التوحد والإبداع: تحويل التحديات إلى إنجازات فنية - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التوحد والإبداع: تحويل التحديات إلى إنجازات فنية - تكنو بلس, اليوم الخميس 1 مايو 2025 09:04 صباحاً

"مستحيل مجرد خرافة" هو عنوان لوحة الطفل النيجيري البالغ من العمر 15 عاماً والمصاب بطيف التوحد، كانيي تاغبو-أوكيكي. اللوحة التي رسمها بمساحة 12,303.87 متراً مربعاً (أكثر من 132,000 قدم مربع) سجلت رقماً قياسياً عالمياً ودخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية في 2 أبريل، تزامناً مع اليوم العالمي للتوحد.

رغم أنه لا يتحدث، اختار كانيي أن يكون فنه وسيلته للتعبير عن نفسه. اللوحة التي تزينها ألوان تكنولوجية نابضة بالحياة، تضم رمز اللانهاية الكبير باللونين التركوازي والشعابي، الذي يرمز إلى التوعية والقبول، بالإضافة إلى تعبيرات وجهية تعكس عواطف إنسانية متنوعة، وفقاً لما ذكرت والدته.
— Fola David (@foladavidart)

إن نجاح كانيي يتجاوز كونه إنجازاً فنياً؛ فهو شهادة على الإمكانات اللامحدودة للأشخاص المصابين بالتوحد. من خلال فنه، أثبت أن التوحد ليس عائقاً بل مصدر قوة قادر على إحداث تغيير عميق في العالم. تحطيمه للرقم القياسي أصبح مصدر فخر له ولعائلته، وألهم المجتمع وأبرز المواهب التي قد تُهمش بسبب التشخيص.

وقد أشاد الرئيس النيجيري بولا تينوبو بإنجاز كانيي، ووصفه بـأنه "شجاع، جريء، ومثابر"، معبراً عن إعجابه بعزيمته وإرادته القوية. هذه الكلمات تبرز قدرة كانيي على التغلب على التحديات، مؤكدة أن التوحد هو بداية لقصة نجاح ملهمة.
علم والدا كانيي بتشخيصه بالتوحد عندما كان عمره حوالى 2 أو 3 سنوات. ومنذ ذلك الحين، سعى والداه الى توجيهه نحو الإبداع وسيلة للتعبير عن نفسه، فبدأت رحلته في الرسم، بحيث كان يميل دائماً إلى التصاميم التجريدية. وعندما كان في سن 8 سنوات فقط، حصل على جائزة "لهيب السلام" في النمسا، ليصبح أصغر متسلم لها.

لم يقتصر تأثير نجاح كانيي على أسرته فقط، بل امتد إلى المجتمع الذي وجد في فنه وسيلة للتعبير عن التحديات التي يواجهها الأفراد المصابون بالتوحد. وكانت لوحته بمثابة رسالة أمل لأولئك الذين يعانون من التنوع العصبي، مؤكدة أن القدرات البشرية لا تعرف حدوداً.

أما عن المستقبل، فإن كانيي وعائلته يطمحون إلى أن يكونوا قدوة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ليؤمنوا بأن لهم مكاناً في جميع مجالات الحياة. يأملون أن يواصل كانيي إبداعه ويُلهم الأجيال القادمة لتحقيق أحلامهم والتعبير عن أنفسهم.
الفن يلعب دوراً محورياً في حياة الأشخاص المصابين بالتوحد، حيث يمكنهم من التعبير عن أنفسهم بطرق لا تتطلب الكلمات.

في حالة كانيي تاغبو-أوكيكي، أصبح الرسم وسيلة قوية للتواصل مع العالم، وتوصيل مشاعره وأفكاره. الفن يمنح الأفراد فرصة للتعبير عن أنفسهم بحرية، ويعزز الثقة بالنفس ويحفز الإبداع.


كانيي ليس الوحيد المصاب بالتوحد الذي حقق إنجازات فنية مميزة. هناك فنانون آخرون مثل جاكي بولانغ، وتيتو موخوبادهياي، وفولا ديفيد-تولارام الذين أثبتوا أن التوحد ليس تحدياً فحسب، بل نقطة انطلاق لاكتشاف القدرات الفائقة التي قد تظل غير مرئية إذا تم التقليل من شأنهم بسبب التشخيص. كل قصة نجاح مثل قصة كانيي تاغبو-أوكيكي تدعو إلى إعادة التفكير في المفاهيم التقليدية حول التوحد، وتُظهر للعالم أن "مستحيل مجرد خرافة".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق