نجح صندوق الاستثمارات العامة السعودي في جمع 1.25 مليار دولار من خلال إصدار صكوك مقومة بالدولار الأمريكي، وسط إقبال استثنائي من المستثمرين الدوليين. وقد فاق حجم التغطية 6.5 مرة من قيمة الطرح، حيث بلغت الطلبات نحو 9 مليارات دولار، بمشاركة واسعة من مؤسسات استثمارية عالمية.

إدراج الصكوك في بورصة لندن وتوظيف العائدات

تم تحديد أجل الصكوك الجديدة بسبع سنوات، وسيتم إدراجها في سوق الأوراق المالية الدولية التابعة لبورصة لندن، ضمن إطار برنامج الصكوك الدولية لصندوق الاستثمارات العامة. ووفقًا لبيان صحافي صدر اليوم الخميس، سيتم توجيه عائدات هذا الطرح لخدمة الأغراض العامة للصندوق، دعمًا لبرامجه الاستراتيجية.

ثقة المستثمرين تعكس قوة التصنيف الائتماني

وفي تعليق على الطرح، قال أحمد الربيعان، مدير الأسواق العامة في الإدارة العامة للتمويل الاستثماري العالمي بالصندوق: "يعكس الطلب المرتفع من قبل المستثمرين الدوليين على الصكوك الجديدة، قوة التصنيف الائتماني لصندوق الاستثمارات العامة، ودوره المحوري كمحرك رئيسي للتحول الاقتصادي في المملكة".

ويتمتع الصندوق السيادي السعودي بتصنيف ائتماني قوي، حيث حصل على تصنيف "Aa3" من وكالة "موديز" مع نظرة مستقبلية مستقرة، وتصنيف "A+" من وكالة "فيتش" مع نظرة مستقبلية مستقرة كذلك.

دور محوري في "رؤية 2030" وتنوع في أدوات التمويل

تبلغ قيمة أصول صندوق الاستثمارات العامة حوالي 3.53 تريليون ريال، ويضطلع بدور أساسي في تنفيذ مشاريع ومبادرات "رؤية السعودية 2030"، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على إيرادات النفط.

وتشمل الاستراتيجية التمويلية طويلة الأجل للصندوق مزيجًا من الأدوات المتنوعة، مثل برنامجي الصكوك والسندات، بالإضافة إلى تمويلات بهيكلية المرابحة، وتسهيلات ائتمانية دوّارة، ما يعكس حرص الصندوق على المرونة والاستدامة المالية.

ارتفاع متوقع في الإنفاق وتحضيرات لمونديال 2034

من المتوقع أن يرتفع الإنفاق السنوي للصندوق ليصل إلى 70 مليار دولار، مستفيدًا من مزيج من العائدات الاستثمارية، والاقتراض، إضافة إلى التحويلات النقدية أو الأصول من الحكومة السعودية. ويأتي هذا التوسع المالي تزامنًا مع الاستعدادات التي تجريها المملكة لاستضافة كأس العالم 2034، وهو ما يتطلب ضخ استثمارات هائلة في مختلف القطاعات.