كتب – محمود طلبة

طورت باكستان من أدوات الردع العسكري لديها عبر اختبار صاروخ باليستي جديد، في خطوة بدت وكأنها رد مباشر على التوتر المتصاعد مع الهند بعد الهجوم الدامي الذي استهدف سُيّاحًا في كشمير أواخر أبريل، وفقًا لما أوردته مجلة بوليتيكو.

صاروخ عبدلي الباكستاني

وأعلن الجيش الباكستاني أن الصاروخ من طراز عبدلي يصل مداه إلى 450 كيلومترا مؤكدا أن التجربة جاءت لضمان الجاهزية العملياتية، وفحص دقة نظام الملاحة وفعالية خصائص المناورة المتطورة للصاروخ.

وهنأ كل من الرئيس آصف علي زرداري ورئيس الوزراء شهباز شريف الفريق القائم على التجربة، والتي وُصفت بأنها ناجحة فيما التزمت نيودلهي الصمت رغم تصاعد حدة التوتر بين الجانبين.

ونفذت الهند بدورها في 27 أبريل عملية إطلاق صواريخ مضادة للسفن، عبر قطع بحرية تابعة للبحرية مؤكدة أنها تهدف لإعادة التحقق من جاهزية منصاتها وقدرة طواقمها على توجيه ضربات دقيقة بعيدة المدى.

وتواصلت الاشتباكات على الحدود حيث اتهم الجيش الهندي نظيره الباكستاني بإطلاق النار لليلة التاسعة على التوالي، مشيرًا إلى أن قواته ردت بشكل سريع ومتناسب وسط تصعيد متبادل دفع الجانبين إلى طرد دبلوماسيي بعضهما البعض وإغلاق مجالهما الجوي وفرض قيود على التبادل التجاري والملاحي.

الهند تغلق موانئها أمام باكستان

وأغلقت الهند موانئها في وجه السفن الباكستانية وردت إسلام أباد بالمثل تجاه السفن الهندية في تصعيد اقتصادي متوازي مع التوتر الميداني.

وشدد محللون على أن توقيت اختبار الصاروخ الباكستاني يحمل دلالات استراتيجية، حيث رأى الباحث الأمني سيد محمد علي أن الإطلاق يشكل رسالة واضحة للهند في ظل التهديدات الأخيرة المتعلقة بتجميد معاهدة المياه بين البلدين.

الاستعراض العسكري بين الطرفين

ولمح المستشار السياسي الهندي السابق أشوك مالك إلى أن حالة الاستعراض العسكري بين الطرفين تعكس حجم الاحتقان لكنه أشار إلى أن الهند لا تسعى لحرب شاملة وإن كانت تملك مساحة كافية للرد الحاسم إن تطلب الأمر.

وأشعل الهجوم الذي أسفر عن مقتل 26 سائحا في منطقة باهالجام الجميلة فتيل الأزمة، بعدما وجهت الهند أصابع الاتهام إلى باكستان التي نفت علاقتها بالحادث مؤكدة امتلاكها معلومات استخباراتية تفيد بنية نيودلهي تنفيذ عمل عسكري وشيك.

ورغم مرور عقود على النزاع في كشمير إلا أن الوضع لم يخرج من دائرة الخطر حيث خاضت الدولتان النوويتان ثلاث حروب اثنتان منها بسبب هذه المنطقة، وسط استمرار الاشتباكات والقلق الشعبي من احتمال انزلاق الأمور إلى مواجهة أوسع.