في ليلة استثنائية موعودة على ملعب "لا كارتوخا" بإشبيلية، يترقب عشاق الساحرة المستديرة موقعة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة، في نهائي كأس ملك إسبانيا، مساء السبت في تمام الساعة العاشرة بتوقيت مكة المكرمة، الحدث الذي يحمل الطابع الخاص لكل من يعيشه، وتتردد أصداؤه على وقع دقات طبول الحرب الكروية، وسط قصصٍ ورهانات ستُكتب فصولها الجديدة الليلة.

الكلاسيكو ليست مجرد مباراة، بل حالة استثنائية تعيشها الجماهير كأنها تعيش دقات قلوبها في إيقاع واحد، وعلى وقع المخاطر الكبيرة، فمدرب ريال مدريد كارلو أنشيلوتي يلعب من أجل مستقبله، بينما هانسي فليك مدرب البلاوغرانا يسعى لدخول جنة المجد الكاتالوني، وبين قصتين متناقضتين، يكتب الحاضر فصلاً جديداً من تاريخ الكلاسيكو.

في خضم طبول الحرب الكروية، نستعرض معكم 10 حقائق لافتة حول كلاسيكو الأرض، بالتعاون مع "أوبتا" للأرقام والإحصائيات.

المواجهة رقم 260
ستكون هذه المباراة هي الكلاسيكو الرسمي رقم 260 بين الغريمين في جميع المسابقات، ومنذ اللقاء الأول، خط الكلاسيكو مساراً أسطورياً جعله الأكثر مشاهدةً على مستوى كرة القدم الإسبانية والعالمية، ويتفوق ريال مدريد بفارق ضئيل: 105 انتصارات مقابل 102 لبرشلونة، فيما انتهت 52 مواجهة بالتعادل، أما من حيث الأهداف، فقد سجل ريال مدريد 435 هدفاً مقابل 428 لبرشلونة.

وعلى صعيد مواجهات الكأس، ستكون هذه هي المباراة النهائية الثامنة بين الفريقين، حيث فاز ريال مدريد بأربعة ألقاب، مقابل ثلاثة لصالح برشلونة، وحده نهائي برشلونة وأتلتيك بلباو (9 مواجهات) شهد تكراراً أكبر في تاريخ البطولة.

لا مجال للتعادل
من اللافت أن آخر 16 كلاسيكو لم تعرف طعم التعادل، وهي أطول سلسلة من نوعها خلال الـ58 عاماً الماضية، فمنذ آخر تعادل سلبي 0-0 بين الفريقين في كامب نو يوم 18 كانون الأول/ ديسمبر 2019، تقاسم الفريقان الانتصارات: 10 لريال مدريد مقابل 6 لبرشلونة، الرقم يعيد للأذهان سلسلة الستينيات عندما خاضا 17 مباراة متتالية دون أي تعادل.

ركلات الترجيح... حدث نادر
رغم كثرة المواجهات، لم تحتكم مباريات الكلاسيكو إلى ركلات الترجيح إلا مرة واحدة فقط، وكانت في ربع نهائي كأس الدوري عام 1985، على ملعب سانتياغو برنابيو، وفاز فيها برشلونة بنتيجة 4-1.
تاريخياً، خاض برشلونة نهائيين في إشبيلية عبر ركلات الترجيح، فخسر الأول أمام ستيوا بوخارست في كأس أوروبا 1986، وفاز بالثاني أمام مايوركا في كأس الملك عام 1998. بالمقابل، ريال مدريد كان حاسماً في جميع مبارياته التي وصلت إلى ركلات الترجيح، وجميعها ضد أتلتيكو مدريد (1975، 2016، و2020).

مبابي دائماً في الموعد
كيليان مبابي أصبح علامة مسجلة في النهائيات هذا الموسم، ففي كل نهائي واجه فيه ريال مدريد خلال هذا الموسم، كأس السوبر الأوروبي، كأس الإنتركونتيننتال، وكأس السوبر الإسباني، تمكن من تسجيل الأهداف، محققاً انتصارين وخسارة واحدة.
سجل مبابي يمتد إلى ما قبل انضمامه الحالي، إذ شارك بالأهداف (تسجيلاً وصناعة) في آخر ستة نهائيات خاضها مع الأندية، مسجلاً خمسة أهداف وصانعاً لاثنين آخرين.

