في مشهد مؤلم يلخص حجم الكارثة الإنسانية بسبب الحرب في قطاع غزة، وُلدت الطفلة “ملك أحمد القانوع” في مستشفى العودة شمال القطاع، دون دماغ، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.

وبحسب الوكالة فإن المصادر الطبية وصفت حالة الطفلة، البالغة من العمر ثلاثة أيام فقط، بأنها واحدة من “أكثر حالات التشوه الجنيني صدمة”، مرجّحة أن تكون ناتجة عن التعرض لإشعاعات وغازات سامة ناجمة عن القصف الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر 2023.

تحذيرات طبية من التلوث الحربي بسبب الحرب في غزة

وأظهرت مقاطع مصوّرة وصور تم تداولها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي رأس الطفلة التي انتهت جمجمتها إلى ما فوق العينين فقط، ما يعكس حالة نادرة وخطيرة من التشوه الخلقي.

وقد حذّر أطباء في غزة مراراً من التأثيرات الخطيرة للأسلحة المستخدمة من قبل الجيش الإسرائيلي، خاصة على النساء الحوامل، حيث ترتبط هذه المواد السامة بزيادة حالات الإجهاض والتشوهات الخلقية للأجنة.

تضاعف حالات التشوه والإجهاض نتيجة الحرب في غزة

تأتي حالة الطفلة “ملك” في سياق ارتفاع مقلق لحالات التشوهات الخلقية والإجهاض في القطاع.

وفي تقرير صدر يوم 28 يناير 2025، حذّرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” من المخاطر التي تواجه النساء الحوامل في غزة، مشيرة إلى أن إسرائيل تفرض “ظروفاً تهدد الحمل والولادة وحياة المواليد الجدد”.

وأكد خبراء في صحة الأمومة للمنظمة الحقوقية أن نسبة الإجهاض التلقائي في غزة تضاعفت بنسبة 300% منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، وهو ما يثير القلق بشأن مستقبل الأجيال الجديدة في القطاع المحاصر.

انهيار النظام الصحي بسبب الحرب في غزة

تتزامن هذه التطورات الصحية المأساوية مع انهيار مستمر في القطاع الصحي نتيجة الاستهداف المتعمد للبنية التحتية الطبية في غزة.

وكشفت تقارير محلية استقبال المستشفيات لحالات متعددة من التشوهات الخلقية والإجهاض، وسط نقص حاد في الأدوية والمعدات الأساسية.

ووفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، تجاوز عدد القتلى في قطاع غزة 52 ألفاً منذ اندلاع الحرب، في حين يُحرم أكثر من مليوني فلسطيني من الحد الأدنى من الرعاية الطبية والغذائية.

تصعيد عسكري إسرائيلي واسع خلال الأيام المقبلة

في تطور ميداني خطير، وافق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر على خطط لتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز” مساء الجمعة، نقلاً عن مصادر إسرائيلية.

وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن المجلس قرر استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، تمهيداً لتوسيع العمليات خلال أيام أو أسابيع، ما ينذر بموجة تصعيد جديدة قد تضاعف الكارثة الإنسانية في القطاع.

استمرار القصف الإسرائيلي على غزة

منذ فجر الجمعة، ارتفع عدد القتلى في غزة إلى أكثر من 30 شخصاً، بحسب ما أفادت وسائل إعلام فلسطينية.

وقد استهدف قصف إسرائيلي منازل مدنية في مخيم البريج وسط القطاع، ومنطقة الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، بينهم أطفال ونساء.

تجويع ممنهج لسكان غزة

ونددت منظمة العفو الدولية باستمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، واعتبرته “عقاباً جماعياً وجريمة حرب”، مشيرة إلى استخدام “التجويع كسلاح ضد المدنيين”.

وفي السياق ذاته، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من انهيار وشيك للوضع الإنساني إذا لم تُستأنف الإمدادات الإغاثية. وقالت إن القوات الإسرائيلية تمنع دخول شاحنات المساعدات وتفرض مناطق عازلة تعزل أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في ظروف معيشية قاسية.

اقرأ أيضا

معسكرات لتدريب فلول الأسد بالعراق.. هل تنجح إيران في استعادة النفوذ المفقود بسوريا؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط