نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لماذا من المرجح أن يلتزم بوتين بهدنته المقبلة؟ - تكنو بلس, اليوم الجمعة 2 مايو 2025 08:49 صباحاً
ليست المرة الأولى التي يعلن فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هدنة في أوكرانيا. لكنها على الأرجح ستكون المرة الأولى التي يلتزم فيها بمقترحه. ستمتد الهدنة من 8 إلى 11 أيار/مايو المقبل. مجدداً، قال الرئيس الروسي إن الدوافع وراء الهدنة "إنسانية"، كما كانت في هدنة الفصح. عملياً، ستكون الدوافع سياسية وأمنية بامتياز.
في 9 أيار، تحتفل روسيا بيوم النصر الذي تتذكر فيه إلحاق الهزيمة بالقوات النازية. ببساطة، يريد بوتين الاحتفال من دون تعكير أوكرانيا صفو الأجواء الروسية بالطائرات من دون طيار، أو بالاغتيالات.
من عدم الحب ما قتل
يوم السبت الماضي، اغتيل اللفتنانت-جنرال ياروسلاف موسكاليك في موسكو بسيارة مفخخة. قناة "ريبار" الروسية المؤيدة للحرب وصفت موسكاليك بأنه "واحد من أكثر الضباط ذكاء وتطلباً في المديرية العامة لهيئة الأركان – ولم يكن محبوباً جداً، لأنه أراد الحصول على النتائج وكان متشدداً بلا هوادة مع مرؤوسيه".
أوكرانيا أيضاً لم تكن تحب موسكاليك. ومن عدم الحب ما قتل... وأَحْرَج. فالوصول إلى أحد "العقول المدبرة" للعمليات العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية، وفي قلب العاصمة، محرج للنخب السياسية والأمنية. والتوقيت كان لافتاً أيضاً، ليس فقط بسبب تزايد الضغط الأميركي على أوكرانيا. ربما كان اغتيال موسكاليك قبل فترة قصيرة من احتفالات 9 أيار مقصوداً للإشارة إلى أن روسيا لن تستطيع الاستمتاع باحتفالات هادئة، كما لن تستطيع الاستمتاع بأي نصر على المدى الطويل.
الاحتماء... "في ضريح"
في قضية المسيّرات بالتحديد، تبرز براعة أوكرانيا بوضوح أيضاً. استطاعت البلاد تصنيع نحو مليون طائرة بلا طيار السنة الماضية، وبحسب بعض التقديرات، ساهمت تلك المسيّرات بسقوط 70 في المئة من الخسائر البشرية الروسية خلال المعارك. وتمكنت أوكرانيا من تصنيع مسيّرات تحلق على بعد نحو ألف كيلومتر من الجندي الذي يسيّرها. وهذه مسافة أكثر من كافية لاستهداف العاصمة الروسية. (تبعد كييف عن موسكو نحو 755 كيلومتراً). وفي 20 آذار/مارس الماضي، قالت أوكرانيا إنها نجحت في اختبار مسيّرة يبلغ مداها 3000 كيلومتر.
وتعرض مبنى مجلس الشيوخ في الكرملين لاستهداف من مسيّرتين في 3 أيار 2023. قالت روسيا حينها إنها عطّلت المسيّرتين عبر وسائل إلكترونية واتهمت أوكرانيا بإطلاقهما في محاولة لاغتيال بوتين. لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفى تورط بلاده في العملية. وبعد أسابيع قليلة، تعرضت موسكو لهجوم بثماني مسيّرات على الأقل.
وما يزيد من إلحاح الهدنة هذه السنة، هو حضور شخصيات سياسية بارزة في الساحة الحمراء وفي مقدمها الرئيس الصيني شي جينبينغ. وكتب مؤسس "المعهد الأوكراني للمستقبل" أناتولي أمِلين على "فيسبوك" أنّ بوتين لا يرغب بحماية "حضور الشرف من المسيّرات الأوكرانية في ضريح لينين".
رقمان رمزيان
سيصادف 9 أيار هذه السنة الذكرى الـ 80 للانتصار على هتلر. تحمل الأرقام العشرية الصحيحة رمزية خاصة. علاوة على ذلك، يصادف هذا الشهر الذكرى الخامسة والعشرين لتولي بوتين الرئاسة الروسية بشكل رسمي للمرة الأولى في 7 أيار سنة 2000. لا يبدو التعثر العسكري في أوكرانيا – حيث يعجز الجيش الروسي عن احتلالٍ كامل لأربع من أصل خمس مناطق تطالب موسكو بضمها – ملائماً لهذه الذكرى.
بوتين يحيي روح الجندي المجهول، أيار 2022 (أ ب عن سبوتنيك)
وهذا سبب إضافي كي يرغب الرئيس الروسي بتجنب خضة أمنية إضافية داخل بلاده، وذلك بعد فترة قصيرة على النجاح في طرد القوات الأوكرانية من كورسك بشكل كامل. وهذا نجاحٌ تنفيه أوكرانيا، إذ قال مسؤولون فيها منذ نحو أسبوع إنهم لا يزالون يسيطرون على نحو 30 كيلومتراً مربعاً من المنطقة.
تهديد غير مبطّن كثيراً
قد يكون هناك سبب ميداني آخر يدفع بوتين إلى الهدنة. ذكر "معهد دراسة الحرب" ومقره واشنطن أن "القوات الروسية استغلت هدنة الفصح كي تخوض استطلاعاً لمواقع أوكرانية على الجبهة وقد أنزلت خسائر بالمركبات على طول الجبهة استعداداً لهجمات روسية مستقبلية". ورجّح المعهد أن تستغل القوات الروسية هدنة يوم النصر لاستعدادات مشابهة.
لكن خرق الهدنة في واحدة من أهم المناسبات الوطنية لروسيا قد يكون مكلفاً لموسكو. ومن غير المرجح أن يحصل هذا الخرق، بالحد الأدنى ليس على نطاق واسع، قبل انتهاء الاحتفالات وعودة القادة المدعوين إلى بلادهم.
طالب زيلينسكي روسيا، من دون جدوى، بتمديد الهدنة إلى شهر. وقال: "الآن هم قلقون من أن استعراضهم العسكري موضع شك، ويجب أن يقلقوا". ثم أضاف: "لكن يجب عليهم أن يقلقوا من أن الحرب لا تزال مستمرة. يجب أن ينهوا الحرب".
وسط الدعوة إلى وقف الحرب، واضح أن ثمة نبرة تهديدية في كلام زيلينسكي. هل تسيطر نبرة التهدئة أم التهديد في يوم النصر؟ هذا السؤال هو الأهم في الأيام المقبلة. الأكيد أن التصعيد في حضور شي وقادة آخرين من دول الجنوب لن يخدم أوكرانيا.
0 تعليق