نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
محمود درويش والوجع الفلسطيني... قراءة في "لا تعتذر عمّا فعلت" - تكنو بلس, اليوم الخميس 1 مايو 2025 08:19 صباحاً
من بين المجموعات الشعرية التي تسكن الذاكرة ولا تغادر القلب، تبرز مجموعة "لا تعتذر عمّا فعلت" للشاعر الفلسطيني محمود درويش باعتبارها تجربة فريدة من التأمل، والاعتراف، والتمرد الهادئ. في حلقة جديدة من "قصة صغيرة" مع الصحافية ميشيل تويني، نغوص في صفحات الديوان الذي كلّما أعدنا قراءته، فتح لنا أفقاً جديداً من الفهم.
ليس اختيار هذا الديوان عشوائياً، بل لأنه من أهم ما كتب درويش في مرحلة لغته الناضجة. في شعره عمق ووجع، وتتجلّى في نصوصه تحولات عميقة في الوعي، واللغة، والنبرة، كأن الشاعر يعيد تعريف ذاته ومعناه في العالم، في ما يمكن تسميتها مرحلة الكتابة المتأملة، حين يصبح الشعر أقرب إلى الفلسفة منه إلى الغنائية المعتادة.
يتناول الديوان مفاهيم الحب، والهوية، والذاكرة، والوجود، والزمن، من دون أن يصوغها في قوالب مباشرة. يتحدث عن فلسطين، لكنها ليست فلسطين الخارطة فحسب، بل فلسطين الشعور، والمنفى، والحلم، والانتماء المفتقد.
عايش درويش نكبة 1948 حين اضطر إلى مغادرة أرضه مع عائلته، فتجسدت المأساة في روحه وكتاباته. تنقّل من بلد إلى آخر باحثاً عن ظلٍ لهويته، وظلٍ لوطنه، وظلٍ لنفسه. أما في مقارباته للحب، فقد تجاوز العاطفة الساذجة، وجعل من الحب مفهوماً مراوغاً، لا يمسك بسهولة، وقد يبدو وهماً أو يقيناً، لكن الأكيد أنه شعور يفتح أبواباً للوجود والتأمل.
ترجمت هذه المجموعة إلى أكثر من عشرين لغة، لتؤكّد أنّ محمود درويش صوت شعب، وروح منفى، ونبض قضية، استطاع أن يعبّر باللغة العربية عن أعمق المشاعر الإنسانية، وأكثرها صعوبة على التفسير.
0 تعليق