سلّطت منظمة السياحة العالمية الضوء خلال مشاركتها في معرض إكسبو 2025 في اليابان على أهمية الابتكار والتعليم كقوة دافعة نحو التحول الإيجابي وتمكين المرأة في قطاع السياحة.

منصة عالمية للتنمية المستدامة

يُتوقّع أن يستقطب معرض إكسبو 2025 في مدينة أوساكا حوالي 28 مليون زائر من أكثر من 150 دولة، مما يجعله منصة عالمية رائدة للأفكار والحلول، لا سيما في إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030. وقد نظّمت منظمة السياحة العالمية منتديين رسميين خلال المعرض، جمعت خلالهما قادة من القطاعين العام والخاص للتركيز على أولويات حيوية للقطاع السياحي.

قال أنطونيو لوبيز دي أفيلا، مدير الابتكار والتعليم والاستثمار في منظمة السياحة العالمية: "في معرض إكسبو 2025، نحن فخورون بإظهار أن السياحة ليست مجرد قطاع اقتصادي، بل محرك للتنمية المستدامة، والاندماج الاجتماعي، والتقدم التكنولوجي. نحن نضع مواهب النساء في صميم هذا المسار، وندعم إبداعهن وقيادتهن وصلابتهن حول العالم. كما نولي أهمية كبرى للاستثمار لضمان أن كل دولار يُستثمر يساهم في مستقبل أكثر خضرة وعدالة ومرونة."

تمكين المرأة في قطاع السياحة

عُقد منتدى "الاحتفاء برائدات الأعمال" بتاريخ 28 أبريل، مخصصًا لتسليط الضوء على الابتكار بقيادة النساء، وتعزيز الشمولية في تكنولوجيا السياحة، وأهمية شبكات التوجيه المهني. وقد أبرز المنتدى الدور المحوري الذي تلعبه النساء في بيئة الشركات الناشئة التقنية، مع مناقشة استراتيجيات مواجهة التحديات واستغلال الفرص من أجل صناعة سياحة أكثر شمولًا وتنوعًا.

وشارك في المنتدى ممثلون عن الأمم المتحدة ووكالة السياحة اليابانية ومنظمة السياحة العالمية، بالإضافة إلى جلسة نقاشية شاركت فيها مديرات تنفيذيات من كبرى مجموعات السفر ومنصات السياحة الرقمية وشركات الضيافة العالمية. وتناولت النقاشات كيف تؤدي الابتكارات والقيادة الاستراتيجية إلى إعادة تشكيل القطاع مع التركيز على تعزيز التنوع والعدالة وإمكانية الوصول إلى الأسواق.

وشهد الحدث جولة عروض شاركت فيها مؤسسات أعمال نسائية من دول متعددة مثل اليابان (ByFood)، كوريا الجنوبية (NomadHer)، الإمارات العربية المتحدة (Xenios Academy)، الصين – هونغ كونغ (Shake to Win)، والولايات المتحدة (Greether)، حيث استعرضن نماذج أعمال مستقبلية توضح كيف تسهم النساء في دمج التكنولوجيا بالنمو المستدام والتأثير الاجتماعي.

الاستثمارات من أجل المستقبل

منذ عام 2019 وحتى 2024، استقطب قطاع السياحة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ 442 مشروعًا استثماريًا أجنبيًا مباشرًا، بإجمالي إنفاق رأسمالي قُدّر بـ 37.55 مليار دولار، وأسفر عن أكثر من 77 ألف وظيفة مباشرة في 274 شركة عبر وجهات مختلفة. وسجلت اليابان 33 مشروعًا استثماريًا بقيمة إجمالية بلغت 2.57 مليار دولار.

استنادًا إلى هذا الزخم، نظمت منظمة السياحة العالمية منتدى "الاستثمار السياحي العالمي – صياغة الثقافة من أجل المستقبل" في 29 أبريل، والذي ركّز على أبرز الاتجاهات والاستراتيجيات الاستثمارية لدعم نمو سياحي مستدام ومحوري للمجتمعات. كما تضمن المنتدى جلسة حوارية بإدارة صحيفة نيكِّي، شارك فيها ممثلون عن مبادرات محلية مثل شركة Kiraku Inc ومشروع مجتمعي من فانواتو، إلى جانب نقاشات رفيعة المستوى حول أهمية الاستثمار كمحرّك للنمو المستدام والشامل.

شارك في المنتدى مسؤولون من القطاع الخاص يمثلون شركات رائدة مثل JTB، مطارات كانساي، Plug and Play Japan، فنادق حياة، Destination Capital، Dossen، بإشراف منصة Travel Voice Japan.

الاستثمار في الإنسان والثقافة

اختتم المنتدى بالتأكيد على أن الاستثمار في السياحة لا يقتصر على البنية التحتية أو رأس المال، بل يشمل الإنسان والثقافة والأثر طويل الأمد. ومن خلال نماذج قائمة على التراث الثقافي وشراكات قائمة على الابتكار، أثبتت الجلسات أن مستقبل السياحة يتطلب رؤية مشتركة، وتعاونًا دوليًا، والتزامًا جماعيًا بالتنمية الشاملة والمستدامة.