نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"كانت أشبه بمدينة أشباح"... الحركة تعود تدريجاً في الخرطوم وسط هدوء حذر (صور) - تكنو بلس, اليوم الجمعة 2 مايو 2025 03:18 مساءً
عاد بعض الباعة لأشغالهم في سوق كلاكلة اللفة في جنوب الخرطوم في ظل هدوء حذر يقطعه أحيانا استئناف القصف على وسط العاصمة السودانية.
وسط الركام، يتجول محمد المهدي على دراجته بين سيارات محروقة ومبان تحمل آثار الرصاص في الحي الواقع في أقصى جنوب العاصمة بينما استهدفت قوات الدعم السريع مواقع تابعة للجيش في وسط الخرطوم مرتين خلال الأسبوع الحالي.
ورغم ترقب ما قد تحمله الأيام المقبلة للخرطوم، يعرب المهدي عن سعادته بعودة الحياة إلى الكلاكلة التي قال لوكالة فرانس برس إنها تعرضت للتدمير والنهب أثناء الحرب.
فقبل أسابيع خلت، كانت هذه السوق مقفرة ويسودها الصمت. إلا ان الحركة عادت وإن خجولة إلى العاصمة السودانية في الفترة الأخيرة، بعد عامين على بدء حرب عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع تركت المدينة بلا بنية تحتية والمواطنين بلا غذاء أو مأوى آمن.
فقبيل إتمام الحرب عامها الثاني، أحرز الجيش تقدما في العاصمة، معلنا في آذار/مارس "تحرير" الخرطوم من مقاتلي الدعم السريع.
غير أن مقاتلي الدعم السريع ما زالوا يحتفظون بمعاقلهم في جنوب وغرب أم درمان بالخرطوم الكبرى التي أطلقت منها القذائف على العاصمة في الأخيرة الأخيرة.
وأدت الحرب التي دخلت عامها الثالث لمقتل عشرات الآلاف من السودانيين ونزوح 13 مليون، بينما يواجه مئات الآلاف خطر انعدام الأمن الغذائي في ما تصفه الأمم المتحدة بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم.
من منطقة الكلاكلة جنوب العاصمة الخرطوم، (ا ف ب).
هدوء نسبي
يسير المهدي بين بائعي الموز والخبز والخضروات الذين احتمى بعضهم تحت مظلات قماشية قديمة تحيط بها أكوام من القمامة لم تُرفع منذ أيام.
ويقول مقبول عيسى محمد، أحد الباعة، لوكالة فرانس برس إن الحياة العامة في المنطقة: "طبيعية.. الأمن مستتب. الحركة مستقرة. التجارة مستمرة. الناس آمنة".
وعلى ناصية السوق، عادت بائعة الشاي التي يسميها السودانيون "ست الشاي" لبيع أكواب الشاي الساخن للمارة.
قبل بضعة أشهر كانت منطقة الكلاكلة أشبه بمدينة أشباح، ولكن في الأسابيع الأخيرة بدأ المواطنون يستأنفون تدريجا نشاطهم اليومي وسط هدوء هش منذ سيطر الجيش على العاصمة الشهر الماضي.
في الخرطوم وحدها، أدت الحرب التي اندلعت في نيسان/أبريل 2023 إلى نزوح أكثر من 3 ملايين ونصف مليون شخص بينما اضطر مئات الآلاف ممن لم يستيطعوا المغادرة إلى العيش على حافة المجاعة في ظل اشتباكات عنيفة بين طرفي الحرب، استهدفت المدنيين بشكل متكرر.
وبعد سيطرة الجيش على العاصمة، تتوقع المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة عودة مليوني سوداني إلى الخرطوم خلال الأشهر الستة المقبلة في حال تحسّن الوضع الأمني.
إلا أن الهجمات الجوية الأخيرة للدعم السريع على وسط الخرطوم تضع آمال عودة الحياة إلى طبيعتها في الخرطوم محل تساؤل.
ورصد فريق فرانس برس تواجد لمقاتلي الجيش السوداني في أنحاء حي الكلاكلة.

من منطقة الكلاكلة جنوب العاصمة الخرطوم، (ا ف ب).
لا يصلح للحياة
يقع حي كلاكلة على الطريق المؤدية إلى جبل أولياء المعقل السابق للدعم السريع في جنوب الخرطوم والذي شهد آخر المعارك بينها وبين الجيش قبل إخراج الأولى من العاصمة.
وتحولت منطقة جبل أولياءالشهر الماضي إلى ساحة حرب أدت لمقتل العشرات بعدما كانت قوات الدعم السريع تسيطر على عدة مناطق في جنوب الخرطوم، بينها كلاكلة.
ويقول المهدي إن قوات الدعم السريع "نهبوا البلد ودمروا الممتلكات.. لم يتركوا شيئا".
وكان الإعلام المحلي أفاد في بداية الحرب بمحاصرة مقاتلي الدعم السريع لكلاكلة ومنع خروج السكان أو دخول السلع الغذائية وتحدث عن "اقتحام ونهب للبيوت".
ويُتهم طرفا الحرب بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين واستهداف البنية التحتية، إلا أن قوات الدعم السريع تحديدا تواجه اتهامات بالعنف الجنسي الممنهج والنهب.
وفي ظل الهدوء النسبي، عاد موقف كلاكلة اللفة للحافلات إلى العمل وسط حركة مرور محدودة للمواصلات العامة والعربات التي تجرها الحيوانات.
غير أن حركة المواصلات العامة لم تعد لطبيعتها بالكامل بعد بسبب هشاشة الوضع الأمني وتدمير البنية التحتية واستمرار الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في مناطق سيطرة الأخيرة في جنوب وغرب أم درمان بالخرطوم الكبرى.
وأصبحت منطقة الكلاكلة طريقا رئيسا يربط بين ولايات الخرطوم والجزيرة وكردفان وسط السودان والتي سيطر عليها الجيش خلال الأشهر الأخيرة.
وبينما تعود حركة المرور ببطء، لا يزال سكان الكلاكلة في انتظار عودة خدمات المياه إلى المنطقة.
وكانت وكالة السودان للأنباء نقلت في مطلع نيسان/أبريل تعهدات لوالي الخرطوم بعودة خدمات المياه للمنطقة التي حرمتها الحرب من أساسيات الحياة.
ويؤكد سر الختم شبتي، بائع آخر في سوق كلاكلة اللفة لوكالة فرانس برس أنه ليس حزينا على فقدان أمواله "بل حزين على كل قطرة دم سقطت في هذه البلاد".

من منطقة الكلاكلة جنوب العاصمة الخرطوم، (ا ف ب).
0 تعليق