التحليل الزائف… وخراب الضمير! - تكنو بلس

منوعات 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التحليل الزائف… وخراب الضمير! - تكنو بلس, اليوم الجمعة 2 مايو 2025 07:33 مساءً

جو 24 :

في زمنٍ بات فيه الزيفُ بضاعةً رائجة، والكلمةُ المأجورةُ أكثر تداولاً من العملةِ الصعبة، خرج علينا مَن توهّموا التحليل وهم لا يُحسنون سوى التهليل، واعتقدوا أنّهم مفاتيحُ الفِكر وهم في الحقيقة أقفالُ الضمير!

هؤلاء "المحلّلون” ــ إن صحّت التسمية ــ ظنّوا أن ارتقاء المنابر يُعلي المقام، وأن تكرار الظهور يُكسب احتراماً، وأن كثرة الإعجاب تُعطي قداسة! فتمادوا في غرورٍ صفيق، ومضَوا في غيّهم يُؤسّسون لمعارك لا يشعلها إلا الحقد، ولا يُحرّكها إلا الطمع، ولا يموّلها إلا الغيابُ الصارخُ للكرامة.

أيّ تحليلٍ هذا الذي لا يُحرّكه الوجدان، ولا يُوجّهه الميزان، ولا يسنده الإيمان بالوطن؟

أيّ عقلٍ هذا الذي يُؤجّر الرأي، ويُناور بالموقف، ويتلوّن كلّما تغيّر اتجاه الريح؟

أيّ ضميرٍ ذاك الذي يُصفّق للباطل إذا ارتدى ثوب القوّة، ويُهاجم الحقّ إذا ما افتقر إلى مَنابر الصخب؟!

هم لا يملكون من أدوات التحليل سوى شهية جامحة للظهور، وأقلام لا تكتب، بل تثرثر، وألسنة لا تنطق بالحق، بل تتقن فنّ النفاق.

تراهم يتقدّمون الصفوف، ويصدّرون أنفسهم بصفتهم "صنّاع رأي”، والحقيقة أنهم لا يصنعون سوى الفوضى، ولا يُنتجون إلا الضجيج، ولا يعرفون من الفكر إلا عناوينه، ومن المواقف إلا ما يُشبع غرورهم ويُرضي من يدفع لهم أجراً أو منصباً أو وعداً زائفاً.

قالوا إنهم موضوعيّون… فخابت دعواهم.

تغنّوا بالزهد… ففضحتهم شهيّتهم المفرطة لما في أيدي غيرهم.

روّجوا للاستقلاليّة… فإذا هم أسرى الإيعاز، لا يتحركون إلا بـ”أمر”، ولا يردّون إلا بـ”رمية”.

هم فرقة الرد السريع، لا يملكون من الفكر عمقاً، ولا من الحرية نبضاً، ولا من الكرامة رائحة.

يُقاتلون على صفحات التواصل، وينهشون بأنياب التعليق، ويتلصّصون من خلف الأقنعة، لا ينتصرون للحق، بل يعتاشون من فتات المواقف المرتبكة، ويقيمون في المساحة الرماديّة، فلا هم مع الحق ولا مع الباطل، بل مع الغالب، أياً كان.

يا سادة… نحن لا نُخدع بهؤلاء.

نعرفهم كما نعرف تجاعيد الكذب على وجوههم، وارتباك الارتزاق في حروفهم، ونداءات الطمع في أعينهم.

هم كثر، يتشابهون كما تتشابه نسخ الرديء من بضاعة السوق، وإن اختلفت شعاراتهم، جمعتهم غاية واحدة: اغتيال الكلمة الصادقة، واغتصاب الرأي الحرّ، واحتكار المنابر لأجل مصالحهم الضيّقة.

لكننا نقولها اليوم، صريحةً مدوّية:

لن نهاب الأقلام المرتزقة،

ولن نُرهب من جوقة التهليل،

ولن نُسكت الصوت الحرّ فينا مهما علت أصوات الزيف.

فالكلمة النقيّة باقية،

والرأي الشريف صامد،

والتاريخ لا يخلّد إلا أصحاب القلم الصادق، والفكر النبيل، والموقف الذي لا يُباع ولا يُشترى.

رحم الله ضمائركم إن بقي فيها رمق، وأبقى فينا وهج الإيمان بالحق، وأعلى منابر الصدق، ولو كثر الناعقون.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : التحليل الزائف… وخراب الضمير! - تكنو بلس, اليوم الجمعة 2 مايو 2025 07:33 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق