نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اعترافات بيتهوفن (4 من 8) - تكنو بلس, اليوم السبت 3 مايو 2025 10:22 صباحاً
إِنه نصٌّ فرنسيٌّ للكاتب اللبناني الفرنكوفوني المحامي اسكندر نجَّار، كان صدر كتابًا في بيروت لدى منشورات L’Orient des livres. تمَّ إِطلاقُهُ ضمن "مهرجان البستان 2020" في الاحتفاليةٍ الخاصة: "أُمسيات باريس"، على "مسرح إِميل البستاني" مساءَ الأَربعاء 26 شباط/فبراير 2020 بأَداء الممثِّل الفرنسي جان فرنسوا بالمير Balmer قراءةً النص، وعبدالرحمن الباشا عزفًا على الـﭙـيانو.
ومساء التاسع من آب/أغسطس 2022، تَمَّ إطلاقُ النص بالعربية على مسرح "مونو" – الأَشرفية، بأَداء الممثل بديع أَبو شقرا قراءةً النص، والفرنسي نيكولا شوڤرو Chevereau عزفًا على البيانو. وصدرَ النص العربي كتابًا لدى "منشورات سائر المشرق".
سأَقتطف من تلك "الاعترافات" مقاطعَ موجزةً على 8 حلقات مختَصَرة.
هنا الحلقة الرابعة.
فشلي مع النساء (الجزء 1 من 2)
هل أَحبَبْنَني فعلًا كرجُل؟ أَم تَوَهَّمْن ذلك فيما أَحبَبْنَ موسيقاي؟
حياتي العاطفية كلُّها هدَمَتْها الـخلافات وتصرُّفاتي النَزِقة.
كانت النساءُ معجَبَاتٍ بي مؤَلِّفًا، من دون أَيِّ تعلُّقٍ بي رجُلًا كنَّ ينظرن إِليه شنيعًا، متعجرفًا، متسلِّطًا، سيِّئَ الـمعاشرة.
كنتُ أُحاول تغطيةَ عيوبـي بـجمال موسيقاي، وأَهديتُ مقطوعاتٍ كثيرةً إِلى فتياتٍ كنتُ أُريد اجتذابـهنّ. لكني فشِلْتُ في كل ذلك.
الحاجة إِلى الحب
لكلِّ فنانٍ حاجةٌ إِلى حبٍّ غامرٍ وإِحاطةِ حنان، كي يهنأَ ويُــبدع. وهكذا أَنا: أَجثو لسُلطة الـحُبّ وأُحبُّ النساء الجميلات. لدى مرور إِحداهنَّ في الشارع أَستديرُ إِليها، أَتقصَّاها بنظاراتـي غير عابئٍ بـهُزءِ صديقي فردينان (هو فردينان رايس (1784-1838) مُؤَلِّفٌ موسيقيٌّ وأُستاذُ ﭘـيانو. تلميذ بيتهوﭬـن في العزف وكان لفترةٍ سكرتـيرَه. وسنة 1838 أَصدر عنه كتابَ مذكّراتٍ جامعًا بمشاركة صديق آخَر لبيتهوﭬـن: الطبيب فرانز ويغلر).
جوزفين برونشفيك... صدَّتْهُ كشقيقتها تريز
كثيرًا ما ردَّدتُ أَنْ "وحدَه الـحُبُّ يـجعل الـحياةَ أَكثرَ سعادةً"، وضرعتُ إِلى الله كي يُساعدني "أَن أَجِدَ المرأَة التي تُنصِّعُ فضائلي فيتيح لي الله أَن تكون حبيبتي". ولهذه الحاجة بي، وضعتُ موسيقى "إِلى الحبيبة النائية" على نصٍّ للشاعر آلُوْيِــيْـس إِيزيدُور جِيْتْلِسّ (هو طبيبٌ وصحافيٌ و كاتبٌ نـمساوي (1794-1858). أَصدرَ سلسلةَ قصائد بعنوانٍ واحد: "إِلى الحبيبة النائية"، وضَع بيتهوﭬـن لها موسيقى سنة 1816. لا وثيقةَ تُثبت أَن يكون الشاعرُ كتبَها خصيصًا لبيتهوﭬـن، أَو أَن يكونَ هذا الأَخير وجدها مطبوعةً في كتاب). وفي تلك المقطوعة عبَّرُت موسيقيًّا عن ضَنى الوحدة والغياب وعن انتظار مَـجيْء المرأَة المنْقذة. لكنَّ الفنَّ ليس دَربًا تلقائيةً إِلى جميع القلوب، ولا مفتاحًا صالحًا لجميع الأَبواب. لذا، وبلا خجلٍ، أَعترف أَنَّ مغامراتي العاطفية انتهت جميعها إِلى الفشل، جاعلةً مني شريدًا دائمًا من نعمة الحب.
