نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإنجيل "ثَورَجيّ" - تكنو بلس, اليوم الجمعة 2 مايو 2025 12:56 مساءً
الاب ايلي قنبر
1.معادلة "الثَورَجيّ"
غريغوار حدّاد "ثَوريّ"! لقبٌ لازمه حتّى الرمَق الأخير، وقد أكّد عليه في مقابلة صحافيّة: "أكيد انَّ الاستسلام كان أهوَن من الثورة، ولكن هذا أنا... هكذا هو غريغوار حدّاد". مُنطلَقه هو الإنجيل الذي بشَّر به، اي يسوع المسيح: "الإنجيلُ ثورةٌ على عَكس ما يَقرأه البَعض، لا بل هو "ثورَجي" أكثر من كلّ تيّارات الثورة التي نشأت في العالم". ذلك أنّ الأُخوَّة التي طرَحها يسوع وعاشها في علائقه لا مثيل لها لأنّ مَرجعها هو الآب، أبوه وأبونا. فعندما طلب إليه تلاميذه تعليمهم الصلاة كما علَّم يوحنّا المعمدان تلاميذه، دعاهُم للتوجُّه إلى الله هكذا: "أبانا الذي في السموات". وبناءً على ذلك أبدَع كنيسةً حيّة ابصرَت النور
ثورة 1789 رفعت شعار الأُخوّة، ولكن كيف يعيشها النظام الفرنسيّ اليوم وبعض الأحزاب هناك من خلال النظرة إلى "المُختلِف"؟
صرَّح غريغوار ان "أحد المُعَوِّقات الأساسيّة في عدَم تَحقيق ثَورة حقيقيّة هو سَيطرة الرأسماليّة على العالم". لِذا "أرسَى قواعدَ مُناهضَة النظام الاجتماعيّ الاقتِصادي السياسيّ الذي يَشكو مِنه الجميع في لبنان، والذي يَزداد ترَسُّخًا". وقد كتَب في "التقرير" أنّ الأُسقف هو "قالب النُظُم والبُنى" في الكنيسة وفي المجتمع، مُعتمِدًا صيغة "التفكير والتقرير والتنفيذ معًا" (التفكُّر الخلاّق والتطويريّ عبر مجالس نقَيذيّة بحَقّ و"مركز علم الاجتماع الدينيّ") طريقًا إلى ذلك الانقلاب المطلوب بشِدّة وبإلحاح صَونًا للإنسان ولِكرامته ولِحُقوقه.
من هنا إبداعه في خلْق لبُنيات العمل المُشترَك في ما بين الكنائس، وبين مُواطنات لبنان ومُواطِنيه على اختلافِهم، وعلى مستوى العالم كُلًّا. فكوَّن كهنةً في خدمة الكنيسة على مثال يسوع "الذي جاء ليَخدُم" بمَجّانيّة. وعبر "السَهرات الإنجيليّة" عمِل على تكوين مؤمنات ومؤمنين "يعرفون" الإنجيل ويَحملونه في حياتهِم كمُرسَلات وكمُرسَلين أنّى حلّوا. مؤمنات ومؤمنون يُحاولون العيش معًا في "جماعات قاعِديّة" تكون وطنيّة لا طائفيّة وتُحصَر بالمسيحيِّين وحسْب. وسَعيِه الى نَشر "التعليم المسيحيّ المُشترَك" أو المسكوني إبتداءً من سنة 1968، إنطلاقاًا من "مركز سيّدة العطايا" في الأشرفيّة. الذي ما لبِث أن تبنّاه "بطاركة الشرق" الأُرثوذكس والكاثوليك في 1996 واصدروا قرارًا بتَعميمه على الكنائس وما إليها من بُنى متّصِلة بالموضوع باعتِماد كتُب وُضِعَت خصّيصًا لهذا الغرَض. وما لبِث أن انضمّ الإنجيليّون إلى المشروع المُشترَك (المسكونيّ).
وأوجَد غريغوار بُنى راعويّة مُشتركة بين أبرشيّات بيروت الكاثوليكيّة أوّلًا، تبِعَتها بُنى أُخرى بين الكاثوليك والأُرثوذكس والإنجيليِّين، فبُنى وطنيّة بين اللُّبنانيّات واللُّبنانيِّين.
لقبٌ آخَر أسقطوه عليه بخُبث هو "المطران الأحمر". أرادوا من خلاله صبغَه بـ"الشيوعيّة" تحريضًا للناس ضدّه، ولا سيما "المسيحيِّين" منهم. تحديدًا عندما نشَر مجلّة "آفاق" التي تناولَت موضوعات دينيّة بطريقة "جذريّة"، بثَّت الرُعب في نفوس السلُطات الدِّينيّة لأنّها أحسَّت كأنّها جُرِّدَت من أهليّتها للرعاية. عندها تحالفت السلُطات السياسيّة والدّينيّة ضدّه وحرَّضت الناس ليَنبذوه كمُتعدٍّ على الله وعلى الدِّين وعلى المجتمع.
2. أبرز إنجازاته طوال حياته
* أصرَّ على مأسسة الأبرشيّة لتكون بُناها قادرة على العمل تِلقائيًّا بعيدًا من الشخصنة ورَبط كلّ الأمور بالمطران. وأقام علاقة اخويّة بينه وبين عناصرها البشريّة، علها تكون كنيسة رسولة وشاهدة لحبّ الآب ورحمته.
* إرساء الخدمة والتنمية عبر إعادة تكوين شخصيّة الكاهن كأخ وخادم وربط الحدمات بعضها ببعض وبالمؤسّسات العاملة محلِّيًّا ووطنيًّا. كلّ ذلك في إطار العلمانيّة الشاملة كعنصر تحرير لناس البلد والعالم.
* المساهمة في تطوير خدمات مؤسّسات الدولة مع الرئيس فؤاد شهاب من خلال "الحركة الاجتماعيّة"، "ذات المنفعة العامّة".
* إرساء حوار بنّاء وخلاّق بين شباب لبنان والله عبر مجلّة "آفاق" والنوادي المختلطة في المناطق.
* بنّاء جسور في البلد ومع الغرب.
* وفي مرحلة متقدِّمة من وَعيِه لاحتياجات المجتمع، أسَّس "تيّار المجتمع المَدَنيّ" لنَشر الفكر العَلماني وتعزيزه في ثنايا فكر الناس وفي خبايا الوطن.
0 تعليق