كتبت – هاجر هشام

في ظل التحديات التي تواجه الأطفال في عالم اليوم، أصبحت حمايتهم من التحرش الجنسي أولوية لا غنى عنها لكل أسرة، والتوعية المبكرة والتربية الواعية هما السلاح الأقوى لتأمين الأطفال ضد أي محاولات مؤذية، وبعد انتشار هذه الظاهرة بشكل مفزع خلال الفترة الماضية، قررنا اليوم من خلال موقعنا شبكة أخبار الشرق أن توفر لكم مجموعة من أهم النصائح العملية للوالدين الذي يجب الالتزام بها لحماية طفلهم من هذه الجريمة المؤلمة.

نصائح لحماية طفلك من التحرش الجنسي 

بعد قضية الطفل ياسين الذي تم هتك عرضه في مدرسة كرمة بدمنهور، على يد رجل يبلغ من العمر 80 عام، بدأت حالة من الخوف والفزع تسيطر على الآباء والأمهات، ولذلك إليكم مجموعة من النصائح العملية التي تساعد الآباء على بناء جيل قوي وواثق، قادر على حماية نفسه من أي خطر:

التوعية المبكرة

منذ سن الثالثة، يجب أن يتعلم الطفل مفهوم الخصوصية، لذلك ابدأي بتعليمه أسماء أجزاء جسمه، مع التركيز على أن هناك مناطق حساسة لا يحق لأحد رؤيتها أو لمسها، وعلميه أن تغيير الملابس يتم في مكان خاص، حتى لو كان صغيرًا، فلا عذر لتجاهل هذا المبدأ بحجة أنه "لا يزال طفلًا".

وضع الحدود

زرعي في طفلك الجرأة ليقول "لا" بثقة، ومن هنا علميه أن المناطق الحساسة خط أحمر، سواء كان الشخص المقابل كبيرًا أو صغيرًا، وشجعيه على التعبير عن رفضه بقوة، بل وأن يهدد بالصراخ أو الإبلاغ إذا شعر بأي محاولة لتجاوز حدوده، فإن القوة هنا ليست جسدية، بل هي الثقة التي تجعل الطفل يدرك أن له الحق في حماية نفسه.

الأسرار المؤذية لا مكان لها

علمي طفلك منذ الصغر أن أي شخص يطلب منه كتمان سر عن والديه هو شخص قد يكون مؤذيًا، لذلك شجعيه على مشاركة كل شيء معك أو مع أحد البالغين الموثوقين، سواء كان الأب، الأم، أو أحد الأشقاء الكبار، فإن هذا التواصل المفتوح يبني جسرًا من الأمان يحمي الطفل من أي محاولات خبيثة.

التحرش لا يعرف شكلًا محددًا

من المهم توعية الأطفال بأن المتحرش ليس بالضرورة شخصًا يبدو شريرًا كما في الأفلام الكرتونية، قد يكون قريبًا، أو شخصًا أنيقًا وودودًا، أو حتى من المحارم، لذلك علمي طفلك أن أي سلوك غير لائق مرفوض، بغض النظر عن هوية الشخص، وأن عليه التصرف بحزم والإبلاغ فورًا دون خوف.

المتحرش جبان

علمي طفلك عدم الخوف وأكدي لطفلك أن المتحرش شخص ضعيف وجبان، وأن تهديداته فارغة، وشجعيه على أن يثق بنفسه ويدرك أنه ليس مذنبًا بأي شكل، فإن هذه الثقة تجعل الطفل يتصرف بجرأة ويبلغ عن أي محاولة دون تردد، مما يردع أي شخص يفكر في التجاوز.

دور علاقة الثقة بين الوالدين والأطفال  

العلاقة الدافئة بين الطفل ووالديه هي أقوى حصن ضد التحرشؤ والحضن الآمن والإحساس بأن الأهل دائمًا في ظهره يشجع الطفل على مشاركة مخاوفه وتجاربه، لذلك استمعي لطفلك دائمًا دون لوم، وكوني ملجأه الذي يلجأ إليه مهما حدث.

نصائح للبنات بعد البلوغ  للوقاية من التحرش 

علمي بناتك، خاصة بعد سن البلوغ، تجنب التواجد بمفردهن في أماكن مغلقة مع أي شخص، حتى لو كان مدرسًا، شيخًا، أو قريبًا مثل ابن الخالة أو زوج الأخت، وأن الخلوة مع غير المحارم ممنوعة، سواء في درس خصوصي، مكان عمل، أو حتى داخل الأسرة، كذلك، علمي طفلك الصغير عدم الجلوس على أرجل أحد، والبنت الأكبر تجنب ركوب المصعد مع رجل غريب أو صعود السلالم في وجود شباب.

الوقاية خير من العلاج

لا تترددي في توعية أطفالك حسب أعمارهم، فمع الأطفال الصغار (من 3-4 سنوات)، استخدمي لغة بسيطة لتعليمهم حماية أجسادهم، ومع المراهقين، كوني أكثر وضوحًا حول المخاطر وكيفية تجنبها، فإن الوعي المبكر يختصر الكثير من المخاطر ويحمي أطفالك من أن يصبحوا ضحايا.

كيف تبدأين توعية طفلك من سن صغير؟  

إن تربية أطفال واعين وقويين تبدأ من البيت، فمن خلال التعليم المبكر، وضع الحدود، وبناء الثقة، يمكن للوالدين تمكين أطفالهم من مواجهة أي محاولات للتحرش بحزم وثقة، لذلك كوني الأم الواعية التي تحمي أطفالها بحب ومعرفة، لإنشاء جيلًا يعرف كيف يدافع عن نفسه ويحافظ على كرامته.