كتب - محمد بكري

تستمر إيران في مواجهة تحديات خارجية معقدة، خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات النووية والعلاقات الدولية، حيث سلطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الضوء على الجولة الرابعة من المفاوضات مع إيران، والتي تتزامن مع تصاعد التوترات الدبلوماسية والضغوط الدولية، وإليكم رصدا لأهم الموضوعات التي تناولتها الصحافة بهذا الشأن.

المفاوضات النووية والضغوط الدولية

تناولت صحيفة شرق في مقال بعنوان "مرور مئة يوم على حكومة ترامب والجولة الرابعة من المفاوضات مع إيران"، سياسات إدارة دونالد ترامب تجاه إيران.

وأشارت إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة تبنت نهج الضغط الأقصى، حيث فرضت مؤخراً عقوبات على سبع مؤسسات وناقلتين في كل من تركيا والإمارات وإيران بتهمة تصدير النفط والبتروكيماويات.

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أن الهدف هو تقليص تصدير النفط الإيراني إلى الصفر، وهو ما تراه "شرق" استمراراً للسياسات العدائية التي انتهجتها إدارات سابقة، محذرة من أن هذه الإجراءات قد تقود المفاوضات إلى طريق مسدود.

في السياق نفسه، كتبت صحيفة جوان في مقال بعنوان "لغة تهديد ترامب في طهران"، عن النبرة التصعيدية للرئيس الأمريكي، مشيرة إلى أن هذا الأسلوب لن يحقق النتائج المرجوة، بل سيعزز مقاومة إيران للضغوط الخارجية.

وترى الصحيفة أن على طهران الوقوف بحزم في وجه هذه التهديدات دون التنازل عن مواقفها الأساسية، محذرة من أن أي تراجع قد يشجع الغرب على فرض المزيد من الضغوط.

الجهود الدبلوماسية الأوروبية ودور الوسطاء

ألقت صحيفة دنياي اقتصاد الضوء على الدور الأوروبي في المفاوضات من خلال مقالين. في مقال بعنوان "قناة أوروبية للمفاوضات النووية؟"، أشارت إلى مساعي الدول الأوروبية لإنشاء قناة دبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة، مؤكدة أن هذه القناة قد تكون وسيلة فعالة لتخفيف التوترات، لكن نجاحها مشروط بمرونة الطرفين في التعامل مع القضايا الخلافية.

 وفي مقال آخر بعنوان "«خطة جديدة» ضرورية"، دعت الصحيفة إلى ضرورة إعادة تقييم الاستراتيجيات الدبلوماسية الإيرانية، واقترحت أن تستفيد طهران من نفوذها الإقليمي لتعزيز موقفها التفاوضي، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها على الساحة الدولية.

من جانبها، تناولت آرمان ملي في مقال بعنوان "صراع دبلوماسي في روما"، المحادثات الأخيرة التي جرت في إيطاليا بمشاركة ممثلين من إيران والاتحاد الأوروبي وبعض دول المنطقة. لكن الصحيفة أشارت إلى وجود أطراف تسعى لتعطيل هذه المفاوضات، وأبرزها إسرائيل، التي تعمل من وراء الكواليس للضغط على الأطراف الأوروبية والأمريكية لإفشال أي تقدم محتمل. وأكدت هم‌ميهن في مقال بعنوان "إسرائيل متفرجة على المفاوضات"، أن إسرائيل تسعى لعرقلة العملية الدبلوماسية، خوفاً من أن يؤدي تحسن العلاقات بين إيران والغرب إلى تقليص نفوذها في المنطقة، مشيرة إلى أن تل أبيب تمارس ضغوطاً غير مباشرة من خلال اللوبيات السياسية في واشنطن.

التوترات والاتهامات المتبادلة

كتبت فرهيختغان في مقال بعنوان "مسرحية الماشة في روما"، عن تهديدات بعض الدول الغربية بتفعيل آلية الماشة خلال المفاوضات في روما، لكنها رأت أن هذه التهديدات شكلية أكثر منها عملية، نظراً للتداعيات الاقتصادية والسياسية التي قد تنجم عن تطبيقها.

وأضافت الصحيفة أن الغرب يستخدم هذه الآلية كورقة ضغط لانتزاع تنازلات من إيران، لكنه يدرك أن تفعيلها قد يؤدي إلى تصعيد غير مرغوب فيه.

أما كيهان فقد اتخذت موقفاً أكثر حدة في مقالين بعنوانين "آلية الماشة مسدس بلا رصاص، لا تنخدعوا!" و*"بدلاً من التبجح، سددوا ديونكم!"*. ترى الصحيفة أن آلية الماشة أداة فارغة، وأن الغرب يستخدمها للضغط على إيران دون أن يمتلك القدرة على تفعيلها فعلياً.

كما طالبت الدول الأوروبية بتسديد ديونها المالية لإيران، معتبرة أن هذه الدول تحاول التهرب من التزاماتها باستخدام التهديدات بدلاً من الوفاء بتعهداتها.

في سياق متصل أشارت خراسان في مقال بعنوان "نشاز «الديكة» في مسار المفاوضات"، إلى التحركات الاستفزازية لأطراف إقليمية تسعى لزيادة التوتر بين إيران والغرب، متهمة هذه الأطراف بمحاولة عرقلة أي تقدم محتمل في العملية الدبلوماسية.

تحليل وتوقعات

تشير المقالات إلى أن المفاوضات النووية تمر بمرحلة دقيقة وحرجة. فمن جهة، تستمر الضغوط الأمريكية وحلفاؤها، بما في ذلك إسرائيل وبعض الدول العربية، في محاولة فرض شروط قاسية على إيران.

ومن جهة أخرى، تعتمد إيران على المقاومة وأدواتها الدبلوماسية لتحقيق اتفاق يضمن مصالحها الوطنية. يبقى دور أوروبا كوسيط محورياً، لكن نجاح هذه المفاوضات يعتمد على عدة عوامل، منها مرونة الأطراف المعنية، تخفيف التوترات الإقليمية، والسيطرة على الأطراف المعرقلة مثل إسرائيل وبعض الدول الإقليمية. كما أن استمرار الضغوط الاقتصادية على إيران قد يدفعها إلى اتخاذ مواقف أكثر صلابة، مما يزيد من تعقيد المشهد.