في تغيير جذري في إدارته، أعلن الرئيس دونالد ترامب الخميس عزمه ترشيح مستشاره للأمن القومي، مايك والتز، سفيرًا للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وتعيين ماركو روبيو مستشارًا للأمن القومي.

وفقا لتقرير أن بي أر نيوز، يُعدّ هذا أول تغيير كبير في كبار مساعديه منذ بدء ولايته الثانية. ومن المتوقع أن يُعرض الترشيح على مجلس الشيوخ للتصديق عليه.

وعبّر والتز، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لترامب منذ بداية ولايته الثانية، عن امتنانه لفرصة مواصلة خدمة الرئيس والأمة. وعبّر والتز، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن فخره بقبول الترشيح، قائلاً: “يشرفني للغاية أن أواصل خدمتي للرئيس ترامب وأمتنا العظيمة”.

ماركو روبيو مستشارًا مؤقتًا للأمن القومي

مع اقتراب رحيل والتز، كشف ترامب أن السيناتور ماركو روبيو (جمهوري من فلوريدا) سيتولى مؤقتًا منصب مستشار الأمن القومي. وإلى جانب منصبه الحالي كوزير للخارجية، سيشرف روبيو على شؤون الأمن القومي إلى حين تعيين بديل دائم لوالتز.

أثار قرار ترامب بتعيين روبيو في هذا المنصب المزدوج استغرابًا، نظرًا للسابقة التاريخية التي أرساها مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية السابق هنري كيسنجر خلال إدارة نيكسون، شغل كيسنجر كلا المنصبين لمدة عامين، إلا أن بعض النقاد رأوا أن ذلك منحه سلطة مفرطة، مما دفع الرئيس جيرالد فورد إلى تجريده من لقب مستشار الأمن القومي عام 1975.

والتز يواجه تحقيقًا بعد حادثة تسريب عسكري

لم تخلُ فترة عمل مايك والتز كمستشار للأمن القومي من الجدل. في مارس 2025، خضع للتحقيق بعد دعوة صحفي عن غير قصد إلى محادثة نصية خاصة تضم كبار المسؤولين الذين يناقشون الخطط العسكرية الأمريكية في اليمن.

بينما أعلن والتز مسؤوليته عن الاختراق، قلل ترامب من شأن الحادث ووصفه بأنه “خلل فني”. في مقابلة حديثة مع مجلة “ذا أتلانتيك”، أعرب ترامب عن ثقته في والتز، قائلاً: “والتز بخير”، وأضاف مازحًا: “ربما لا تستخدم سيجنال، حسنًا؟”.

على الرغم من الجدل الدائر، واصل ترامب الإشادة بتفاني والتز في وضع المصالح الوطنية في المقام الأول، حتى مع اعتماد الإدارة بشكل أكبر على شخصيات أخرى، مثل مبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو، في قضايا الأمن القومي الرئيسية، بما في ذلك النزاعات في أوكرانيا وغزة، والمحادثات مع إيران.

أقرا أيضا.. الحكومة تقتل شعبها.. الهجري يطالب بالحماية الدولية لدروز سوريا

خلفية والتز السياسية وتوافقه مع ترامب

كانت علاقة والتز، وهو جندي سابق في القوات الخاصة الأمريكية وأول من انتُخب للكونغرس عن ولاية فلوريدا، معقدة مع ترامب، لا سيما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.

على الرغم من أن والتز معروف بموقفه المتشدد تجاه الأمن القومي، بما في ذلك الدعوة إلى فرض عقوبات على روسيا، إلا أنه لم يكن دائمًا متوافقًا مع نهج ترامب الأكثر ليونة تجاه موسكو وغيرها من الخصوم الجيوسياسيين.

قبل تعيينه مستشارًا للأمن القومي، شغل والتز منصب رئيس اللجنة الفرعية للقوات المسلحة في مجلس النواب المعنية بالتأهب، وشارك في لجان رئيسية للسياسة الخارجية في الكونغرس.

بترشيحه، عزز ترامب رؤيته لتعزيز حضور الولايات المتحدة على الساحة العالمية، على الرغم من الجدل الداخلي المستمر حول توجه السياسة الخارجية للبلاد.

شاغر في الأمم المتحدة وتغييرات وزارية إضافية

ظل منصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة شاغرًا منذ أن طُلب من مرشحة ترامب الأولى، النائبة إليز ستيفانيك (جمهورية نيويورك)، البقاء في الكونغرس للحفاظ على الأغلبية الضئيلة للجمهوريين في مجلس النواب. ويُعد تعيين والتز خطوة حاسمة في شغل هذا الدور الدبلوماسي المهم.

مع استمرار ترامب في إعادة تشكيل فريقه للسياسة الخارجية، بما في ذلك اتفاق مؤقت مع روبيو كمستشار للأمن القومي، تتزايد التكهنات حول من سيشغل هذا المنصب بشكل دائم، وكيف ستؤثر هذه التغييرات على السياسة الخارجية الأمريكية والعلاقات الدولية.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط