"بريكس" تتحد: هل يشكل تحالف الجنوب العالمي جداراً ضد حمائية ترامب؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"بريكس" تتحد: هل يشكل تحالف الجنوب العالمي جداراً ضد حمائية ترامب؟ - تكنو بلس, اليوم الخميس 1 مايو 2025 08:06 صباحاً

في زمن تعصف فيه رياح الحمائية التجارية بالأسواق العالمية، تعود مجموعة "بريكس" إلى الواجهة. لكن هذه المرة، ليست مجرد منتدى اقتصادي، بل محاولة صريحة لرسم ملامح نظام تجاري عالمي بديل، بعيداً من الإملاءات الأميركية. وبينما يلوّح دونالد ترامب برسوم جمركية تزلزل حركة التجارة، تجتمع قوى الجنوب العالمي لبحث ردٍ قد يعيد تشكيل قواعد اللعبة.

 

ترامب يشعل الحرب... و"بريكس" ترد بهدوء حذر
مع فرض تعريفات أميركية جديدة وصلت إلى 145% على الواردات الصينية، وانتشار التهديدات بفرض رسوم إضافية على الدول المتعاملة مع بكين، لم تعد المسألة خلافاً تجارياً بسيطاً. العالم أمام محاولة أميركية صريحة لإعادة رسم خريطة التجارة بالقوة.

من هنا، جاء اجتماع وزراء خارجية "بريكس" في ريو دي جانيرو هذا الأسبوع مختلفاً عن الاجتماعات السابقة. لم تعد البيانات الديبلوماسية كافية. هناك ضغط حقيقي لإظهار وحدة ميدانية دفاعية.

حقيقة مهمة: "بريكس" اليوم ليست مجرد البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. التكتل توسع ليشمل السعودية، الإمارات، مصر، إيران، إثيوبيا، وإندونيسيا - مما يمنحه وزناً جيوسياسياً يغطي 45% من سكان العالم وقرابة 30% من الناتج العالمي.

 

بيان منتظر... ولكن بلغة محسوبة
وفق مصادر ديبلوماسية، ضغطت الصين لإصدار بيان شديد اللهجة ضد الرسوم الأميركية. إلا أن البرازيل والهند دفعتا نحو صيغة متوازنة، تجنّب التصعيد المباشر مع واشنطن.

النتيجة المتوقعة؟ بيان يدين "الإجراءات الأحادية" ويعيد التأكيد على أهمية التعددية ومنظمة التجارة العالمية، من دون تسمية ترامب أو الولايات المتحدة بشكل صريح.

ملاحظة ذكية: دول "بريكس" تدرك أن خسارة السوق الأميركية بالكامل ليست خياراً مقبولاً حالياً، لكنها تلوّح تدريجاً بتأسيس نظام اقتصادي بديل بعيد من سطوة الدولار.

 

الحلم المؤجل: عملة "بريكس" الموحدة
كانت فكرة إنشاء عملة موحدة لـ"بريكس" حلمًا جريئاً طُرح منذ سنوات. ورغم أن البرازيل أعلنت رسمياً تعليق هذا المسار خلال رئاستها الدورية للمجموعة، إلا أن الجهود لتقليل الاعتماد على الدولار تتسارع.
• اتفاقات تجارية بالعملات المحلية بين الصين والبرازيل.
• مقايضات عملات بين روسيا والهند.
• استخدام اليوان والروبل والريال في تجارة الطاقة.
سؤال للمستقبل: هل تكون هذه التحركات المتناثرة بداية النهاية لهيمنة الدولار على التجارة العالمية؟

 

بعض أعضاء مجموعة بريكس (وكالات)

 

رد الصين: ديبلوماسية تصعيد محسوب
بينما تتعرض صادراتها لضربات موجعة، تستغل بكين منصة "بريكس" لتعزيز موقعها:
• رفع الرسوم الانتقامية إلى 125% على السلع الأميركية.
• خفض واردات القمح والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة إلى الصفر.
• تصعيد حملة ديبلوماسية تحذر العالم من الانجرار وراء السياسات الأميركية "الانتحارية".
في آذار/مارس فقط، انخفضت واردات الصين من الذرة الأميركية بنسبة 95% مقارنة بالعام الماضي، وتراجعت واردات القطن بنسبة 90%.

 

هل يستطيع الجنوب العالمي الصمود؟
على الورق، يملك تكتل "بريكس" قوة ديموغرافية واقتصادية هائلة. لكنه يواجه أيضًا تحديات حقيقية:
• اختلاف المصالح بين أعضائه (الهند والصين مثلاً بينهما تنافس خفي).
• الحاجة إلى نظام مالي بديل مستقر.
• مقاومة الضغوط الأميركية، التي لا تزال تمتلك أدوات مالية وعسكرية ضخمة.
النجاح في مقاومة الهيمنة الاقتصادية لا يتحقق بالشعارات، بل ببناء بدائل حقيقية قابلة للثقة والتطبيق.

 

بداية مرحلة جديدة أم هدنة موقتة؟
اجتماع "بريكس" هذا الأسبوع لن يقلب موازين التجارة العالمية غداً. لكنه، بلا شك، يبعث برسالة مدوية: الجنوب العالمي لم يعد مستعداً للقبول بإملاءات اقتصادية قادمة من طرف واحد.

في عالم تتسارع فيه المتغيرات، قد لا تكون القوة العسكرية أو حتى الاقتصادية وحدها كافية لحسم الصراعات. بل من يملك القدرة على بناء تحالفات ذكية، على صوغ بدائل، وعلى جذب الآخرين إلى "لعبته" هو من سيرسم خريطة القرن الحادي والعشرين.

و"بريكس"... بدأت للتو برسم معالمها الخاصة قوة اقتصادية.

**رئيس الأبحاث وتحليل الأسواق في مجموعة إكويتي

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق