في تصعيد غير مسبوق، أعلنت جماعة الحوثي في اليمن مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي تجاه إسرائيل نجح في استهدف مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب.

بحسب تقارير فإن الهجوم أحدث ارتباكًا أمنيًا وملاحياً، ودفع السلطات الإسرائيلية إلى وقف حركة الملاحة الجوية لفترة وجيزة.

ورغم عودة المطار إلى العمل سريعًا، إلا أن وقع الانفجار الذي هزّ المنطقة لا يزال يتردد في أروقة صنع القرار داخل إسرائيل، حيث بدأت الحكومة في دراسة خيارات الرد على ما وصفته بـ”العدوان السافر”.

تفاصيل الهجوم الحوثي على إسرائيل

بحسب وسائل إعلام عبرية، فقد تم رصد صاروخ أطلق من اليمن، تزامنًا مع دوي انفجارات سُمع في مناطق مختلفة، بينها محيط مطار بن غوريون والقدس.

ورغم محاولات الدفاعات الجوية اعتراضه، سقط الصاروخ في بستان قريب من المطار، محدثًا حفرة ضخمة وإصابات طفيفة في صفوف المدنيين، بينهم امرأة كانت تحاول الاحتماء.

وأكدت الشرطة الإسرائيلية وقوع انفجار قوي تسبب في تطاير الحجارة والتراب، وأدى إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح متفاوتة، إضافة إلى حالات هلع.

الحوثي يعلن نجاح الهجوم على إسرائيل

في بيان بثته قناة “المسيرة”، قالت جماعة الحوثي إن الصاروخ “أصاب هدفه بنجاح”، مشيرة إلى أنه من طراز “فلسطين 2” البالستي الفرط صوتي.

ويُعد هذا الهجوم الأول من نوعه من حيث استهداف العمق الإسرائيلي مباشرة من اليمن منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023.

اجتماع طارئ في تل أبيب بعد هجوم الحوثي

عقب الهجوم، عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعًا أمنيًا عبر الهاتف مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس وكبار القادة العسكريين.

وأفادت صحيفة تايمز أوف إسرائيل بأن الاجتماع ناقش الخيارات العسكرية المتاحة، مع دراسة تغيير السياسة الإسرائيلية تجاه اليمن، والتي كانت تعتمد حتى الآن على عدم تنفيذ ضربات مباشرة، بناءً على تنسيق مع الولايات المتحدة.

كما نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن تل أبيب “تفكر جديًا في الرد المباشر”، معتبرة أن عدم الرد حتى الآن كان نتيجة الاعتماد على فعالية العمليات الأمريكية في استهداف قدرات الحوثيين، إلا أن وصول صاروخ إلى قلب إسرائيل غيّر من طبيعة الحسابات الأمنية.

خيارات إسرائيل بعد هجوم الحوثي

يرى مراقبون أن إسرائيل قد تلجأ إلى توجيه ضربات جوية دقيقة إلى مواقع حوثية داخل اليمن، خصوصًا مراكز الإطلاق والتصنيع ومنشآت القيادة.

وقد تستعين بتنسيق استخباراتي مكثف مع واشنطن لاستهداف قيادات بارزة في الجماعة، في إطار حملة عسكرية محدودة النطاق. وفي الوقت ذاته، يتم تداول مقترحات لتعزيز الدفاعات الجوية حول المواقع الحساسة، بما فيها المطارات والمرافق الاستراتيجية، تحسبًا لأي هجمات إضافية.

ورغم أن شن عملية عسكرية مباشرة يحمل مخاطر توسيع جبهة القتال، إلا أن بعض المسؤولين الإسرائيليين يرون أن ضبط النفس بات مكلفًا على الصعيدين الأمني والسياسي، خاصة أن الهجمات الحوثية تتكرر وتكتسب طابعًا أكثر دقة وتأثيرًا.

ردود فعل إسرائيلية ودولية بعد هجوم الحوثي

قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن “من يضربنا سيتم ضربه بسبعة أضعاف”، في تهديد مباشر حمل دلالات تصعيدية، عكست المزاج السائد داخل المؤسسة الأمنية.

وأكد كاتس أن الهجوم تجاوز “الخطوط الحمراء”، وأن الرد سيكون “حاسمًا ورادعًا”، على حد تعبيره.

في المقابل، دعت الولايات المتحدة، الحليف الأبرز لإسرائيل، إلى التنسيق الكامل قبل أي رد عسكري ضد الحوثيين.

وعبّرت وزارة الدفاع الأمريكية عن “قلقها البالغ”، لكنها أكدت استمرار عملياتها المستقلة في استهداف قدرات الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن.

أما الأمم المتحدة، فعلى لسان المتحدث باسم أمينها العام، طالبت بـ”ضبط النفس”، محذّرة من أن أي تصعيد مباشر بين إسرائيل والحوثيين قد يدفع المنطقة إلى دوامة عنف واسعة، تشمل الممرات البحرية الدولية ومصالح دولية متعددة.

اقرأ أيضا

صاروخ يمني يصيب قلب إسرائيل وتوقف حركة القطارات والطيران| شاهد

نسخ الرابط تم نسخ الرابط