انطلقت السبت في العاصمة العمانية مسقط الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة بين إيران وأمريكا بشأن برنامج طهران النووي، وسط جهود وساطة يقودها وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي.

وتأتي هذه المحادثات في إطار سعي الجانبين للتوصل إلى اتفاق يحد من أنشطة إيران النووية مقابل تخفيف بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وذلك بعد جولتين سابقتين جرتا في مسقط وروما خلال الشهر الجاري.

ترتيبات الجولة الثالثة من المحادثات النووية بين أمريكا وإيران

وبحسب وكالة “مهر” الإيرانية، فقد بحث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع نظيره العماني، مساء الجمعة، ترتيبات الجولة الجديدة التي تهدف إلى تبادل الرسائل بين الوفدين الإيراني والأمريكي عبر وساطة عمانية مباشرة.

ويشارك في المفاوضات مبعوث الرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف، الذي وصل إلى مسقط قادماً من موسكو.

ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات الفنية أولاً، حيث يعمل خبراء من كلا الطرفين على صياغة إطار عمل لاتفاق محتمل قبل عقد اجتماع غير مباشر بين المفاوضين الرئيسيين.

ويقود نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي وفد الخبراء الإيرانيين، فيما يتولى مايكل أنطون، مدير فريق تخطيط السياسات لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، رئاسة الوفد الأمريكي.

خطوط حمراء لـ إيران في المفاوضات مع أمريكا

وأكد مسؤولون إيرانيون أن طهران مستعدة للتفاوض على بعض القيود المتعلقة ببرنامجها النووي، لكنها ترفض بشكل قاطع إنهاء عمليات تخصيب اليورانيوم أو تسليم مخزونها من المواد المخصبة، معتبرة ذلك خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها.

كما شددت إيران على أن برنامجها الصاروخي الدفاعي “غير قابل للتفاوض”، وهو ما يعتبر عقبة إضافية أمام المفاوضات.

تهديد جديد من أمريكا لـ إيران

في المقابل، جدد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو التأكيد على ضرورة وقف إيران عمليات تخصيب اليورانيوم، مقترحاً أن تعتمد طهران على استيراد المواد النووية كما تفعل العديد من الدول الأخرى.

أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد أشار إلى أن المفاوضات تسير بشكل “جيد جداً”، لكنه لم يستبعد خيار المواجهة العسكرية إذا فشلت المحادثات.

وفي تصريح لمجلة “التايم”، قال ترامب إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يشن حرباً على إيران بمبادرة منفردة، مضيفاً أن بلاده لن تنجر إلى الحرب، لكنها قد تختار خوضها “طوعاً” إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي جديد.

دعم روسي وصيني متزايد لطهران

بالتوازي مع المحادثات، كثفت إيران تحركاتها الدبلوماسية مع موسكو وبكين. فقد التقى مسؤولون إيرانيون وروس وصينيون مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لبحث دور الوكالة في التحقق من التزام طهران بأي اتفاق محتمل.

وأفادت وكالة أنباء “شينخوا” الصينية بأن الدول الثلاث اتفقت على أن “الحوار السياسي والدبلوماسي القائم على الاحترام المتبادل هو السبيل الوحيد لحل الأزمة النووية الإيرانية”، مؤكدين دعمهم لحق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

تحديات المفاوضات

ورغم الدعم الدولي، لا تزال التحديات كبيرة، خصوصاً مع فرض إيران قيوداً على عمليات التفتيش الدولية، ما يثير شكوكاً حول طبيعة أنشطتها النووية.

ووسط التباين الحاد بين مواقف طهران وواشنطن، يبقى نجاح الجولة الثالثة من المحادثات مرهوناً بمدى استعداد الجانبين لتقديم تنازلات متبادلة قبل انتهاء المهلة الزمنية المحددة بشهرين.

اقرأ أيضا

بمشاركة ترامب ووفود 150 دولة.. إيطاليا تودع بابا الفاتيكان بصواريخ مضادة للطائرات

نسخ الرابط تم نسخ الرابط