استعاد الفنان العراقي كاظم الساهر بعض الذكريات التي جمعت بينه وبين الشاعر السوري الراحل نزار قباني، وذلك في ذكرى وفاته التي تزامنت مع حلول 30 أبريل، خاصة مع ارتباطه الفني العميق به وتقديمه العديد من قصائده.

كاظم الساهر يتذكر نزار قباني

نشر الفنان كاظم الساهر مقطع فيديو عبر حسابه الشخصي على تطبيق إنستغرام، تحدث فيه عن التعاون الأخير الذي جمع بينه وبين نزار قباني، خاصة في الأيام الأخيرة للشاعر الراحل.

وأوضح كاظم الساهر أن نزار قباني أصر على استكمال القصيدة الأخيرة له، رغم مرضه ومعاناته في أيامه الأخيرة، قائلاً: "كان على فراش المرض في الأيام الأخيرة، وكان يكتب لي الحب المستحيل، ويقول هذه أغنية كاظم ولازم تكمل".

وواصل كاظم الساهر حديثه عن القصائد التي تعاون فيها مع نزار قباني، وذلك من خلال تعليق كتبه على الفيديو، قائلاً: "حين أُسأل عن أحب القصائد التي لحّنتها للراحل الكبير نزار قبّاني، أقول كلّها، ولو كان جبنًا ألا أختار. فلكل منها طعم، ولون، ورائحة، وإحساس مرهف متميّز يجعلها في أعلى درجات التفضيل. هل بإمكانك أنت اختيار واحدة دون أخرى؟ 30 أبريل.. ذكرى وفاة العظيم نزار قباني".

لم تكن تلك المرة الأولى التي يتحدث فيها كاظم الساهر عن نزار قباني، ففي العديد من اللقاءات كشف عن مقتطفات من علاقته به، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة كانت نقطة تحول مهمة في مسيرته الفنية.

في إحدى تصريحاته، روى كاظم الساهر أنه عندما استدعاه نزار قباني وقرأ له قصيدة "إني خيرتكِ فاختاري"، شعر وكأن القصيدة كُتبت خصيصًا ليغنيها، مما جعله سعيدًا للغاية ومتحمسًا لتلحينها وأدائها. كما أشار الساهر إلى أن نزار قباني وصفه بأنه "أخيرًا وجدت من يحتضن قصائدي".

بدأ التعاون بينهما في منتصف التسعينيات، حيث لحّن الساهر أكثر من 30 قصيدة من أعمال قباني، من أبرزها: "زيديني عشقًا"، "مدرسة الحب"، "الحب المستحيل"، و"قولي أحبك".

في لقاء نادر جمعهما، ظهر الساهر ونزار قباني في بروفة لأغنية "زيديني عشقًا"، حيث كانت الأجواء مليئة بالمحبة والحماس.

الجمهور يتفاعل مع حديث كاظم الساهر

وتفاعل العديد من متابعي الفنان العراقي مع الذكريات التي كشف عنها مع الشاعر الراحل، وعبر الكثير منهم عن إعجابهم وحبهم الشديد للأعمال التي جمعت بينهما، خاصة الألحان التي قدمها لقصائده.

وقرر بعض المتابعين الاختيار بين القصائد الأجمل لنزار قباني والتي لحنها كاظم الساهر، حيث كتب أحدهم: "الاختيار صعب فعلاً، حتى لو اخترنا بين أربع قصائد سيكون صعباً، أختار الحب المستحيل، زيديني عشقاً، حافية القدمين، ونقول الرسم بالكلمات وشؤون صغيرة، فعلاً حيرة ليس لها مثيل".

وتابع آخر: "قصيدة أعظم من قصيدة، ولحنك يجعلهن أعظم، حتى صعب تقرر من هو الأحب لقلبك".

يذكر أن كاظم الساهر حول باقة من قصائد نزار قباني إلى أعمال غنائية خالدة، شكلت علامة فارقة في الذاكرة الفنية العربية. ومن أبرز هذه القصائد: مدرسة الحب، اختاري، الحب المستحيل، قولي أحبك، حافية القدمين، زيديني عشقاً، وتقولين الهوى. هكذا وُلد أحد أكثر الثنائيات تأثيراً في تاريخ الأغنية العربية المعاصرة.

​توفي الشاعر السوري الكبير نزار قباني في 30 أبريل 1998 عن عمر يناهز 75 عامًا، إثر إصابته بأزمة قلبية في منزله بلندن، حيث كان يقيم في منفاه الاختياري خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة من حياته. ​

بعد وفاته، نُقل جثمانه إلى دمشق بناءً على وصيته، حيث دُفن في مقبرة باب الصغير. وقد عبّر في وصيته عن رغبته في أن يُدفن في دمشق، واصفًا إياها بأنها "الرحم الذي علمني الشعر والإبداع، وأهداني أبجدية الياسمين". ​