وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على بيع نظام باتريوت للدفاع الجوي لرومانيا بقيمة 280 مليون دولار، مما يُعزز مكانة رومانيا، حليفًا رئيسيًا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، على الجناح الشرقي لأوروبا، في ظل تصاعد التوترات في منطقة البحر الأسود.

صفقة باتريوت وأنظمة رادار

أعلنت وكالة التعاون الأمني ​​الدفاعي عن الصفقة، وتشمل الصفقة أنظمة رادار متطورة، ومحطات إطلاق، ومعدات دعم مصممة لتعزيز قدرة رومانيا على مواجهة التهديدات الجوية والصاروخية.

ويأتي هذا الاستحواذ في الوقت الذي تسعى فيه رومانيا إلى تحديث جيشها استجابةً لتحديات الأمن الإقليمي المتغيرة، لا سيما في أعقاب العدوان الروسي المستمر على أوكرانيا.

لا تُعزز هذه الصفقة القدرات الدفاعية لرومانيا فحسب، بل تُشير أيضًا إلى التزام أمريكي أعمق بالدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي، مما يثير تساؤلات حول التوازن الاستراتيجي في أوروبا الشرقية.

يعكس طلب رومانيا لهذا النظام موقعها الاستراتيجي كعضو في خط المواجهة في حلف شمال الأطلسي، يحدها البحر الأسود، وقريبة من مناطق الصراع.

أهمية الباتريوت بالنسبة للدفاعات الجوية

يُعد نظام باتريوت، الذي يُعد حجر الزاوية في الدفاع الجوي الحديث، مصممًا لاعتراض مجموعة واسعة من التهديدات، بدءًا من الصواريخ الباليستية التكتيكية ووصولًا إلى صواريخ كروز المتطورة والطائرات.

تتضمن الحزمة رادارًا واحدًا من طراز AN/MPQ-65 Configuration 3+ Increment 3، وهو جهاز استشعار متطور قادر على اكتشاف وتتبع أهداف متعددة على مسافات بعيدة.

كما تضم ​​محطة تحكم في الاشتباك من طراز AN/MSQ-132، تعمل كمركز قيادة للنظام، حيث تُنسق عمليات الاعتراض مع البيانات اللحظية.

توفر محطتا إطلاق من طراز M903، كل منهما قادرة على حمل ما يصل إلى 16 صاروخًا، القوة النارية اللازمة، بينما تضمن محطة توليد الطاقة الكهربائية III الموثوقية التشغيلية.

تُعزز المكونات الإضافية، مثل مجموعات التعديل وأجهزة التشفير وأجهزة استقبال نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) المتطورة، قابلية التشغيل البيني للنظام وأمنه، مما يضمن تكاملًا سلسًا مع شبكة الدفاع الأوسع لحلف شمال الأطلسي (الناتو).

براعة باتريوت في مواجهة التهديدات

تكمن البراعة التقنية لنظام باتريوت في قدرته على مواجهة التهديدات المعقدة في البيئات المتنازع عليها، على سبيل المثال، يستخدم رادار AN/MPQ-65 تقنية المصفوفة المرحلية لمسح مساحات شاسعة، واكتشاف الأهداف على مسافات تتجاوز 100 ميل.

تطوير شامل للجيش الروماني بعد الانضمام للناتو

بعد انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 2004، شرعت رومانيا في برنامج تحديث لمواءمة قواتها مع المعايير الغربية.

بدأ الاستحواذ على أنظمة الباتريوت عام 2017 بصفقة بقيمة 3.9 مليار دولار لسبع وحدات إطلاق نار، تلتها عمليات شراء إضافية عام 2020 وعقد بقيمة 946 مليون دولار في يناير 2025 لمزيد من الوحدات.

رومانيا تبرعت بوحدة باتريوت لأوكرانيا

تعكس هذه الجهود التزام رومانيا باستبدال المعدات القديمة بتقنيات متطورة. تُعد الصفقة الأخيرة، البالغة قيمتها 280 مليون دولار، وإن كانت أصغر نطاقًا، ذات أهمية استراتيجية، إذ تحل محل وحدة باتريوت التي تبرعت بها رومانيا لأوكرانيا عام 2024 لمواجهة هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية.

وهي خطوة أشاد بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي أشار إلى دورها في “تدمير طائرات وصواريخ شاهد المسيرة”.

ستساعد الوحدة الجديدة في استعادة قدرات رومانيا الدفاعية، لكن الجداول الزمنية للتسليم قد تمتد لسنوات نظرًا للطلب العالمي المرتفع على أنظمة باتريوت، وهي نقطة أثارها محلل الدفاع بول ماكليري، الذي أشار إلى أن “صناعة الدفاع الأمريكية قد تستغرق حوالي عقد من الزمن لبناء نظام باتريوت للحلفاء”.

رد فعل روسي محتمل ضد تسليح أوروبا الشرقية

يُضيف رد فعل روسيا المُحتمل على هذه الصفقة مزيدًا من التعقيد، لطالما اعتبرت موسكو توسع الناتو وتعزيزه العسكري في أوروبا الشرقية أمرًا استفزازيًا، وقد أثار بيع أنظمة باتريوت لرومانيا عام 2017 تحذيراتٍ روسية من سباق تسلح إقليمي، حيث جادل مسؤولو الكرملين بأنها زعزعت توازن القوى.

قد يتبع هذه الصفقة خطابٌ مماثل، وقد يصاحبه تزايدٌ في النشاط العسكري الروسي في البحر الأسود، مثل نشر أنظمة إس-400 إضافية أو إجراء مناورات بحرية.

ومع ذلك، فإن دفاعات رومانيا المُعززة قد تردع العدوان الروسي برفع تكلفة أي هجوم محتمل، بما يتماشى مع استراتيجية الناتو الأوسع نطاقًا والردع الموثوق.

إقرأ أيضاً: تنافس MQ-9 الأمريكية.. البرازيل تطلق ATD-150.. أول طائرة مسيرة بمحركات نفاثة

نسخ الرابط تم نسخ الرابط