كتب – محمود كمال

اتهم الجيش البولندي السبت مروحية عسكرية روسية بانتهاك المجال الجوي لبولندا في المنطقة فوق المياه الإقليمية ببحر البلطيق مساء الجمعة وسط أجواء توتر متصاعدة مع موسكو.

وأكدت وزارة الدفاع البولندية عبر منصة إكس أن الحادث يشير بوضوح إلى محاولة روسية لاختبار جاهزية أنظمة الدفاع الجوي البولندية في توقيت حساس تمر به المنطقة.

وكثفت بولندا وحلفاؤها الأوروبيون استعداداتهم الدفاعية في الآونة الأخيرة، في ظل تزايد المخاوف من هجوم روسي محتمل وتصريحات أميركية توحي بأن أوروبا قد لا تستطيع الاعتماد الكامل على الدعم الأميركي مستقبلًا.

ووجه وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي الأربعاء الماضي انتقادا لاذعا إلى روسيا بسبب استمرار عدوانها العسكري على أوكرانيا متسائلا بسخرية: ألا تملكون ما يكفي من الأرض.

واستعرض سيكورسكي خلال خطابه السنوي أمام مجلس النواب البولندي طبيعة التحديات الكبرى التي تواجهها بلاده في ظل استمرار الحرب عبر الحدود وارتفاع خطر اتساع رقعة النزاع إلى مناطق أخرى.

وأعرب وزير الخارجية عن قلقه العميق من تفكك وحدة الغرب في مواجهة التهديدات الروسية، محذرا من أن أي ضعف في التماسك الغربي قد يفتح الباب أمام تصعيد خطير.

وواصلت وارسو تقديم دعم قوي لكييف منذ اندلاع الحرب واستغل سيكورسكي خطابه السنوي لتوجيه انتقادات حادة إلى القيادة الروسية وسلوكها التوسعي.

وانتقد سيكورسكي موسكو قائلا: ألا تملكون ما يكفي من الأرض لديكم إحدى عشرة منطقة جديدة ألا يكفيكم ذلك أليس من الأفضل أن تركزوا على إدارة أراضيكم الحالية بدلا من انتهاك القانون الدولي.

وخصصت بولندا نسبة من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي تتجاوز أي دولة أخرى في حلف الناتو حتى الولايات المتحدة نفسها مع خطط لرفع الإنفاق إلى 4.7% هذا العام و5% بحلول عام 2026.

ولم يشر سيكورسكي بشكل مباشر إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلا أن كلماته حملت نقدا ضمنيا لما وصفه بالتنازلات التي أبدى ترمب استعدادا لتقديمها لروسيا في إطار محاولاته لإنهاء الحرب الأوكرانية.