حقَّقت قوات مشاة البحرية الأمريكية “المارينز الأمريكية” من الكتيبة الساحلية الثالثة لمكافحة الطائرات، الفوج الساحلي الثالث لمشاة البحرية، الفرقة البحرية الثالثة، إنجازًا مهما بتنفيذها أول عملية نشر لنظام الدفاع الجوي المتكامل لمشاة البحرية (MADIS) في الفلبين.

منصة MADIS .. منظومة دفاع متكاملة لمكافحة الطائرات بدون طيار

وقد جرى هذا النشر في القاعدة البحرية ليوفوجيلدو غانتيوكي خلال معركة الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل (IAMD) في باليكاتان 25esight zero دعمًا للتمرين، وهو يُبرز ليس فقط نضج منصة MADIS، بل أيضًا التطور الأوسع لاستراتيجيات مكافحة الطائرات بدون طيار الأمريكية.

في جميع أنحاء القوات المسلحة الأمريكية، انتقلت أنظمة مكافحة الطائرات بدون طيار بسرعة من البرامج التجريبية إلى مكونات أساسية في ساحة المعركة التكتيكية.

ويعود هذا التحول إلى انتشار أنظمة الطائرات بدون طيار الصغيرة، وبأسعار معقولة، وذات القدرات العالية، والتي تستخدمها الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية على حد سواء.

تُستخدم الطائرات بدون طيار بشكل روتيني الآن لأغراض المراقبة والحرب الإلكترونية ومهام الهجوم المباشر.

ورغم فعالية أنظمة الدفاع الجوي الثابتة التقليدية ضد الطائرات والصواريخ التقليدية، إلا أنها غالبًا ما تكون غير مناسبة لكشف وتحييد المقطع الراداري الصغير وأنماط الطيران الرشيقة للطائرات بدون طيار الحديثة.

ونتيجة لذلك، أصبحت منصات مكافحة الطائرات بدون طيار المتنقلة، مثل MADIS، بالغة الأهمية لتوفير حماية سهلة المناورة وموزعة للقوات في مجموعة واسعة من البيئات التشغيلية.

صُمم نظام الدفاع الجوي البحري المتكامل خصيصًا لمواجهة هذه التهديدات الحديثة، لا سيما في المناطق الساحلية المتنازع عليها حيث تعمل أفواج الساحل البحري كوحدات استطلاعية سريعة الحركة.

مركبتين فقط بأنظمة دفاع متعدد الطبقات ضد التهديدات الجوية

ويتكون نظام MADIS من مركبتين، كل منهما مزودة بأنظمة متخصصة لإنشاء دفاع متعدد الطبقات ومتكامل ضد التهديدات الجوية.

يعمل طراز MADIS Mk1 كمنصة اعتراض حركية أساسية. تُركّب المركبة على مركبة تكتيكية خفيفة مشتركة (JLTV)، وهي مُجهّزة بمدفع رشاش M230LF عيار 30 مم، ومدفع آلي مُثبّت يُشغّل عن بُعد، قادر على استهداف الطائرات المُسيّرة والطائرات منخفضة الارتفاع بدقة عالية وقوة فتك عالية.

كما تتميز المركبة Mk1 بصواريخ FIM-92 Stinger، التي تُتيح قدرة صواريخ أرض-جو قصيرة المدى، مما يُتيح نطاق اشتباك مُوسّع يتجاوز مدى المدفع الآلي، مُستهدفةً التهديدات سريعة الحركة على مسافات أطول.

ويدعم هذه الأسلحة نظام استهداف كهروضوئي/أشعة تحت الحمراء (EO/IR)، يُتيح تحديدًا دقيقًا وتتبعًا واستهدافًا دقيقًا في جميع الأحوال الجوية وظروف الإضاءة. يدمج نظام القيادة والتحكم المُتكامل (C2) للمركبة بيانات الرادار والمستشعرات، مما يضمن سرعة اتخاذ قرارات الاستهداف والاشتباك.

يُعدّ طراز MADIS Mk2 بمثابة وحدة الاستشعار والحرب الإلكترونية للنظام.

كما يعتمد Mk2 على هيكل JLTV، وهو يحمل رادار مراقبة أرضي مُتطوّر قادر على اكتشاف وتتبع الطائرات المُسيّرة والمروحيات والطائرات ثابتة الجناحين عبر قطاع واسع. بالإضافة إلى الرادار، جُهزت مركبة Mk2 بمجموعة من معدات الحرب الإلكترونية، تشمل أجهزة تشويش وأجهزة انتحال مصممة لتعطيل إشارات التحكم بالطائرات بدون طيار، وأنظمة الملاحة، وروابط الاتصالات.

كما توفر مركبة Mk2 دعمًا لاكتساب الهدف، حيث تُغذي مركبة Mk1 وغيرها من أصول الدفاع الجوي الشبكية ببيانات الاستشعار في الوقت الفعلي، مما يُسهم في إنشاء صورة جوية شاملة وفعّالة.

توفر مركبتا Mk1 وMk2 معًا قدرةً متكاملةً على التصدي الجوي، تجمع بين خيارات التشويش غير الحركي وخيارات الهزيمة الحركية. وهذا يُمكّن قوات مشاة البحرية من مواجهة التهديدات عبر مراحل متعددة من الهجوم.

ويضمن تصميم النظام المعياري الشبكي إمكانية إعادة نشره وتكييفه بسرعة لتلبية المتطلبات الديناميكية للعمليات الاستكشافية المتنقلة.

“المارينز الأمريكية” والتفكير في المستقبل

يتماشى الاستخدام التكتيكي لنظام MADIS بشكل وثيق مع التطور العقائدي الأوسع نحو العمليات البحرية الموزعة DMO والعمليات الاستكشافية للقواعد المتقدمة EABO داخل سلاح مشاة البحرية الأمريكي “المارينز” والذي يفكر في التوصل لأسلحة المستقبل.

في هذه المفاهيم الناشئة، يجب أن تكون الوحدات الصغيرة عالية الحركة قادرة على الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الجوية دون الاعتماد على شبكات دفاع جوي مركزية كبيرة.

ويقدم نظام MADIS هذه القدرة على وجه التحديد، مما يتيح للقوات البحرية إنشاء القواعد الأمامية ونقاط الإمداد ومراكز الاتصالات والدفاع عنها حتى في البيئات شديدة التنافس.

اقرأ أيضًا: لماذا تسعى أمريكا للحصول على كميات كبيرة من صواريخ GMLRS بعيدة المدى؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط