نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التعديل الوزاري المرتقب .. هل تفشل حكومة حسان في أول امتحان؟ #عاجل - تكنو بلس, اليوم السبت 3 مايو 2025 10:26 صباحاً
المحرر السياسي - كثرت في الآونة الأخيرة التكهنات حول نية رئيس الحكومة، الدكتور جعفر حسان، إجراء تعديل وزاري هو الأول على حكومته التي تشكّلت قبل نحو تسعة أشهر. وقد تناقلت وسائل إعلام محلية وعربية، ومواقع التواصل الاجتماعي، أسماء وزراء قادمين وآخرين مغادرين، ضمن ذات "البورصة الإعلامية" التي تطلّ علينا مع كل موسم حصاد حكومي مرتقب.
وبعيدًا عن الأسماء المطروحة للمغادرة أو الانضمام إلى حكومة حسان، نتساءل في محاولة للفهم والتفسير: هل التعديل الحكومي المرتقب سيرتدي عباءة التغيير لأجل التغيير فقط، كما دأبت بعض الحكومات في السابق، أم أن في طيّاته مبررات منطقية ومقنعة، في مقدمتها تعزيز الأداء وتحسين فاعلية الفريق الوزاري، علّنا نقطف ولو ثمرة واحدة من بستان حكومة حسان، التي لم نأكل منها حتى اليوم لا حلوًا ولا حصرمًا.
الناس في الأردن، لم تعد تأسرهم "كلاشيهات" التعديلات الوزارية، ولا تُحرّك مشاعرهم الوعود المتكررة، لأنهم أصبحوا يعلّقون آمالهم فقط على ما يُحسّن واقعهم المعيشي، وينتشلهم من عنق زجاجة الحكومات المتعاقبة، إلى رحابة أيام جميلة طال انتظارها، ولم تأت بعد.
أما أسماء القادمين من مطار الحكومة والمغادرين منه، فلم تعد تهم غالبية الأردنيين، إلا من ثلّة محدودة، تبحث عن أسماء مقربين أو معارف أو أقارب، علّهم يجنون من خلالهم بعض العنب، ولو لم يُصب الكرم كله!
أما البقية الباقية، وهم الأغلبية المنهكة، فإنها تتطلع إلى حكومة قادرة على اجتراح حلول خلاقة وملموسة على أرض الواقع، لا مجرد شعارات طنانة وخطب رنانة، أو وعود تهطل كالرعود، لكنها لا تمطر شيئًا. بعد أن ترسّخت قناعتهم بأن وظيفة الحكومات باتت تقتصر على البحث عن موارد إضافية من جيوبهم المفلسة، التي لم تعد تُسرّ عدوًّا ولا صديقًا.
ثم، ما جدوى التعديل الوزاري، أو حتى التغيير الحكومي، إذا لم يُفضِ إلى تغيير حقيقي في حياة الناس؟ وما فائدته على المواطن المنهك الذي يُصارع يوميًا لتأمين لقمة عيش يسكت بها بطون أبنائه الجائعة، إذا لم تترجم الحكومات أقوالها إلى أفعال، وتبدّل الواقع من حال إلى حال؟
سواء ذهب عمرو أم جاء زيد، رحلت حكومة أم أتت أختها، فإن المطلوب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، هو أن يلمس المواطن آثار السياسات الحكومية على واقعه المعيشي، وأن يرى بصيص نور في نهاية النفق، يمنحه أملًا بغد أجمل.
ربما يكون طموح الرئيس حسان كبيرًا، وربما يحمل في جعبته نوايا حسنة، لكن الطموح وحده لا يكفي، فترجمة هذا الطموح يجب أن تكون عبر برامج وخطط وقرارات واجراءات تحقق على الاقل الحد الأدنى من آمال الأردنيين المنهكين، ودون ذلك، ستبقى حكومة حسان، كغيرها من الحكومات تخضّ في قربة مثقوبة، وتعيد ذات الدورة المفرغة، في وقت بلغت فيه مديونية الدولة ما يكسر ظهر الجمل، وينهك الجبال الراسية.
في الختام، إن التعديل الوزاري الحقيقي ليس المقصود منه تدوير الكراسي وتقاسم المكاسب والحصص ، التعديل ليس تبديل وجوه بأخرى، بل هو تبديل نهج بنهج، وفكر بفكر، وإرادة بإرادة اخرى . إنه امتحان للدولة في قدرتها على كسر الجمود، لا مجرد استعراض لتجميل الصورة، والتاريخ لا يرحم، فإما أن تكتب الحكومات سطورًا من الفعل، أو تُطوى كصفحات نُسيت، ولا تُذكر إلا في سياق الخيبة!
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : التعديل الوزاري المرتقب .. هل تفشل حكومة حسان في أول امتحان؟ #عاجل - تكنو بلس, اليوم السبت 3 مايو 2025 10:26 صباحاً
0 تعليق