تحدث الملك تشارلز الثالث لأول مرة عن تفاصيل تجربته الإنسانية مع تشخيص مرض السرطان، مشيراً إلى أن الأمر "مرعب ومخيف" لكل من مرّ بتلك التجربة، سواء كان المريض أو أحباؤه من حوله.

الملك تشارلز يتحدث عن تجربته مع السرطان

وأوضح الملك تشارلز، خلال تكريمه لجهود الجمعيات الخيرية لدعم مرضى السرطان، أن تلك التجربة سلطت الضوء بشكل حاد على أفضل ما في الإنسانية، بحد قوله، مشيراً إلى أن كل تجربة تشخيص جديدة يمكن وصفها بالمروعة.

وفي رسالة نُشرت لضيوف الحفل الذي أُقيم في قصر باكنغهام، وصف الملك تشارلز نفسه بأنه واحد من ضمن الإحصائيات التي تقول إن هناك 390 ألفاً يتلقون التشخيص بالسرطان في المملكة المتحدة كل عام، موضحاً أن تلك التجربة زادت من إدراكه لقيمة العمل الإنساني لدعم المصابين بهذا المرض.

وقال إن التجربة "يمكن أيضاً أن تسلط الضوء بشكل حاد على أفضل ما في الإنسانية". ووجّه حديثه لممثلي جمعيات السرطان قائلاً: "لكم أعمق إعجاب من عائلتي كلها".

الملك تشارلز، البالغ من العمر 76 عاماً والذي لا يزال يخضع للعلاج بعد أكثر من عام على تشخيصه، قال إن رحلته مع السرطان منحته "تقديراً أعمق بكثير للعمل الاستثنائي" الذي تقوم به هذه الجمعيات. وأضاف أن التجربة أكدت له كيف أن "أحلك لحظات المرض يمكن أن تضاء بأعظم درجات التعاطف".

وفي الوقت ذاته، حرص الملك تشارلز على الإشادة بالسيدة الراحلة ديبورا جيمس، التي وصفها كمصدر إلهام، مقتبساً رسالتها الأخيرة ومشجعاً الجميع على أن يقتدوا بها: "ابحث عن حياة تستحق الاستمتاع؛ خض المخاطر؛ أحب بعمق؛ لا تندم؛ ودوماً، دوماً تمسّك بالأمل المتمرد".

توفيت جيمس في يونيو 2022 عن عمر يناهز 40 عاماً، بعد خمس سنوات من تشخيصها بسرطان الأمعاء. وقد جمع صندوق "باول بيب" التابع لها أكثر من 16 مليون جنيه إسترليني منذ إطلاقه.

وقد طُبعت رسالة الملك في كتيب وُزع على الضيوف خلال حفل الاستقبال المسائي بالقصر، ومن بينهم والدا جيمس، هيذر وأليستير.

وفي النهاية دعا الملك تشارلز زوجته الملكة كاميلا ممثلي الجميعات الخيرية على مواصلة جهودهم، وذلك في إطار الفعاليات التي يقيمها القصر الملكي لمساندة الجهود الصحية في بريطانيا.

تفاصيل علاج الملك تشارلز الثالث من السرطان

وما زال الملك تشارلز يخضع إلى العلاج من مرض السرطان الذي أصيب به، على الرغم من عدم الإفصاح عن نوعه، وفي الأشهر الأخيرة أصيب بوعكة صحية وعاد تدريجياً إلى الظهور العلني وممارسة مهامه الملكية، وهو ما عكس تحسناً نسبياً في حالته الصحية بعد الدخول إلى المستشفى نتيجة الآثار الجانبية للعلاج

وقال مصدر ملكي إنه لا يوجد تحديث جديد بشأن حالة الملك أو علاجه، لكنه يسير في "اتجاه إيجابي جداً"، وهو ما ينعكس في جدول أعماله "المليء جداً" وطنياً ودولياً. ووصف المصدر كلمات الرسالة وموضوعها بأنه "شخصي للغاية" بالنسبة للملك.

ترافقت تجربة الملك الصحية المؤثرة مع الكشف عن إصابة الأميرة كيت ميدلتون، زوجة ولي العهد الأمير ويليام، بمرض السرطان أيضًا. وقد منحت الأميرة إجازة مطوّلة لتلقي العلاج والتعافي، ومن المنتظر أن تستأنف مهامها الرسمية في وقت لاحق من هذا العام.

في أوائل عام 2024، أعلن قصر باكنغهام أن الملك تشارلز الثالث قد تم تشخيصه بمرض السرطان، وذلك بعد خضوعه لجراحة لمعالجة تضخم حميد في البروستاتا، حيث كشف الفحص حينها عن وجود مؤشرات تدعو للقلق أدت إلى مزيد من الفحوص، أسفرت عن اكتشاف إصابته بالسرطان.

لم يتم الإعلان عن نوع السرطان تحديدًا، لكن القصر أوضح أنه ليس سرطان البروستاتا، رغم ارتباط التشخيص الأولي بذلك العضو. وبدلاً من الخضوع لعلاج مكثف أو عزل تام، باشر الملك علاجًا منتظمًا، وصفه القصر بأنه "مخطط له بعناية"، مشيرًا إلى أن حالته الصحية مستقرة وأنه في "روح معنوية جيدة".