مودريتش بين الكبار
لوكا مودريتش، أسطورة خط الوسط المدريدي، يستعد لدخول نادٍ خاص الليلة، حيث سيعادل رقمي هييرو وراؤول وكاسياس بوصوله إلى مباراته الـ38 في الكلاسيكو.
ومن بين هذه المباريات، لعب سبع مواجهات ضمن بطولة الكأس، وحقق خلالها فوزين وتعادلين وتعرض لهزيمتين، ويتصدر القائمة سيرجيو بوسكيتس (48 كلاسيكو)، يليه سيرجيو راموس وليونيل ميسي (45 لكل منهما)، ثم كريم بنزيما (43)، تليهم أسماء بحجم تشافي وخينتو وبيكيه وإنييستا.

فليك على خطى غوارديولا
هانزي فليك، مدرب برشلونة الجديد، يمكنه الليلة تحقيق إنجاز تاريخي بمساواة رقم بيب غوارديولا، المدرب الذي فاز بأول ثلاث مباريات كلاسيكو له مع البلاوغرانا.
فليك بدأ مشواره بفوزين مذهلين: انتصار ساحق 4-0 في الليغا، ثم 5-2 في كأس السوبر الإسباني، الفوز الثالث الليلة يعني أن فليك سيصبح ثاني مدرب برشلوني يحقق بداية مثالية مماثلة في مواجهات الكلاسيكو.

فليك. (أ ف ب)

هدافو الكأس الجدد
فيران توريس وإندريك فرضا نفسيهما كأبرز هدافي نسخة كأس الملك الحالية، برصيد خمسة أهداف لكل منهما، وهو نفس عدد أهداف جوليان ألفاريز قبل خروجه من المنافسة.
فيران يسجل هدفاً كل 90 دقيقة، وإندريك كل 100 دقيقة، بينما يظهر ليفاندوفسكي وأيوزي بيريز أيضاً في صدارة معدل التسجيل، بمعدل هدف كل 92 و99 دقيقة على التوالي.

رافينيا... العدو الثاني للريال
النجم البرازيلي رافينيا وجد شهيته أمام ريال مدريد تحديداً، فمن خلال تسع مباريات ضد الغريم التقليدي، سجل ثلاثة أهداف وصنع مثلها، ما يجعله ثاني أكثر خصم يساهم ضده بالأهداف، بعد ريال بيتيس.
إلى جانب هذا، يملك رافينيا أربع تمريرات حاسمة في هذه النسخة من الكأس، ويتقاسم الصدارة مع سيرجي كانوس وأويارزابال، كما أنه ثاني أكثر لاعب صناعة للفرص التهديفية في البطولة (13 فرصة).

برشلونة آلة لا تهزم
برشلونة، تحت قيادة فليك، تحول إلى آلة كاسحة، خاض 27 مباراة خلال عام 2025، خسر واحدة فقط ضد بوروسيا دورتموند (3-1) في دوري الأبطال، مقابل 22 انتصاراً وأربعة تعادلات.
هذه السلسلة المذهلة وضعت برشلونة كثاني أكثر الفرق فوزاً هذا العام في الدوريات الأوروبية الكبرى (22 انتصاراً)، خلف باريس سان جيرمان (23 انتصاراً حتى الآن).
في المقابل، عانى ريال مدريد من تذبذب الأداء، إذ خسر ثماني مباريات خلال العام الجاري، لكنه خاض عدداً قياسياً من المباريات: 56 لقاءً حتى الآن، وهو أكثر مما لعبه الموسم الماضي بأكمله.

برشلونة الأكثر تهديفاً
برشلونة ليس فقط فريقاً لا يُهزم، بل هو الأكثر تهديفاً كذلك، فقد سجل الفريق الكاتالوني هذا الموسم 152 هدفاً بعد 52 مباراة، وهو ثاني أفضل معدل تهديفي في تاريخه بعد موسم 2011-2012، حين سجل 154 هدفاً في نفس المرحلة.
أما ريال مدريد، رغم معاناته الهجومية، إلا أنه يفرض نفسه في الكأس كأكثر الفرق تسديداً على المرمى (155 تسديدة)، مع أكبر عدد من الفرص الواضحة والأهداف المتوقعة (14.5 xG).