نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إعلاميُّون ومثقّفون جزائريُّون: زيارة جلالة السُّلطان هيثم بن طارق إلى الجزائر ستدفع العلاقات الثنائيّة بين البلدين إلى مستويات أفضل - تكنو بلس, اليوم السبت 3 مايو 2025 11:21 صباحاً
شكؤا متابعينا الكرام لمتابعتكم خبر عن إعلاميُّون ومثقّفون جزائريُّون: زيارة جلالة السُّلطان هيثم بن طارق إلى الجزائر ستدفع العلاقات الثنائيّة بين البلدين إلى مستويات أفضل
الجزائر في 3
مايو/العُمانية/ أكد برلمانيون وأكاديميون ومحللون وصحفيون بالجمهورِية
الجزائرية الديمقراطية الشعبية على أهمية زيارة “دولة” التي يقوم بها
حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ إلى
الجزائر غدًا، والتي تتزامن مع تطورات اقتصادية وسياسية على المستوى العالمي
وتتطلب دفعة من التعاون الاقتصادي لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين والتشاور وتبادل
وجهات النظر حيال القضايا السياسية خاصة على مستوى
العملالعربيالمشترك.
وقال الدكتور
علي محمد ربيج أكاديمي ونائب برلماني إن: هذه الزيارة لها تأثير كبير على مسار
العلاقات العُمانية الجزائرية كونها تتناول جملة من الموضوعات خاصة العلاقات
العربية ومن بينها القضية الفلسطينية والتي تعد الملف الأبرز بالإضافة إلى الملف
الاقتصادي ومجالات الاستثمار المتبادل وتبادل الخبرات بين البلدين الشقيقين، نظرًا
لكون سلطنة عُمان تملك تجربة في المجالات الزراعية والصحية والتعليم وهي واحدة من
الدول التي نستطيع أن نعتمد عليها في الجزائر في هذه القطاعات، وكذلك الجزائر بها
فرص للاستثمار بالنسبة لرجال الأعمال العُمانيين
مع الاستفادة من نقل خبراتهم وتجاربهم في هذه المجالات.
ووضح أن هذه
الزيارة ستعمل على تعزيز الشراكة على مستوى البلدين الشقيقين
مع الدفع بالتعاون المشترك إلى آفاق أرحب في ظل الانسجام والتوافق السياسي بينهما
وجعلها في مصاف العلاقات العربية الفريدة التي يمكن أن تعطي فرصًا للشباب في البلدين
وفرصًا للنخب الجامعية والمثقفة لتبادل الزيارات والخبرات لتقوية اقتصاديهما.
موضحًا أن سلطنة عُمان تتمتع ببعد النظر والوقوف مسافة واحدة بين كل
الأطراف ويمكن أن تكون واحدة من الدول العربية التي ترشح للعب دور الوسيط في
الكثير من الخلافات على المستويين العربي والدولي وهذا ما تلتقي فيه سلطنة عُمان
مع الجزائر التي دائمًا تريد أن تقف مسافة واحدة بين كل الأطراف وأن تقدم نفسها
كوسيط محايد لحل ما تمر به بعض الدول العربية من أزمات والدفع نحو إصلاح هذا البيت
العربي وإعطاء فرصة للأجيال والشعوب العربية أن تعيش مرحلة جديدة مختلفة.
من جانبه عبّر الدكتور زهير بوعمامة أستاذ العلوم السياسية والعلاقات
الدولية لوكالة الأنباء العُمانية عن أجواء الارتياح ومشاعر الغبطة الكبيرة التي
تسود الجزائر بمناسبة الزيارة المرتقبة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق
المعظّم – حفظه الله ورعاه – إلى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، مؤكدًا
أن هذه الزيارة تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، رغم البعد
الجغرافي، إذ تجمعهما روابط تاريخية وثقافية متجذرة، وتفاهم سياسي متين، يجعل من
علاقتهما نموذجًا فريدًا للتقارب والتعاون العربي.
ووضّح أن سلطنة عُمان والجزائر تتشابهان في جوانب عديدة، فهما شعبان
ودولتان راسختان في التاريخ، تمتلكان عمقًا حضاريًّا وإسهامًا بارزًا في محيطيهما
الإقليمي والدولي، وفي الحضارة الإنسانية بشكل عام.
وأشار إلى أنّ العلاقات الجزائرية العُمانية تُجسّد دلالة واضحة على عمق
الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع البلدين، ومن أبرز ما يجمع بين الشعبين
الشقيقين تاريخهما الحافل بالإنجازات المشرّفة، كما كانت قوتين بحريتين كبيرتين،
فرضت احترامهما وهيبتهما في منطقتيهما على مدى قرون.
وبيّن أنّ البلدين يتشابهان كذلك في تمسّكهما باستقلالية القرار وسيادتهما
الوطنية، نظرًا لموقعهما الجيوستراتيجي وسط بيئات إقليمية جيوسياسية معقدة، ورغم
التحديات، فقد تمكّنا بفضل حكمة قيادتيهما ونهجهما المتزن، من ترسيخ نهج قائم على
عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والعمل على أن تكون دولتين داعمتين للسلام
ومصدّرتين للأمن والاستقرار في منطقتيهما، من خلال دبلوماسية نشطة وملتزمة
بالتسوية السلمية للنزاعات، مما جعلهما مرجعًا موثوقًا في الوساطات الدولية.
وأشار إلى أنّ البلدين أسهما بفعالية في حلّ العديد من الأزمات على
المستويين الإقليمي والدولي، موضحًا الجهود الحثيثة التي تبذلها سلطنة عُمان
حاليًّا للإسهام في حلّ أزمات المنطقة.
لافتًا إلى حرص قائدي البلدين على تعزيز التشاور والتعاون بما يرتقي إلى
مستوى الطموحات المشتركة، ويجعل من العلاقة الثنائية نموذجًا يُحتذى به في
العلاقات العربية – العربية والإسلامية – الإسلامية، وتفعيل وتنفيذ مخرجات الدورة
الأخيرة للجنة العُمانية – الجزائرية المشتركة، التي عُقدت في الجزائر في يونيو
2024، والتي شهدت التوقيع على 8 مذكرات تفاهم شملت قطاعات، منها: الصناعات البتروكيماوية،
والطاقات المتجددة، والقطاع الصناعي، والتعليم العالي، وغيرها من المجالات.
وبيّن أن الزيارة
السامية ستُتيح لقائدي البلدين فرصة تجديد التأكيد على التقارب
الكبير والتطابق في وجهات النظر إزاء أبرز القضايا الإقليمية والدولية، إذ يتقاسم
البلدان الشقيقان التزامًا راسخًا بالسلم والحوار، ويؤمنان بأهمية احترام سيادة
الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وأشار إلى الموقف الثابت للبلدين من قضايا الأمة العادلة، وفي مقدّمتها
القضية الفلسطينية، إذ يؤكّدان دعمهما الكامل لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته
المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ويدعوان إلى الوقف الفوري
للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية وسائر الأراضي
الفلسطينية.
واختتم: بلا شك ستكون هذه الزيارة تاريخية وناجحة بكل المقاييس، وستُجسّد
ما ينبغي أن تكون عليه العلاقات العربية – العربية من تعاون صادق وتضامن فعّال.
وقال عمرون محمد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والجالية
الجزائرية بالخارج بمجلس الأمة: إن الزيارة السامية التي يقوم بها حضرة صاحب
الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق إلى الجزائر، تتجاوز الطابع البروتوكولي التقليدي،
وتأتي في أعقاب أقل من عام من زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى سلطنة عُمان،
والتي لم تزل أصداء الاستقبال الحافل والترحيب الكبير الذي حظي به الرئيس الجزائري
راسخة في الأذهان.
وأضاف أن حضور جلالة السلطان في الجزائر يُعد تأكيدًا صريحًا على نجاح تلك
الزيارة، كما يُجسد حرص قائدي البلدين على مواصلة الزخم الإيجابي الذي تشهده
العلاقات الثنائية، والعمل الجاد على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه على أعلى مستوى.
كما تعكس هذه الزيارة عمق ومتانة العلاقات بين سلطنة عُمان والجزائر، والتي
تُبنى على أسس راسخة من التاريخ المشترك، والتقارب الثقافي، وأواصر الأخوة، وقد
تعززت هذه الروابط عبر الثقة المتبادلة، والاحترام المتبادل، وتطابق الرؤى حول
العديد من القيم والمبادئ، إلى جانب السعي المشترك نحو تعظيم المصالح المتبادلة.
وأضاف: من حيث واقع الزيارة، فإن الإرادة السياسية الواضحة لدى القيادتين
تمنح هذه المحطة أهمية استثنائية، وتفتح آفاقًا جديدة لبلوغ مستوى غير مسبوق من
التكامل والتنسيق والتعاون، بما يجعل من محور الجزائر–مسقط نموذجًا واعدًا لشراكة
استراتيجية متميزة في العالم العربي. ولا يمكن تجاهل السياق الإقليمي والدولي المعقد
الذي تأتي فيه هذه الزيارة، بما يحمله من تحديات أمنية وسياسية متسارعة، وهو ما
يبرز الحاجة الملحّة إلى تبادل وجهات النظر وتعزيز التشاور بين الدول ذات الرؤية
المتزنة. وهنا، تتجلى حكمة قائدي البلدين، اللذين عُرفا بدورهما البارز في الوساطة
ومعالجة الأزمات الإقليمية بحنكة ومسؤولية.
كما تحظى هذه الزيارة بأهمية إضافية لكونها تسبق انعقاد القمة العربية
المرتقبة في العراق، ما يُضفي على التنسيق الجزائري–العُماني بُعدًا خاصًا، لا
سيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، التي ما زال شعبها يُواجه الإبادة من قبل
الاحتلال الإسرائيلي، وهو ملف يقتضي وحدة الصف وتكامل المواقف.
ووضح: مسقط والجزائر لا
يجمعهما الاقتصاد أو المصالح المشتركة فقط، بل هناك رابط أقوى وأعمق وأدوم وهو
الرابط الإنساني، تقوم أسسه على قيم ومبادئ تاريخية وثقافية مشتركة، تجسدت في
مواقف متطابقة للبلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، وما جمع الجزائر ومسقط
خلال العقود الماضية من مظاهر التضامن، والاحترام المتبادل، والدعم المستمر خلال
مختلف المحطات التاريخية التي مر بها الشعبان، هو الأساس المتين الذي صمدت عليه
هذه العلاقة رغم التحديات، وظلت مثالًا يُحتذى به في العلاقات العربية–العربية.
وقالت غدير سهام باحثة وصحفية مهتمة بالشؤون الدولية إن هذه الزيارة
السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه- إلى
الجزائر تعد زيارة تاريخية وهي الأولى من نوعها منذ نحو 52 عامًا، وتأتي كذلك بعد
زيارة “دولة” التي قام بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في أكتوبر الماضي والتي أعطت حركية
استثنائية بعد 34 عامًا من آخر زيارة لرئيس جزائري، كل هذا يعكس إرادة ورغبة الجزائر ومسقط في رسم مسار جديد
لعلاقاتهما الثنائية، بحكم تقارب وجهات النظر في العديد من القضايا، سواء ما تعلق
بمنطقتنا العربية، وامتدادًا لمختلف الملفات الدولية الراهنة، خاصة في ظل المرحلة
الدقيقة والحساسة التي يعيشها العالم اليوم والنظام الدولي عمومًا، والتي تتطلب
مزيدًا من التشاور السياسي والتنسيق بين البلدين على كافة المستويات، خدمة
لمصالحهما المشتركة ومصالح الأمة العربية والإسلامية.
فالجزائر وسلطنة عُمان تشتركان بمواقف وآراء
تستند إلى مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، كما أن كلا البلدين
يدعوان إلى حل النزاعات والصراعات من خلال الحوار والمفاوضات، بالإضافة إلى مجموعة
من المبادئ الأساسية التي تحكم سياستهما الخارجية على غرار التزام ثابت بالقضية
الفلسطينية العادلة، والتزام قوي بالتعددية والعمل العربي المشترك، وتعزيز دعائم
الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأضافت: شهدت العلاقات العُمانية الجزائرية في السنوات الأخيرة حركة غير
مسبوقة جسدتها الاتصالات والزيارات المتبادلة بين مسؤولي مختلف الهيئات والقطاعات
للبلدين وهو ما سمح بإجراء تقييم شامل للتعاون الثنائي أعطى رؤية واضحة عن
المجالات التي يمكن أن يحقق فيها البلدان شراكة متكاملة ومتنوعة تشمل عددًا من المجالات،
كما تعكس هذه الزيارة جملة النقاشات والاتفاقيات السابقة على مستوى قيادتي البلدين
وأنها قد وصلت إلى مرحلة الإنجاز والتنفيذ
بعد تنشيط عمل مجلس رجال الأعمال العُماني- الجزائري، وتفعيل الصندوق
الاستثماري بين البلدين، الذي تم التوافق بشأنه في يناير 2024.
وتطمح الجزائر إلى استقطاب المزيد من الاستثمارات العُمانية في قطاعات
الطاقة والزراعات الصحراوية، وأن التجارب السابقة يمكن البناء عليها بعد النجاح
الذي حققته في قطاع البتروكيماويات مثلًا، فلدى البلدين تجارب ناجحة في هذا المجال
وهناك مشاريع استراتيجية تشكل نموذجًا مهمًا يمكن أن تبنى عليه تجارب جديدة، وهو
أكبر استثمار عُماني خاص خارجي بإجمالي يبلغ حوالي 3 مليارات دولار أمريكي، وهذا
يُشجّع على استثمار هذه التجربة في قطاعات أخرى مهمة ومشاريع كبرى مستقبلًا.
ويُؤكّدُ
الإعلاميُّ الجزائريُّ، فيصل سراي، (رئيس تحرير جريدة “الجزائر اليوم”
الإلكترونية)، في حديث، لوكالة الأنباء العُمانية، بالقول “ما ميّز العلاقات
الجزائرية العُمانيّة، طيلة ثلاثة عقود مضت أو أكثر، أنّها كانت علاقات هادئة، على
كلّ المستويات. ومع تولّي الرئيس عبد المجيد تبون مقاليد الحكم في الجزائر، راهن
على البُعدين العربي والأفريقي، وشكّلت الزيارة التي قام بها إلى سلطنة عُمان، في شهر
أكتوبر 2024، والاستقبال التاريخيّ الذي خصّه به جلالة السُّلطان هيثم بن طارق
المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ قفزة نوعيّة في العلاقات بين البلدين، وتكلّلت
بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات الثنائيّة، كما أنّ الزيارات المتعدّدة التي
قام بها العديد من المسؤولين ورجال الأعمال العُمانيين، في الفترة الأخيرة، إلى
الجزائر، والذين ينشطون أساسًا في قطاعات الطاقة، والصّناعات الصّيدلانيّة، وزار
الجزائر، في وقت سابق، وفدٌ عمانيٌّ يُمثّل عملاق صناعة السيارات الكورية
“هيونداي”، ومن المرتقب أن يتمّ التوقيع بالأحرف الأولى لإقامة شراكة في
صناعة السيارات من هذه العلامة الكورية.
كما أنّ هناك
اتفاقيات في مجال الطاقة بين شركة سوناطراك الجزائرية، وشركة أبراج العُمانية الرائدة
في أشغال الهندسة البتروليّة، ومن شأن هذه الاتفاقيات أن تُنعش سوق العمل في
الجزائر، فضلًا عن أنّها ستُعزّز العلاقات الجزائرية العُمانيّة، ونأمل أن تُعزّز
زيارة جلالة السُّلطان هيثم بن طارق، إلى الجزائر العلاقات الأخويّة الوطيدة بين
سلطنة عُمان والجزائر.
ويرى الإعلاميُّ، وداد
الحاج، (رئيس تحرير جريدة “الوسط”)، بأنّ زيارة جلالة السُّلطان هيثم بن
طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ، إلى الجزائر، فرصة لتطوير العلاقات بين البلدين
الشقيقين، وقال في تصريح لوكالة الأنباء العُمانيّة “تُشكّلُ الزيارة فرصة
استثنائيّة لتطوير الشّراكة البينيّة، وتجسيد بعض مُخرجات الزيارة التي قادت
الرئيس تبون إلى عُمان في 2024. ومعروف أنّ العلاقات بين الجزائر وعُمان تضربُ
عميقًا في التاريخ، إذ تعود إلى عام 1973؛ وهو تاريخُ الزيارة التي قام بها السُّلطان
الراحل، قابوس بن سعيد -رحمه الله وطيّب ثراه- إلى الجزائر. وتواصلت تلك العلاقات
إلى غاية، فبراير 1991؛ وهو تاريخُ إنشاء اللّجنة الجزائرية العُمانيّة المشتركة
لتعزيز الروابط والتعاون في مختلف القطاعات، خاصّة المجالات الاقتصادية، والثقافيّة،
والسياسيّة، وهي تعمل كإطار للتشاور والتعاون المنتظمَين من خلال اجتماعات تُعقدُ
بشكل دوريّ بالتناوب، بين مسقط والجزائر.
وفي حديثه، لوكالة الأنباء العُمانيّة، يشير
الإعلاميُّ، عبد الغني خفاش، (رئيس تحرير جريدة “أهقار24”)، إلى أنّ “العلاقات
العُمانية الجزائرية تتميّز بالاحترام المتبادل والنظرة المشتركة لعدّة قضايا
محورية، خاصّة منذ إنشاء اللّجنة العُمانيّة الجزائرية، سنة 1991، وهي الخطوة التي
شكّلت لبنة فتحت آفاق الشّراكة بين البلدين في العديد من المجالات الاقتصادية، والثقافية،
وخاصّة الجانب السياسي الذي يقوم على مبدأ عدم التدخُّل في الشأن الداخلي للدول.
كما يُكرّس البلدان جهودهُما لحلّ النزاعات عبر القنوات السلميّة والحوار. وقد
عُرفت سلطنة وعُمان والجزائر بالتزامهما الثابت في نصرة القضيّة الفلسطينيّة من
أجل إقامة دولة فلسطينيّة مُستقلّة ذات سيادة على حدود، عام 1967، وعاصمتُها القدس
الشرقيّة. أمّا في الشقّ الاقتصادي، فقد عمل البلدان على دفع عجلة الشراكة في مجالات
الطاقة والصّيد البحري، وتجلّى ذلك خلال زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى
سلطنة عُمان، العام الماضي، في إطار تعزيز أواصر الأخوّة والتعاون والتشاور للارتقاء
بالعلاقات الثنائيّة بين البلدين”.
وتُشيرُ الإعلاميّةُ،
لطيفة بلحاج، (صحفيّة بجريدة “النصر”) إلى أنّ سلطنة عُمان تُعد من الدول الشقيقة والصديقة للجزائر، بحكم القضايا
المشتركة بين البلدين، وكذا المصالح الاقتصادية التي يطمح الطرفان لتطويرها أكثر
عبر تعزيز اتفاقات التعاون والشراكة.
وتقول بلحاج، لوكالة الأنباء العُمانيّة:
“كانت الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، فرصة للتوقيع
على عدّة مذكرات تفاهم أسهمت في تعزيز التقارب بين البلدين، لاسيما مع وضع آليات
لمتابعة مستوى تنفيذ هذه الاتفاقيات لتحقيق التقارُب المنشود في مختلف المجالات الاقتصادية،
والاستثماريّة. ويعكسُ الوفد الوزاريُّ المهم الذي رافق رئيس الجمهورية إلى سلطنة
عُمان حجم العلاقات بين البلدين وأهميّتها ورغبة السُّلطات الجزائرية في دفعها إلى
مستويات أكبر، وستكون زيارة جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله
ورعاه ـ إلى الجزائر، مُناسبة لفتح ملفات جديدة وشراكات في مجالات عدّة من بينها
النقل، والطاقة، والزراعة، والأدوية وغيرها”.
أمّا عبد الرزاق بوكبة، كاتبٌ وإعلاميٌّ،
فيؤكّد، لوكالة الأنباء العُمانيّة، بأنّ سلطنة عُمان والجزائر ظلّت، تاريخيًّا، شبيهتين، في كثير من المعطيات؛
إذ يقول “إنّهما تميلان دومًا إلى عدم التدخُّل في الشُّؤون الداخليّة للغير،
ولا تقبلان أن يتدخّل الآخرون في شؤونهما، وتنأيان بنفسيْهما عن الدُّخول في
الحساسيّات والنعرات، بين الدول، بما منحهما صفة التوازن، فتمّ اللُّجوء إليهما،
أكثر من مرّة، للتوسُّط بين الخصوم والفرقاء، وهو مقامٌ ليس مُتاحًا لكثير من الدُّول. ثمّ إنّ المزاج العام للشعبين مُتشابه؛ التفتُّح على الآخر من غير
التفريط في الخُصوصيّة الهوياتيّة، والهدوء والمسالمة، والثقة في المعاملات”.
ويرى، د. عبد القادر قطشة، (أستاذ الإعلام
بجامعة الجزائر)، أنّ سلطنة عُمان من أكثر الدول العربيّة تطوُّرًا وأمنًا، وشبابًا؛
إذ يُمثّل الشّبابُ، نسبة 66 بالمائة من سكانها. وهي تعتمد في اقتصادها على
المخططات الخماسيّة، منذ سنة 1976. ويقول قطشة، لوكالة الأنباء العُمانيّة: “نعرف
أنّ سلطنة عُمان وضعت ضمن مخططاتها استراتيجية الاستثمار في القطاعات غير النفطية. ولها موارد طبيعيّة، مثل الفحم، والبترول، والغاز، والمعادن”. لافتًا
إلى ثوابت السياسة الخارجية العُمانية القائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل
في الشؤون الخارجية للدول والالتزام بالعهود والمواثيق الدولية والسعي والمساهمة
في استتباب الاستقرار والأمن الدوليين.
من جهة أخرى، يشير نورالدين مبخوتي (روائيّ)
إلى أنّ هناك صلات وثيقة جزائرية وعُمانيّة باتت تلوحُ في الأفق وتترسّخ مع تدفُّق
الزمن وتراكم التجربة، يمكن أن نرصدها في مجالات عدّة، خاصّة في القطاع الثقافي،
فيقول “شهدنا تعاوُنًا لافتًا في هذا الحقل، فالإبداعُ الجزائريُّ بصيغه
وأشكاله المختلفة، حاضرٌ بكثافة في المدوّنة الإعلامية بسلطنة عُمان، والأمرُ ذاته
ينطبق على التعليم العالي، إذ تؤكد الإحصاءات ارتفاع وتيرة هذا التعاون، وهي في اطّراد
دائم، ويمكنُ أن تتّسع لتشمل قطاعات أخرى حيوية، خاصّة في جانبها التقني والعلمي،
هذا إذا وضعنا في الحُسبان مُقدّرات البلدين الاقتصادية والسياحية التي تتماثل
بحكم التشابه الجغرافي والعادات والقيم؛ فسلطنة عُمان والجزائرُ تجمعهما عوامل
مشتركة، سواء كانت طبيعيّة أو بشرية، يمكن استثمارُها بصورة أعمق في ظلّ وجود
إرادة سياسيّة تجمعُها الكثير من العناصر المشتركة التي يمكن أن تُشكّل لبنة حقيقيّة
في بناء هياكل تخدم مصلحة الشعبين”.
وتؤكّد الصحفيّة، نوال بليلي (صحفيّة بقسم
الوثائقيات ومقدّمة برامج بقناة AL24)،
لوكالة الأنباء العُمانيّة، بالقول “احترامٌ متبادلٌ وعلاقاتٌ ضاربة في التاريخ، هكذا هي العلاقات بين سلطنة
عُمان والجمهورية الجزائرية الديمقراطيّة الشعبيّة. علاقاتٌ تعكسُ إرادة صادقة من
كلا البلدين في تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، تأسّست على مبادئ الأخوّة
العربيّة، والمواقف المشتركة تجاه القضايا الإقليميّة والدوليّة، خاصّة فيما يتعلّق
باحترام سيادة الدول وعدم التدخُّل في شؤونها الداخلية”.
وتُضيف بليلي “على مرّ العقود، حرصت سلطنة
عُمان والجزائر على تعميق التعاون السياسي والدبلوماسي، وتوطيد العلاقات
الاقتصادية والثقافيّة، ويظهرُ ذلك في التنسيق المستمرّ بين البلدين داخل المنظّمات
الإقليميّة والدوليّة، فضلاً عن تبادل الزيارات الرسميّة التي تعكس عمق هذه
العلاقة ومتانتها. والعلاقة بين الجزائر
وسلطنة عُمان ليست مجرّد علاقة دبلوماسية فحسب بل هي صداقة تتغذّى من القيم
المشتركة والرُّؤى المتقاربة لمستقبل العالم العربي، لتصبح نموذجًا يُحتذى به في
التعاون العربي – العربي. ولعبت الزياراتُ المتبادلة بين قادة البلدين دورًا كبيرًا
في ترسيخ تلك العلاقة، وهذا ما لاحظناه في الزيارة الأخيرة للرئيس الجزائري، عبد
المجيد تبون، إلى سلطنة عُمان، ويواصل البلدان تعزيز شراكتهما نحو تعاون اقتصادي
وتنموي متجدّد في ظلّ الظروف الراهنة”.
وفي حديث، لوكالة
الأنباء العُمانيّة، يُشير، نورالدين قويدر، (مدير دار الثقافة بولاية الطارف/ شرق
الجزائر)، إلى العلاقات بين الجزائر وسلطنة عُمان، بالقول “ما يربط سلطنة
عُمان بالجزائر علاقاتٌ أخويّة تمتدُّ عميقًا في الزمن، وهي لا تقتصرُ على مجال
معيّن دون سواه، ولكنّها علاقاتٌ استراتيجيّة مُتنوّعة الأهداف، تعتمدُ على
الاحترام المتبادل كأساس للتعاون، وقد ترسّخت، في السنوات الأخيرة، لتشمل الجوانب
السياسيّة، والاقتصادية، والثقافيّة، والتعليميّة، وتُوّجت في الاجتماع الأخير
للّجنة الجزائرية العُمانية المشتركة الذي التأمت أشغالُه، في يونيو الماضي،
بالتأكيد على ضرورة توحيد الصفّ العربي، وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات التي
تعرفها المنطقة العربيّة، وفي مقدّمتها القضيّة الفلسطينيّة العادلة”.
/العُمانية/
نبيل
الهادي / ميلود بن عمّار
< a href="https://news.twaslnews.com/%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9/336021/">
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : إعلاميُّون ومثقّفون جزائريُّون: زيارة جلالة السُّلطان هيثم بن طارق إلى الجزائر ستدفع العلاقات الثنائيّة بين البلدين إلى مستويات أفضل - تكنو بلس, اليوم السبت 3 مايو 2025 11:21 صباحاً
0 تعليق