نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دينا لـ"النهار": الأجنبيات يرقصن لكنهن لا يصلن إلى مرتبة النجومية - تكنو بلس, اليوم الجمعة 2 مايو 2025 08:08 صباحاً
في اليوم العالمي للرقص، لا بد أن نلتقي بإحدى أيقونات فن الرقص الشرقي في العالم العربي... دينا. راقصة شرقية لم تكتفِ بتقديم عروض مبهرة على خشبة المسرح، بل صنعت لنفسها اسماً لامعاً في السينما والتلفزيون أيضاً. في هذا الحوار الخاص، اقتربنا من عوالم دينا، واستكشفنا رؤيتها للرقص الشرقي، والتحديات التي تواجه هذا الفن في زمن مليء بالتحوّلات الثقافية.
في اليوم العالمي للرقص، ماذا يعني لكِ هذا الفن كوسيلة للتعبير؟ وهل لا يزال يحتفظ بمكانته في قلبك كما في البدايات؟
الرقص الشرقي هو حياتي بأكملها، ولا أبالغ حين أقول إنني أعيش من أجل هذا الفن. أتناول طعامي بطريقة معينة، وأنظّم وقتي بما يخدم عملي كراقصة، فحبي لهذا الفن يتجاوز الوصف. دخلت هذا المجال بدافع الشغف، ليس فقط بالرقص الشرقي، بل بكل أنواعه. ومع مرور الوقت، ازدادت مكانته في قلبي، ولم تقل يوماً. إلى جانب ذلك، لدي شغف كبير بالتعليم، وقد بدأت التدريس منذ سنوات. هذا الشغف نما مع الوقت، خصوصاً حين لاحظت أن ما يُقدَّم اليوم لا يُجسّد دائماً جوهر الرقص الشرقي الأصيل. لذلك، أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه هذا الفن، وأسعى لنقل روحه الحقيقية إلى الأجيال الجديدة حتى لا يُنسى. أؤمن بأن الرقص الشرقي يستحق أن يُقدَّم بصورته النقية، ولهذا أحرص على نشر فني وخطواتي داخل مصر وخارجها، ليبقى هذا التراث حياً في الذاكرة.
لقد واكبتِ الرقص الشرقي في فترة يُطلق عليها "الزمن الجميل"، كيف تصفين الفارق بين تلك المرحلة والواقع اليوم؟
منذ بداياتي، كان عالم الرقص الشرقي يزخر بأسماء كبيرة مثل سهير زكي، نجوى فؤاد، فيفي عبده، هالة الصافي وغيرهن. كانت المنافسة شرسة، والفن في أوجه، وكنت حينها فتاة في أول الطريق، أراقب هذه الساحة وأحاول إثبات نفسي وسطها. بذلت جهداً كبيراً كي أتمكن من إثبات وجودي بين كل هذه المواهب.
في ذلك الزمن، لم تكن هناك وسائل تواصل اجتماعي تساعد على الوصول السريع. كان لا بد أن تكوني نجمة حقيقية لتتصدري غلاف مجلة أو يتردد اسمك على ألسنة الناس. الشهرة كانت طريقاً طويلاً، لكنها كانت تصقل الأداء، وتمنح الفنانة دافعاً لتقديم فن حقيقي وجهد مضاعف، حتى من خلال المشاركة في الأفراح. أما اليوم، فقد بات الأمر أسهل بكثير بفضل السوشيال ميديا، إذ يمكن لأي شخص أن يصبح "ترند" بمجرد القيام بشيء غريب أو لافت، حتى إن خلا من أي مضمون فني. وهذا، للأسف، أثّر على صورة الرقص الشرقي، وساهم في تقديمه بشكل أقل جودة وأرخص مما كان عليه. في الماضي، كان لهذا الفن قيمة وهيبة؛ أما اليوم، فأصبح يُعامَل وكأنه مجرد وسيلة للظهور، لا كفن راقٍ يحمل تراثاً وتاريخاً.
الراقصة دينا
برأيك، هل ما زال الرقص الشرقي يُقدَّر كفن راقٍ أم أصبح محصوراً في الإطار التجاري الاستهلاكي؟
التعميم دائماً خطأ، ولا يمكنني القول إن الرقص الشرقي انحصر تماماً في الإطار التجاري والاستهلاكي. لا شك أن هناك من يقدمه بأسلوب سطحي، لكن في المقابل، هناك كثيرون لا يزالون يؤمنون بأن الرقص الشرقي فن راقٍ، ويعملون بصدق للحفاظ على هذه الصورة. النَفَس الفني الحقيقي لا يزال موجوداً، وسيبقى ما دمنا نؤمن به ونقدمه بهذه الروح. لدينا دائماً الخيار في كيفية تقديم الفن؛ وإذا أردنا الابتعاد عن الأسلوب التجاري، فهذا ممكن. لا يمكن اختزال المشهد في زاوية واحدة فقط، فهناك بالفعل فنانين وجمهوراً لا يزالون يفضلون مشاهدة الرقص كفن راقٍ يحمل روحاً وجمالاً، لا كمجرد استعراض أو تجربة عابرة.
هل ساهم دخول الراقصات الأجنبيات إلى عالم الرقص الشرقي في تشويه صورة الراقصة العربية، أم أضفى تنوعاً؟
الراقصات الأجنبيات موجودات منذ أيام سامية جمال، لكن عددهن كان قليلاً. وكانت النجمة الحقيقية دائماً مصرية. حتى في تلك الحقبة، كانت الراقصات الأجنبيات في الصفوف الخلفية، لا في الواجهة. هذا الأمر لم يتغير، ولا أظنه سيتغير؛ النجمة التي ستأتي بعدي ستكون أيضاً مصرية. لا يمكن للنجم الحقيقي في هذا الفن أن يكون من خارج مصر. قد ترقص الأجنبيات، نعم، لكنهن لا يصلن إلى مرتبة النجومية الحقيقية. لا أنكر أن بعض الراقصات الأجنبيات قدّمن تنوعاً في الشكل والأداء، لكن في المقابل، هناك من قدّمن صورة مشوّهة لهذا الفن وأسأن إليه.
لو عُرض عليكِ تدريب جيل جديد من الراقصات، ما هي أول قيمة أو درس تحرصين على نقله لهن؟
أدرب منذ سنوات طويلة، وما زلت أمارس هذا الشغف بكل حب ومسؤولية. أحرص على نقل كل خطوة بإخلاص، وأبذل قصارى جهدي لتعليم الرقص الشرقي الأصيل. لكن للأسف، ألاحظ أن كثيرات ممن أدرّبهن – وربما ثلاثة أرباعهن – يلجأن بعد انتهاء التمرين إلى تقديم حركات دعائية بغرض الحصول على فرص عمل. من وجهة نظري، الفنان الحقيقي هو من يفرض على الجمهور نوعية الفن الذي يقدّمه، لا العكس. لطالما قلت لهن: لا تسمحن للجمهور بأن يحدد لكنّ ما يجب تقديمه، بل قدّمن ما تؤمنَّ به، وما يستحق أن يُعرض. مع ذلك، نادراً ما يُصغي أحد. أما أنا، فسأستمر في تقديم ما أحب، وما أراه فناً راقياً، وسأحرص دائماً على الحفاظ على أصالة وروح الرقص الشرقي المصري الجميل.
0 تعليق