كتب – محمود كمال

أعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي السبت استئناف المحادثات الأميركية الإيرانية في الثالث من مايو المقبل باجتماع رفيع المستوى وذلك عقب انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة التي استضافتها سلطنة عمان في مسقط بين وفدي واشنطن وطهران.

وناقش وفدا طهران وواشنطن خلال هذه الجولة الأهداف الأساسية والجوانب الفنية لصياغة اتفاق جديد يقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والالتزامات الدائمة بين الطرفين.

وأكد التلفزيون الإيراني عودة الوفدين إلى العاصمتين واشنطن وطهران لإجراء المزيد من المشاورات الداخلية استعدادًا للجولة المقبلة، وسط مؤشرات حذرة على تقدم محدود.

وأشارت وسائل إعلام إيرانية إلى أن الجانبين تناولا بالتفصيل التوقعات المتبادلة والمطالب الأساسية التي من شأنها أن تشكل الإطار العام لأي اتفاق مستقبلي.

وشدد أحد أعضاء فريق التفاوض الإيراني، عقب انتهاء المحادثات، على أن النقاشات اقتصرت فقط على القضايا المتعلقة بالملف النووي وملف العقوبات، دون أن تتطرق لأي موضوعات إقليمية أو سياسية أخرى.

واحتضنت العاصمة العمانية مسقط هذه الجولة الثالثة في أجواء من السرية، وسط محاولات مكثفة لردم الفجوات المتبقية بين مواقف الجانبين.

وصرح وزير الخارجية الأميركي بأن إيران تملك الحق في تطوير برنامج نووي مدني، بشرط ألا تقوم بنفسها بتخصيب اليورانيوم، مما يقلل من المخاوف بشأن نواياها المستقبلية.

وحذر الوزير الأميركي كذلك من العواقب الوخيمة التي قد تترتب على أي عمل عسكري يستهدف إيران، معتبرًا أن الحلول الدبلوماسية تبقى الخيار الأفضل والأقل كلفة.

وأعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي عن تصميم بلاده على التمسك بحقها في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية ضمن إطار الاتفاقيات الدولية.

وأكد بقائي عبر منشور له على منصة إكس أن رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران بشكل سريع ودون تأجيل يمثل أولوية قصوى لدى المفاوضين الإيرانيين.

وشدد بقائي أيضا على أن إيران تترقب مدى التزام الطرف الأميركي بإبداء جدية حقيقية تجاه الوصول إلى اتفاق عادل ومتوازن يراعي مصالح الجانبين.

وشهدت المفاوضات غير المباشرة مشاركة وفدين رفيعي المستوى، حيث ترأس عباس عراقجي الوفد الإيراني، فيما قاد ستيف ويتكوف الوفد الأميركي بتكليف من البيت الأبيض.

ونقل التلفزيون الإيراني عن إسماعيل بقائي أن النقاشات بين الطرفين ركزت تحديدًا على آليات رفع العقوبات الدولية وبناء الثقة حول برنامج إيران النووي.

وانقسمت الجولة الثالثة إلى مسارين واضحين حيث تولى المسار السياسي قيادة عباس عراقجي وستيف ويتكوف بينما قاد المسار الفني خبراء بارزون من الجانبين.