تطورات متسارعة تشهدها الساحة السورية منذ أمس الثلاثاء على خلفية اشتباكات مسلحة في منطقتي جرمانا وصحنايا اللتان تقطنهما أغلبية درزية.

في تصعيد خطير، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الجيش نفذ ضربة تحذيرية استهدفت من وصفهم بـ”متطرفين” كانوا يخططون لمهاجمة التجمعات السكنية الدرزية في منطقة صحنايا السورية، وذلك وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز”.

وأضاف نتنياهو أن إسرائيل “لن تقف مكتوفة الأيدي” في حال تهديد أمن أبناء الطائفة الدرزية، مؤكدًا أن الجيش يراقب التطورات عن كثب.

نداء درزي لإنقاذ التجمعات السكانية جنوب دمشق

وفي موقف نادر، دعا الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل الشيخ موفق طريف، الحكومة الإسرائيلية والمجتمع الدولي للتحرك العاجل.

وقال في تصريح لصحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية: “في هذه اللحظة تتجه أنظار وقلوب أبناء الطائفة نحو الهجوم على التجمعات الدرزية في محيط دمشق. يجب ألا نقف صامتين أمام مذبحة جماعية قد تحدث في أي لحظة”.

تصاعد الاشتباكات في صحنايا وأشرفية صحنايا

شهدت بلدتا صحنايا وأشرفية صحنايا، جنوب غرب دمشق، اشتباكات دامية منذ مساء الثلاثاء، حيث سقط ما لا يقل عن 18 قتيلاً بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما أكدت مصادر محلية أن العدد مرشح للارتفاع بسبب استمرار المعارك على أكثر من محور.

وبحسب وسائل إعلام، قال شهود عيان  إن الفصائل المسلحة المهاجمة استخدمت أسلحة متوسطة وخفيفة، بينما تمكن مقاتلون دروز من استدراج المهاجمين إلى كمائن أوقعت قتلى وأسرى، وأُفيد بمقتل 8 عناصر من الميليشيات المهاجمة إثر استهدافهم بصاروخ موجه.

تحليق مكثف لطائرات استطلاع إسرائيلية فوق صحنايا

بالتزامن مع الاشتباكات، رصدت مصادر أهلية تحليق طائرات إسرائيلية مسيّرة من طراز “هيرمس 450″ و”هيرمس 900” على ارتفاع منخفض فوق مدينتي جرمانا وصحنايا، ما يشير إلى مراقبة دقيقة للتطورات الميدانية من قبل الجيش الإسرائيلي.

دروز الجولان والجليل يعبرون السياج الفاصل للدفاع عن أهالي صحنايا

في تطور لافت، أفادت مصادر محلية بأن مجموعات من دروز الجولان المحتل ودروز الجليل اقتحموا فجر الأربعاء السياج الفاصل بين سوريا وإسرائيل، متجهين نحو مناطق الاشتباكات لمساندة أقاربهم من الطائفة الدرزية. كما شهدت بلدة حضر في جبل الشيخ استنفارًا عامًا.

تسجيل صوتي مسيء يشعل الغضب في جرمانا وصحنايا

تعود جذور التوتر في جنوب دمشق إلى انتشار تسجيل صوتي نُسب لأحد شيوخ الطائفة الدرزية يتضمن إساءات للنبي محمد، ما أثار موجة غضب عارمة في مدينة جرمانا ذات الغالبية الدرزية.

وعلى الرغم من نفي صاحب التسجيل صلته به، اندلعت مظاهرات وأعمال عنف، قبل أن تتوصل وجهاء الطائفة مع الحكومة السورية إلى اتفاق تهدئة.

اتفاق تهدئة هش وتخوف من انفجار جديد

وبحسب تقارير قإن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مساء الثلاثاء شمل “إعادة الحقوق لذوي الضحايا”، و”محاسبة المتورطين”، إلى جانب “تأمين المرور بين دمشق والسويداء”، بحسب ما نقلته مصادر محلية. لكن استمرار الاشتباكات في صحنايا ومحيطها يهدد بنسف هذا الاتفاق الهش، وسط مخاوف من تكرار مشاهد الاقتتال الطائفي التي شهدتها مناطق سورية أخرى خلال السنوات الماضية.

اقرا أيضا

بدأت بتسجيل مسيء للنبي محمد وانتهت بـ 13 ضحية.. تفاصيل الفتنة الطائفية في جرمانا السورية؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط