من مجرم إلى خبير في علم الطيور

واكتسب السجن شهرة أيضًا بفضل فيلم Birdman of Alcatraz عام 1962، بطولة بيرت لانكستر، والذي يدور حول القاتل المدان روبرت سترود، الذي أثناء قضائه عقوبة السجن مدى الحياة في جزيرة السجن، طور اهتمامًا بالطيور وأصبح فيما بعد خبيرًا في علم الطيور.

وكان هذا الموقع أيضًا موقع تصوير فيلم The Rock عام 1996، بطولة شون كونري ونيكولاس كيج، والذي يدور حول قائد سابق في القوات الخاصة البريطانية وكيميائي في مكتب التحقيقات الفيدرالي يقومان بإنقاذ رهائن من جزيرة ألكاتراز.

وأُغلق السجن بسبب ارتفاع تكلفة استمرار تشغيله، وفقًا لموقع مكتب السجون الفيدرالي. حيث كانت تكلفة تشغيله أعلى بثلاث مرات تقريبًا من أي سجن فيدرالي آخر، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى موقعه على جزيرة.

الهروب منه مستحيل 

وكان الهروب من السجن شبه مستحيل. فعلى مدى 29 عامًا، شارك 36 رجلاً في 14 محاولة هروب منفصلة، وأُلقي القبض على 23 منهم، وقُتل ستة منهم رميًا بالرصاص أثناء هروبهم، وغرق اثنان. 

وشُيّد أول  زنزانة في ألكاتراز عام 1859، وكان مُصمّمًا لإيواء السجناء العسكريين. خلال الحرب العالمية الأولى، واستُخدم لإيواء الرجال الذين رفضوا التجنيد الإجباري، قبل أن يُصبح سجنًا اتحاديًا للسجناء العموميين عام 1934. بعد توسعات كبيرة على مساحة الجزيرة البالغة 22 فدانًا، ظلّ الموقع سجنًا اتحاديًا حتى إغلاقه عام 1963.

أغلى سجن في أمريكا 

بحلول ستينيات القرن الماضي، أصبح سجن ألكاتراز أغلى سجن في أمريكا بسبب الأضرار المستمرة الناجمة عن المياه المالحة وارتفاع تكاليف التشغيل. في تلك الفترة، أعلن المدعي العام الأمريكي آنذاك، روبرت إف كينيدي، إغلاق ألكاتراز عام 1963، ونقل باقي السجناء إلى منشآت أمنية مشددة أخرى في أنحاء البلاد، لتصبح الجزيرة وجهة سياحية.

انفاق تعود إلى فترة الحرب الأهلية الأمريكية منذ القرن التاسع عشر 

وكما هو الحال مع العديد من المباني الشهيرة، لطالما راجت حكايات أسطورية عن أنفاق سرية تحت سجن ألكاتراز. وفي عام 2019، تحولت الأسطورة إلى حقيقة عندما اكتشف علماء الآثار أنفاقًا باستخدام المسح الضوئي بالليزر. لكن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو عمر هذه الأنفاق، التي يبدو أنها تعود إلى فترة الحرب الأهلية الأمريكية منذ ستينيات القرن التاسع عشر.