تُكثّف الشرطة الفرنسية تحقيقاتها في سلسلة عمليات اختطاف مليونيرات العملات المشفرة، بعد احتجاز رجل يبلغ من العمر 60 عامًا كرهينة وبتر إصبعه على يد مُهاجمين يطالبون بفدية.

وفقا لتقرير الجارديان، تُسلّط هذه الحادثة، التي وقعت في باريس وتضمنت طلب فدية عنيف، الضوء على موجة جريمة مُتنامية في جميع أنحاء فرنسا وأوروبا الغربية، تستهدف تحديدًا مليونيرات العملات المشفرة وعائلاتهم.

عمليات اختطاف مليونيرات العملات المشفرة

وقعت أحدث حادثة صباح الخميس عندما اختُطف الرجل، الذي كان يملك مع ابنه شركة تسويق عملات مشفرة، في وضح النهار في الدائرة الرابعة عشرة بباريس. أجبر أربعة رجال يرتدون أقنعة تزلج الضحية على ركوب شاحنة توصيل، مُبدين بذلك محنة استمرت يومين وانتهت بإنقاذه مساء السبت.

اقتحمت الشرطة منزلًا على بُعد 20 كيلومترًا جنوب باريس في منطقة إيسون، وحررت الضحية الذي تعرض لتشويه مروع نتيجة قطع أحد أصابعه.

أبلغت زوجة الضحية المحققين أن الأسرة تلقت تهديدات سابقة، مما أثار مخاوف بشأن سلامتهم. وطالب الخاطفون بفدية تتراوح بين 5 و7 ملايين يورو، لم تُدفع. وألقت السلطات القبض على خمسة مشتبه بهم، تتراوح أعمارهم بين 20 و27 عامًا، وكانوا لا يزالون قيد الاستجواب من قبل الشرطة يوم الأحد.

نمط من العنف ضد شخصيات العملات المشفرة

يُعد هذا الاختطاف أحدث حلقة في سلسلة جرائم مماثلة مثيرة للقلق في فرنسا وأوروبا، استهدفت شخصيات بارزة في قطاع العملات المشفرة.

في يناير 2025، اختُطف ديفيد بالاند، المؤسس المشارك لشركة العملات المشفرة ليدجر، مع شريكه في وسط فرنسا. في تلك الحالة، قطع المهاجمون أيضًا أحد أصابع بالاند وطالبوا بفدية قدرها 10 ملايين يورو من العملات المشفرة. وتم إنقاذ الضحيتين بعد مداهمة للشرطة.

شملت حالات أخرى مؤخرًا اختطاف أفراد من عائلات مؤثري العملات المشفرة، مما سلّط الضوء بشكل أكبر على الطبيعة العنيفة والمستهدفة لهذه الجرائم.

في إحدى الحالات التي وقعت في ديسمبر 2024، اختُطف والد مؤثر فرنسي في مجال العملات المشفرة في شرق فرنسا، حيث طالب المهاجم بفدية من ابن المؤثر. وعُثر على الضحية بعد يوم واحد مقيدًا ومُعتدى عليه جسديًا.

أقرا أيضا.. عقب أعمال العنف.. الزعماء يتفقون على نزع سلاح ميليشيات الدروز في سوريا

النطاق الدولي لموجة الجريمة

لا تقتصر عمليات الاختطاف هذه على فرنسا فحسب. ففي الأشهر القليلة الماضية، تم الإبلاغ عن عمليات اختطاف مماثلة في إسبانيا وبلجيكا، مما يدل بشكل أكبر على الطبيعة العابرة للحدود الوطنية لهذه الموجة الإجرامية.

دفع تزايد عمليات الاختطاف هذه أجهزة إنفاذ القانون في جميع أنحاء أوروبا إلى التعاون للحد من العنف المتزايد وتعقب الجناة.

العملات المشفرة كهدف

يعكس ارتفاع عمليات الاختطاف المرتبطة بالعملات المشفرة تزايد ثروة الأفراد ونفوذهم في سوقها. ومع تزايد شعبية العملات الرقمية وقيمتها، يزداد أيضًا استقطاب المجرمين الذين يتطلعون إلى استغلال الأمن المالي لرواد الأعمال في هذا المجال وعائلاتهم.

عادةً ما تُدفع مطالب الفدية بالعملات المشفرة، مما يُصعّب على السلطات تتبع المعاملات. وقد أثارت موجة الجريمة المستمرة قلق العديد من رواد الأعمال في هذا المجال، خوفًا على سلامتهم وسلامة أحبائهم.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط