أكد تقرير جديد صادر عن منظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة (UN Tourism) وتحالف السياحة العالمي (WTA)، أن السياسات المستهدفة والأطر التنظيمية ونماذج الحوكمة تلعب دورًا محوريًا في ضمان توزيع فوائد السياحة بشكل عادل بين جميع أفراد المجتمع، بما يعزز العدالة الاجتماعية والشمولية.

دور السياحة في تحقيق التنمية الشاملة

يشير التقرير إلى أن السياحة تسهم في تحقيق التنمية الشاملة من خلال عدة مجالات، من أبرزها:

تحديات أمام أهداف التنمية المستدامة

صرّح الأمين العام لمنظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة، زوراب بولوليكاشفيلي، قائلاً: "بعد مرور خمس سنوات على بدء العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، يتضح أن التقدم في هذا المسار بطيء، والعديد من الأهداف باتت مهددة. إن السياحة، باعتبارها أحد أكبر القطاعات الاجتماعية والاقتصادية عالميًا، يمكن أن تكون وسيلة لتغيير هذا الواقع — لكن فقط إذا تم استغلال كامل إمكاناتها."

وأضاف: "لتحقيق ذلك، يجب أن نضع المجتمعات المحلية في صميم تطوير السياسات السياحية، ونعتمد سياسات موجهة تجعل من هذا القطاع محركًا حقيقيًا للتنمية المستدامة والشاملة. ونحن في منظمة السياحة ملتزمون بقيادة هذا التحول وضمان توزيع فوائد السياحة على نطاق واسع — اجتماعيًا واقتصاديًا وبيئيًا."

العدالة في توزيع مكاسب التنمية

من جانبه، قال تشانغ شو، رئيس تحالف السياحة العالمي (WTA): "إن الدول والمناطق التي خرجت من دائرة الفقر تتطلع اليوم إلى تحقيق نمو اقتصادي مستدام وثابت. ولتحقيق ذلك، علينا أن نضمن توزيع ثمار التقدم المجتمعي بشكل أكثر عدالة وفعالية."

أمثلة ناجحة من بلدان مختلفة

استعرض التقرير عدة أمثلة حية على نجاح السياسات السياحية في الحد من الفقر وتحقيق الشمولية، أبرزها:

الصين: برامج سياسات سياحية ساهمت في تقليص الفقر على مستوى القرى، حيث تم عرض ست حالات دراسية بالتعاون مع WTA.

دول أخرى: مثل ألبانيا، إندونيسيا، الأردن، بيرو، رواندا، وفانواتو، حيث تم إبراز كيف تساهم السياسات الوطنية في جعل السياحة أداة لتحقيق الازدهار المشترك.

توصيات التقرير

1. جعل السياحة ركيزة في سياسات الحد من الفقر والشمول الاجتماعي:

ينبغي اعتماد السياحة كعنصر أساسي في استراتيجيات التنمية والسياسات الرامية إلى تعزيز الرفاه الاقتصادي لجميع الفئات.

2. تهيئة بيئة تنظيمية واستثمارية داعمة:

يجب أن توفر السياسات والأطر التنظيمية والاستثمارية بيئة مواتية تضمن توزيع المكاسب السياحية بشكل عادل يشمل المجتمعات المضيفة.

3. إعادة استثمار عائدات السياحة في التنمية المستدامة:

يُنصح بتوظيف العائدات الناتجة عن السياحة لدعم استدامتها وتعزيز عوامل التمكين في المجتمعات، مثل التعليم والصحة والبنية التحتية، مع تقليل الآثار السلبية للقطاع.