تفكيك مشاريع الحبتور ونقلها إلى الخارج: الخيال في مواجهة الهندسة! - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تفكيك مشاريع الحبتور ونقلها إلى الخارج: الخيال في مواجهة الهندسة! - تكنو بلس, اليوم السبت 3 مايو 2025 11:16 صباحاً

رغم الحب، غلب اليأس. إنه الوصف الأفضل لتفجير رجل الأعمال الإماراتي خلف أحمد الحبتور قنبلة هندسية واقتصادية، بإعلانه نيته تفكيك فندق الحبتور الشهير، المبني على تلة في منطقة سن الفيل، ونقل أجزائه عبر البحر إلى دولة مجاورة قد تكون سوريا أو الأردن، وفق ما قال!

 

 

جاء الإعلان في صيغة اجتماع مصور، ضمه إلى مهندس مسؤول في شركة لبنانية تولّت وضع الدراسات الفنية اللازمة، وأحد المهندسين في شركة سكك الحديد الصينية، شرحا له كيفية نقل "المفككات" إلى ناقلات بحرية عبر شاحنات ضخمة، أو عبر سكة حديد تركّب غب الطلب. فهل ذلك ممكن تقنيا وهندسيا؟ وهل من حالات مماثلة في لبنان أو العالم؟

 

 

 

لم يشهد لبنان تاريخيا عمليات مشابهة، باستثناء حالات تفكيك نادرة راوحت بين مبادرات رسمية للمحافظة على مواقع أثرية أو محتوياتها، أو محاولات فردية هدفت إلى المحافظة على معلم تاريخي، أو مبنى ذي قيمة معنوية ومادية. 
وفي هذا السياق، تُعتبر إعادة "ساعة العبد" المعروفة بـ"ساعة المعرض" إلى مكانها الأساسي في وسط بيروت، إحدى تلك الحالات. فبعدما نقلت خلال الحرب اللبنانية إلى منطقة جسر الواطي لحمايتها، أعيد تفكيكها ونقلها أجزاء منها إلى ساحة النجمة أمام مجلس النواب، قبل بنائها كما كانت بنجاح، ون دون أي تبديل أو تشويه في المشهد الهندسي للمنشأة.

 

حالة أخرى سُجّلت في أواسط التسعينيات، حين اشترى أحد المصرفيين الكبار مبنى تاريخيا في وسط بيروت، وفكك طبقاته السبع حجرا حجرا، بعد إجراء الترقيم المتسلسل لأجزائه والتقاط الصور الدقيقة للمبنى قبل التفكيك، ونبش صوره القديمة وإعادة بنائه على بعد عشرات الأمتار من مكانه الأصلي، بالصورة الهندسية والتاريخية عينها التي كان عليها قبل الحرب. واستعان لذلك بمهندسين لبنانيين وأوروبيين متخصصين، أجروا بعدها عمليات أخرى مشابهة، تفكيكا ونقلا، وإعادة بناء لأجزاء من مواقع أثرية وتراثية في بيروت وطرابلس.

أسئلة مشروعة؟
بيد أن ما طرحه الحبتور وأكده المهندسان اللبناني والصيني عن إمكان تفكيك مبنى ضخم بحجم فندق مؤلف من 31 طبقة ونقله، يطرح علامات استفهام وتساؤل جدي حول حقيقة وجود قدرات فنية وهندسية، محليا وعالميا، لتنفيذ مثل هذه العمليات.

 

وفي ظل عدم وجود أمثلة "تفكيك ونقل" دولية مشابهة، طرح مهندسون لبنانيون أسئلة مشروعة عن المشروع، منها: هل المبنى مركب من قطع خرسانية وجسور معدنية صغيرة الحجم، يمكن توضيبها ونقلها بهذه السهولة؟ وهل الطرق المؤدية إلى المرفأ صالحة بتعرجاتها ومساحتها، لاستيعاب آليات النقل الضخمة التي ستتولى النقل؟ ما مصير طبقات مواقف السيارات ذات المساحات الهائلة؟
والسؤال الأهم المشترك بين الجميع: ما كلفة التفكيك والنقل؟ وهل يستحق الخروج من لبنان تكبّد هذه الخسائر المادية الضخمة، بعد الخسارة المعنوية، ويأس صاحب الحبتور من قدرة بيئة الاستثمار على الشفاء من مرضها العضال بعدما منحها الكثير من الانتظار والأمل؟

 

عزا صاحب المشروع قراره إلى "استمرار الحكومة اللبنانية في خرق التزاماتها بموجب الاتفاقات الدولية حيال مجموعة الحبتور، ومن بين تلك الانتهاكات فرض قيود مصرفية حالت دون تمكن المجموعة من تحويل أموالها التي تتجاوز 44 مليون دولار من المصارف اللبنانية، علما أن استثماراتها في لبنان تعرضت لخسائر فادحة تجاوزت 1.4 مليار دولار".

 

 

 

 

وأكد الحبتور في مقابلة طويلة نشرت فور إعلان اعتزامه نقل المشروع، أنه وضع سيناريوات عدة للعملية واجتمع بمهندسين من جنسيات متعددة من بينهم مهندسون صينيون أجمعوا على إمكان تفكيك المشروع هندسيا ونقله إلى الأردن أو سوريا. وللغاية، حضر إلى لبنان مهندسون من شركته للشروع في المعاينة الميدانية ودرس عملية النقل.

يونس: كلام غير جدي!
يبدو أن فكرة النقل ليست جديدة، وهي تراود صاحبها منذ فترة طويلة، وسبق أن صرّح بأنه "لو كان في إمكاني نقل مشاريعي من لبنان لفعلت"... فهل يمكن أن يتحقق حلمه الآن؟

 

المهندس نزار يونس ذو الباع الطويل في إنشاء المشاريع وتنفيذها في لبنان والخارج، قال لـ"النهار": "علميا كل شي ممكن، ولكن اقتصاديا ومنطقيا هذا العمل لا يمكن القيام به نظرا إلى الكلفة التي ستترتب على ذلك، وتقدر بأكثر من عشرة أضعاف كلفة بناء جديد، وخصوصا أن الأبنية عمرها أكثر من 30 سنة وتجهيزاتها قديمة وغير قابلة للنقل. أما أن ننقل مباني مشيدة بباطون مسلح، فهو أمر غير عملي وغير منطقي. أنا متأكد من أن الموضوع لا يتعدى كونه مزحة". 

 

وشدد على أن "لا حالات مشابهة حصلت في العالم، إلا إذا كانت تتعلق بنقل آثارات قديمة جدا غير مبنية بباطون مسلح، أو أبنية من هياكل معدنية مشابهة لمبنى "الأريسكو" في لبنان، مع الاخذ في الاعتبار أن كلفة نقل مبان أو آثارات مماثلة مرتفعة جدا".  

 

وإذ جدد تأكيده أن كلام الحبتور "غير جدي"، قال: "إذا كان ما أعلنه صحيحا ويمكن تنفيذه هندسيا وتقنيا، فأنا مستعد للتخلي عن شهاداتي الهندسية وتاريخي الطويل في المقاولات، حتى إنني على استعداد للمساهمة في كلفة نقل مشاريعه إلى أي بلد يختاره الحبتور".

 

ولا يخفي يونس تمنياته بفكفكة فندق الحبتور المخالف في رأيه للقوانين اللبنانية، إذ "يشكل ارتفاعه خطرا على الطيران المدني، بما اضطر هيئة الطيران المدني اللبنانية إلى تغيير مسار الطائرات لكي لا تتعرض للخطر". 

 

ميتروبوليتان بيروت.

ميتروبوليتان بيروت.

 

 

 

مشاريع الحبتور الفندقية
افتتح فندق "هيلتون بيروت حبتور غراند" في منطقة سن الفيل، في أيار/مايو 2005. ويتميز بارتفاعه البالغ 130 مترا، ويضم 150 غرفة و17 جناحا ملكيا، مساحة كل منها 500 متر مربع. ويحتوي على أكبر قاعة مؤتمرات في لبنان، "Emirates Hall"، الممتدة على مساحة 2200 متر مربع وتتسع لـ2000 شخص، بالإضافة إلى نادٍ صحي "Elixir Spa" يمتد على ثلاث طبقات بمساحة 3500 متر مربع.

أما فندق "هيلتون بيروت متروبوليتان بالاس"، الواقع قبالة "حبتور غراند"، فقد افتتح عام 2001. وعام 2020 دفعت أزمة انتشار فيروس كورونا، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية، الحبتور إلى اقفال الفندق. وبعد نحو عامين، أعلن خلف الحبتور إعادة افتتاحه في بداية 2023 "دعما للاقتصاد اللبناني ولتوفير فرص عمل للشباب والشابات اللبنانيين".

كيوسك

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق