نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الشارقة تُرسّخ نهجها التثقيفي من الطفولة... العامري لـ"النهار": ما نقدّمه هو لمختلف المجتمعات - تكنو بلس, اليوم الجمعة 2 مايو 2025 08:23 صباحاً
تحت وهج الأضواء وبهجة الألوان، وبين أروقة "مركز إكسبو الشارقة" الذي ازدانت أروقته بضحكات الأطفال وآلاف الكتب، تنبض الدورة السادسة عشرة من "مهرجان الشارقة القرائي للطفل" بالحياة، لتروي حكاية لا تنتهي مع ريادة الثقافة. بشعار مُلهم "لتغمرك الكتب"، تدعونا الشارقة إلى الغوص في بحور القصص، حيث تتحوّل القراءة إلى مغامرة، والمعرفة إلى متعة، والكتاب إلى صديق يرافق الصغار في أولى خطواتهم نحو الاكتشاف.
"بناء جسور التواصل الثقافي"
في المهرجان الذي يُعزّز مكانة الشارقة على الخريط الثقافية العربية والعالمية، كان لـ"النهار" لقاء مع أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، الذي أكّد أنّ الموعد السنوي مع المهرجان - الذي لا يكتفي بنقل الثقافة والعلم للطفل إنما يعمل على إشراكه في السيرورة المعرفية - "لم يكن ليتجدّد لولا إيمان القيادة بما تقدّمه القراءة في ارتقاء العقول والانفتاح على الآخر، وبناء جسور التواصل الثقافي".
التفاعل الثقافي في 'مهرجان الشارقة القرائي للطفل'. (هيئة الشارقة للكتاب)
نسأله عن تحوّل الشارقة، خلال عقود من العمل على تحقيق التفاعل الثقافي، إلى إمارة مشرقة بنور العلم والثقافة. "ما نقدّمه ليس فقط للشارقة ودولة الإمارات، إنما لمختلف المجتمعات"، يقول. ويشير إلى زائرين من مختلف الجنسيات والتوجهات، ومتخصصون يقدّمون ورش العمل من مختلف أنحاء العالم، وأكثر من 133 ضيفاً من 70 دولة تختلف بثقافاتها وآرائها وأنماط الحوار التي لديها، "جميعها تمتزج بحب القراءة والكتابة". بالنسبة إليه، "التحدّي الكبير هو أن نبيّن للأطفال أهمية القراءة، سواء على جهاز لوحي أو عن طريق الصورة أو الرسوم المتحركة والعلوم".
في قلب هذا الحدث الثقافي المدهش، تتلاقى 122 دار نشر من 22 دولة، وتحمل معها كتباً من كل صنف ونوع، من الخيال إلى الواقع، ومن المغامرة إلى الحكاية الشعبية، في تنوع يعكس ثراء ثقافات العالم.

حب الاطلاع والعلم. (هيئة الشارقة للكتاب)
"نحبّب الأطفال بالتعلّم الأكاديمي وتعلّم القراءة والكتابة"، يقول العامري لـ"النهار"، "كما نحبّبهم بالكتاب عينه، بما يحتويه من جمالية فكرية وخيالية تنطلق بهم في عوالم مختلفة". من هنا جاء شعار "لتغمرك الكتب"، نظراً للتجربة الانغماسية التي يعيشها الطفل في المهرجان. "إنها مغامرة شيّقة"، برأي العامري الذي يشدّد على قول حاكم الشارقة والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، إنّ "القراءة والكتابة هما ثمرات المستقبل"، مؤكّداً: "نزرع في الأطفال البذور، ونقطف الثمار في معرض الشارقة الدولي للكتاب ومن خلال زيادة عدد الناشرين والكتاب الإماراتيين والبرامج المصاحبة التي ترتقي بصناعة الكتاب على مستوى العالم العربي".
مشروع ثقافي مستدام
ولأن بناء الإنسان يبدأ بالقراءة، فإن المهرجان يكرّس نفسه ليكون أكثر من مجرد احتفال سنوي، بل مشروع ثقافي مستدام، يندرج ضمن رؤية الشارقة لبناء جيل قارئ، شغوف بالتعلّم، متمكن من أدوات الإبداع، قادر على الحلم، وعلى تحقيقه. ويشدّد العامري أنّ رسالة الشارقة هي "الارتقاء بالثقافة العربية، لأنّ تقدّمها يعني تقدّم الإنسان العربي". ويضيف: "النجاح تكاملي، ونجاح أي معرض في أي دولة عربية هو نجاح للآخر، نحن منفتحون على تبادل الخبرات، نوقد شمعة ونتمنّى من الجميع إيقادها".

الرئيس التنفيذي لـ'هيئة الشارقة للكتاب' أحمد بن ركاض العامري.
وإيماناً بأهمّية القراءة، وجّه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بتخصيص 2.5 مليوني درهم لتزويد مكتبات الشارقة العامة والحكومية بأحدث إصدارات دور النشر العربية والأجنبية المشاركة في المهرجان، في خطوة تشكّل "استثماراً في تنمية الإنسان وتعزيز المعرفة"، وفق الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، "كما تحفّز قطاع النشر في العالم وخاصة في الوطن العربي، وتمثّل دعماً للقراء، وفرصة للأجيال الجديدة كي تكتشف وتسأل وتبتكر، وما تمكين الناشرين إلا امتداد لهذه الرؤية".
في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، لا تأتي لتقرأ فحسب، بل لتعيش الكتاب، تتنفسه، وتخرج محملاً برغبة أكبر في الاكتشاف. والنجاح هنا "تكاملي"، يقول العامري، "نجاح أي معرض في أي دولة عربية هو نجاح للآخر، نحن منفتحون على تبادل الخبرات... نوقد شمعة ونتمنّى من الجميع إيقادها".
[email protected]
0 تعليق