الحب المستحيل
غالبًا ما كنتُ أُقاربُ امرأَةً مستحيلةً: بورجوازيةً أَو متزوِّجةً أَو الإِثنتَين معًا. كان أَصدقائي يلُومونني على تَوَرُّطي في علاقاتٍ صعبة، خصيصًا كي أَتـجنَّبَ الارتباط بالنساء. لكنهم مُـخْطئُون: فأَنا مَـجَّدتُ الـحبَّ الزوجي في أُوﭘـرا Fidelio "الـمُخْلِص" (العمل الأُوﭘــرالي الوحيد لــبيتهوﭬـن، من فصلَين. النصُّ لـــجوزف فردينان ﭬـون صُونْلايْتْنِر، كتبهُ عن حادثةٍ جرَت في السجن إِبَّان الثورة الفرنسية. وضَع بيتهوﭬـن موسيقاها سنة 1805 لكنها لم تنجح، فظلّ يعدِّل فيها حتى أَنهى صيغتها الأَخيرة سنة 1814).
حاولتُ أَكثرَ من مَرةٍ أَن أَتزوَّج، لكنني فشِلْتُ في كلّ مَرَّة.

بيتهوفن العاشق الفاشل
تريز ثم ماغدالينا
طلبْتُ أَولًا للزواج تريز مالْفاتي (بارونةٌ نـمساويَّة (1792-1851) عازفةُ ﭘـيانو. يرجَّح أَن تكونَ هي التي وضَعَ لها مقطوعة "إِلى إِيليز" الشهيرة للـﭙـيانو. وُجِدَت بين مـخطوطاته بعد وفاته). كانت أَرستقراطيةً في الثامنةَ عشْرَة، تَتَلمَذَت عليَّ، لكنَّ أَهلَها رفضوا ارتباطنا بحجّة أَنني "رجلٌ مشوَّشُ الفكر". ورماني رفْضُهم من أَعلى نشْوتي إِلى هوةٍ عميقة. وكان أَن تزوَّجت تريز تزوَّجت نـمساويًّا نبيلًا في سنّي).
بعدها طلبتُ للزواج الـمغنِّية ماغدالينا وِلْـمَـنّ (سوﭘـرانو أَلـمانية كانت تشكِّل مع شقيقِها ماكس وِلْمَنّ وزوجتِه فْرولِن تريبوليه ثلاثيًّا أُوﭘـراليًّا يقدِّم عروضًا في مسرح بُونّ وهناكَ عرفَها بيتهوﭬـن سنة 1794. سنة 1795 رفَضَتْ عرضَه للزواج وتزوَّجت من التينور الإِيطالي غَلـﭭـاني سنة 1799. توفيَت سنة 1801). لكنها رفضتْني بحجّة أَنني "بشِعٌ ونصف مجنون" وتزوَّجَت مغنّي أُوﭘـرا إِيطاليًّا.
تريز أُخرى وشقيقتها جوزفين
بعدها أَحببتُ تريز برونزويك (بارونةٌ هنغارية الأَصل (1775-1861). درسَت الـﭙـيانو على بيتهوﭬـن سنة 1799. تعلَّق بها وصارحَها بحبّه سنة 1806، ودام حبّهما سنتَين. سنة 1809 أَهداها "سوناتا الـﭙـيانو رقم 24". وعَنْوَنَـها :"إِلى تريز". أَصدَرها مطبوعةً سنة 1810 وسمّاها "سوناتا إِلى تريز").
ثم أَحببتُ شقيقتَها جوزفين (كونتيسةٌ هنغارية (1779-1821). درسَت الـﭙـيانو على بيتهوﭬـن، ولعلَّها أَكثر امرأَة تَوَلَّهَ بها. كتَب لها 15 رسالة حبّ لاهبة، كان يبدأُها دومًا بعبارة "حبيبتي الوحيدة". وإِحدى رسائله إِليها عنَوْنَـها "رسالةٌ إِلى حبيبتي الخالدة" (صدَرَت تلك الرسائل سنة 1957). تزوَّجَت من الكونْت جوزف دايْـم (1752-1804) وكان يكبرها بثلاثين عامًا. لكنَّ بيتهوﭬـن ظلَّ على علاقةٍ سرّية بها إِلى أَن تزوجَت البارون كريستوف ﭬون سْتاكِلْبُرغ (1777-1841). كان زواجها تعيسًا منذ شهره الأَول وانتهى إِلى الطلاق). كُنْتُ أُسـمِّيها "ﭘــايـــﭙـــي" وأَهدَيتُها عددًا من الـمقطوعات. قلتُ لها يومًا: "أُحبُّكِ أَكثرَ مـما تكرهيني"، فأَجابتْني: "أَتاحَت لي صداقتُكَ لذَّةً كان يمكن أَن تُتوِّج حياتي لو انك أَحبَبْـتَـني بشهوةٍ أَقلَّ. شهوتُكَ الجارفة حالت دون تـجاوُبي مع ميولك الجنسية". قالتْها لي بكل فظاظة، كأَنما الشهوةُ الجنسيةُ جريمة.
الحلقة الخامسة: فشَلي مع نساء أُخْرَيات
0 تعليق