"محاربو التيراكوتا" الصينيون إلى الولايات المتحدة في معرض استثنائي - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"محاربو التيراكوتا" الصينيون إلى الولايات المتحدة في معرض استثنائي - تكنو بلس, اليوم الأحد 27 أبريل 2025 10:03 صباحاً

يستعدّ متحف باورز في جنوب كاليفورنيا، هذا الربيع، لكشف النقاب عن تجربة ثقافية نادرة تُعيد سحر الحضارات القديمة. اعتباراً من 24 أيار/مايو المقبل. يفتتح المتحف معرضه الجديد "عالم محاربي التيراكوتا"، الذي يضمّ 110 قطع أثرية مكتشفة حديثاً من مقاطعة شنشي الصينية، من بينها محاربو "التيراكوتا الشهيرون"، وأوعية برونزية، وتجهيزات دقيقة للعربات الحربية، إلى جانب روائع من اليشم والذهب.

و"محاربو التيراكوتا" عبارة عن تماثيل طينية بالحجم الطبيعي تمثل جنوداً وحراساً وخيولاً وعربات حربية، صُنعت قبل أكثر من ألفي عام لحماية الإمبراطور الصيني الأول، تشين شيهوانغ، في حياته الأخرى. اكتُشف هذا الجيش الضخم مصادفةً عام 1974 في مقاطعة شنشي، ويُعدّ من أعظم الاكتشافات الأثرية في العالم.

 

عربة وحصان برونزيان على طراز أسرة تشين. (متحف الإمبراطور تشين شيهوانغ)

 

ليست هذه المرة الأولى التي يحتضن فيها المتحف حماة الصين القدماء. ففي عام 2008، وخلال انشغال العالم بالألعاب الأولمبية في بكين، نجح باورز في تحقيق إنجاز ديبلوماسي لافت بجلب 14 محارباً من "جيش التيراكوتا"، في معرض استقطب أكثر من 200 ألف زائر. ومن خلال روابط متينة بناها مع الهيئات الثقافية في شنشي- موطن جيش الإمبراطور تشين شيهوانغ الذي اكتُشف مصادفة عام 1974- استطاع المتحف أن يحافظ على هذه العلاقة، فاستضاف معرضاً آخر عام 2011، وها هو اليوم يستعدّ لعرض ثالث أكثر غنىً وإبهاراً.

ورغم أنّ "محاربي التيراكوتا" يحتلون صدارة المشهد، إلا أنّ المعرض يقدم أكثر من مجرد جنود من الطين. فقد نقلت "آرتنت" عن تيانلونغ جياو، القيم الرئيسي على المعرض، قوله إنّ "الموضوع الأساسي يتمحور حول التحولات الاجتماعية والثقافية التي مرت بها مقاطعة شنشي بين عامي 2300 قبل الميلاد و206 قبل الميلاد"، مشيراً إلى أنّ الاكتشافات الجديدة ترسم صورة بانورامية لحضارات سابقة لعهد أسرة تشين وامتدادها عبره.

 

شخصية عسكرية رسمية مدرعة رفيعة المستوى. (متحف الإمبراطور تشين شيهوانغ)

شخصية عسكرية رسمية مدرعة رفيعة المستوى. (متحف الإمبراطور تشين شيهوانغ)

 

ويعود عدد كبير من هذه الحضارات إلى الهضبة اللويسية الخصبة، التي دعمت قيام مجتمعات زراعية وغابات وتربية ماشية، ما جعلها مهداً للحضارة. ومن أبرز الاكتشافات موقع شيماو، المركز السياسي والديني العائد إلى عام 2300 قبل الميلاد، والذي يُعدّ أول دولة في شمال الصين. ومنذ بدء التنقيبات فيه عام 2012، كُشف عن مدينة محصّنة بجدارين حجريين، تحتوي على منطقة مركزية للنخبة مزدانة بجدران منقوشة وملونة، وقصر على شكل هرم.

أما في موقع زهايغو، الذي يعود إلى مطلع الألفية الثانية قبل الميلاد، فقد أزيح الستار عن مركز سياسي متطور محاط بتحصينات من التراب المدكوك، ومؤلف من قصور وضرائح ضخمة. ومن بين أهم ما عُثر عليه هناك، أقدم عربات خشبية وخيول مكتشفة في الصين، بالإضافة إلى أوعية برونزية تشهد على صلة وثيقة بصناعة البرونز في عاصمة أسرة شانغ في أنيانغ.

 

إناء نبيذ برونزي من أواخر عهد أسرة شانغ وبدايات أسرة زو الغربية. (معهد شنشي للآثار)

إناء نبيذ برونزي من أواخر عهد أسرة شانغ وبدايات أسرة زو الغربية. (معهد شنشي للآثار)

 

كما يبرز المعرض الإرث الفني المزدهر لأسرة زو، من خلال كنوز باوجي- ثاني كبريات مدن شنشي- التي كانت مركزاً عسكرياً وثقافياً مهماً. وسيحظى الزوار بفرصة مشاهدة تحف مذهلة، مثل حامل ثلاثي الأرجل يتضمن أقدم النقوش الصينية، وإناء نبيذ صيغ على هيئة أرنب ذي أقدام مخلبية، ولوح عربة تزينه ملامح وجه باسمة تنبض بالحيوية.

ورغم هذا الغنى التاريخي والفني، يظلّ "محاربو التيراكوتا" هم محور الإعجاب: جنود واقفون وجاثون، ورماة سهام، وضابط عسكري رفيع، بالإضافة إلى نسخة طبق الأصل من فنان ترفيهي كان معدّاً لإضفاء البهجة على الإمبراطور في حياته الأخرى.

وفي تعليق لها عبر البريد الإلكتروني، قالت كيلي رادومسكي، نائبة رئيس الشؤون الخارجية في متحف باورز: "للفن قدرة استثنائية على عبور الحدود وجمع الشعوب"، وأضافت: "نتطلع إلى أن نحتفي بالتراث الصيني مجدداً مع جمهور جنوب كاليفورنيا".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق