سجلت أسعار الفضة تراجعًا طفيفًا على الصعيد العالمي اليوم، بالتزامن مع ترقب الأسواق لقرارات البنوك المركزية الكبرى وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة.

وفي مصر، ورغم هذا التراجع العالمي، ما تزال الفضة تحافظ على جاذبيتها كملاذ استثماري ومعدن ثمين له حضور في سوق المشغولات والمجوهرات.

في هذا التقرير، نرصد تحركات سعر الفضة اليوم، والتغيرات التي طرأت على السوق المحلية والعالمية، ونحلل أبرز العوامل المؤثرة، ونستعرض التوقعات خلال الربع الثاني من عام 2025.

سعر الفضة عالميًا اليوم: تراجع طفيف في ظل ضبابية السياسات النقدية

بلغ سعر أونصة الفضة في البورصات العالمية اليوم نحو 32.93 دولارًا، منخفضًا بنسبة 0.44% عن جلسة الأمس. ويأتي هذا التراجع بالتوازي مع ارتفاع طفيف في مؤشر الدولار الأمريكي، مما يضغط على أسعار السلع المقومة بالدولار، وعلى رأسها المعادن النفيسة.

الضغوط البيعية تعود إلى غياب مؤشرات واضحة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي حول توقيت خفض أسعار الفائدة.

حالة الترقب بشأن التضخم العالمي ومستويات النمو تدفع المستثمرين للتريث في توسيع محافظهم من الفضة.

الفضة في مصر: أسعار مستقرة نسبيًا رغم التذبذب العالمي

رغم التراجع الطفيف عالميًا، حافظت أسعار الفضة في السوق المصرية على مستوياتها، مدعومة باستقرار نسبي في سعر صرف الجنيه أمام الدولار خلال الأسبوع الجاري.

متوسط الأسعار اليوم في السوق المحلي:

أونصة الفضة: 1,844.32 جنيه

جرام الفضة النقية عيار 999: 59.18 جنيه

جرام الفضة البريطانية عيار 958: 56.75 جنيه

جرام فضة المجوهرات عيار 800: 47.39 جنيه

تفسير الاستقرار المحلي

أسعار الفضة في مصر تتأثر بسعر الدولار الرسمي والموازي.

الطلب الموسمي على الفضة في الأسواق المحلية (خصوصًا مع دخول فصل الصيف وموسم الأفراح) يدعم الأسعار.

الطلب الصناعي والاستثماري يدعم آفاق الفضة رغم التراجعات المؤقتة

تُستخدم الفضة في العديد من الصناعات الحديثة، أبرزها الطاقة الشمسية، وأشباه الموصلات، والمعدات الطبية، ما يجعلها أكثر من مجرد معدن ثمين للزينة أو الاستثمار.

بيانات وأرقام:

نحو 50% من الطلب العالمي على الفضة يأتي من القطاع الصناعي.

ارتفع استخدام الفضة في الألواح الشمسية بنسبة 12% خلال الربع الأول من 2025 وفقًا لمجلس الفضة العالمي.

العوامل المؤثرة على أسعار الفضة في مصر

سعر صرف الجنيه مقابل الدولار: أي تحركات جديدة في سوق الصرف تؤثر مباشرة على السعر المحلي للفضة.

السياسات الضريبية والجمركية: تطبيق رسوم أو إعفاءات على واردات الفضة أو مستلزمات المجوهرات ينعكس على السعر النهائي.

الطلب الموسمي: زيادة الطلب في أوقات المناسبات الدينية والمواسم التجارية.

النشاط الاستثماري: توجه الأفراد نحو شراء المعادن النفيسة في ظل اضطراب أسواق المال.

ما المتوقع خلال الفترة المقبلة؟

عالميًا:

يتوقع محللون استمرار الفضة في نطاق يتراوح بين 32 و35 دولارًا خلال الربع الثاني من 2025، مع احتمالية كسر هذا النطاق صعودًا إذا تم تثبيت أو خفض أسعار الفائدة الأمريكية.

محليًا:

قد تشهد السوق المصرية تحركات محدودة في الأسعار، ما لم تحدث تغييرات جوهرية في سعر صرف الدولار أو قرارات جمركية مفاجئة. يبقى سيناريو الارتفاع مرهونًا بزيادة الطلب من المستهلكين المحليين أو المستثمرين الأفراد.

هل الفضة فرصة استثمارية الآن؟

بالنظر إلى التقلبات في أسواق الأسهم، ومحدودية عوائد الأوعية الادخارية، يتجه بعض المستثمرين إلى المعادن النفيسة كتحوط ضد التضخم وضعف العملة. ورغم أن الذهب هو الخيار التقليدي، إلا أن الفضة تقدم بديلًا أقل كلفة وبفرص نمو أسرع نسبيًا في بعض السيناريوهات.

نصائح للمستثمرين

التريث في اتخاذ قرارات شراء كبيرة مع مراقبة سعر الدولار.

متابعة التطورات في قطاع الطاقة الشمسية باعتبارها من أبرز محركات الطلب المستقبلي على الفضة.

التوازن بين شراء الفضة كحلي أو كسبائك يعتمد على الغرض الاستثماري أو الاستهلاكي.

رغم التراجع الطفيف الذي سجلته أسعار الفضة عالميًا اليوم، إلا أن المعدن لا يزال يحتفظ بجاذبيته كمصدر أمان في ظل اقتصاد عالمي غير مستقر. أما في السوق المصرية، فتستقر الأسعار نسبيًا، مدفوعة بعوامل داخلية تتراوح بين سعر الصرف والطلب المحلي.

اقرأ أيضًا.. الصين تتصدر.. استحواذات واسعة على الذهب بعد خسائر الدولار بسبب رسوم ترامب

وتبقى الفضة خيارًا استثماريًا قابلًا للنمو في الشهور المقبلة، خاصة إذا استمرت التوترات الجيوسياسية وتباطؤ الاقتصاد العالمي، مع احتمالية أن تشهد السوق المصرية طلبًا إضافيًا مع اقتراب فصل الصيف.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط