في سياق السعي المتواصل لرفع العقوبات الأمريكية  عن البلاد، وجهت حكومة سوريا الجديدة ردًا رسميًا مكتوبًا إلى أمريكا بشأن قائمة الشروط المطلوبة لتخفيف القيود الاقتصادية والدبلوماسية المفروضة على دمشق.

الوثيقة، التي جاءت في أربع صفحات واطلعت على مضمونها وكالة “رويترز”، كشفت عن استعداد السلطات السورية لتنفيذ معظم الشروط الأمريكية، مع التأكيد على ضرورة التوصل إلى تفاهمات إضافية في بعض الملفات الحساسة.

موقف دمشق من المقاتلين الأجانب

في ملف “الجيش السوري الجديد”، أوضحت الرسالة أن قضية المقاتلين الأجانب، التي أثارت قلق واشنطن، كانت محل نقاشات سابقة مع المبعوث الأمريكي السابق دانيال روبنشتاين، لكنها لا تزال بحاجة إلى جلسة تشاورية موسعة.

وبحسب الوثيقة، قررت دمشق تعليق إصدار الرتب العسكرية، خاصة بعد ترقية ستة مقاتلين أجانب نهاية العام الماضي، من بينهم عناصر من الأويغور والأردنيين والأتراك، وهي خطوة اعتُبرت مخالفة للمطالب الأمريكية بوقف تعيين الأجانب في مواقع قيادية.

تعهد بعدم تهديد إسرائيل ومراقبة الفصائل الفلسطينية

حرصت الحكومة السورية الجديدة على طمأنة الأطراف الإقليمية والدولية، حيث أكدت في رسالتها أن سوريا “لن تشكل تهديدًا لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل”، في محاولة لتخفيف حدة المخاوف الإقليمية.

كما تعهدت السلطات بتشكيل لجنة خاصة لمراقبة أنشطة الفصائل الفلسطينية في سوريا، مع استعدادها لإجراء مزيد من المشاورات لضمان تنظيم وجود تلك الفصائل بما يتماشى مع التفاهمات الدولية المطلوبة.

تعاون موسع بشأن الأسلحة الكيميائية

في ملف الأسلحة الكيميائية في سوريا، أكدت دمشق استعدادها لتوثيق كامل علاقاتها مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، والتعامل بشفافية مع أي مخزونات متبقية، بما يعزز مصداقية الحكومة السورية أمام المجتمع الدولي، ويدعم مطلبها برفع العقوبات المفروضة عليها.

سوريا تتعهد بمكافحة الإرهاب وحماية مصالح أمريكا

ركزت الرسالة كذلك على مسألة مكافحة الإرهاب في سوريا، موضحة أن الحكومة السورية لا تتسامح مع أي تهديدات للمصالح الأمريكية أو الغربية داخل أراضيها.

وأكدت دمشق أن القدرة على تنفيذ ضربات ضد أهداف إرهابية تتطلب “تفاهمات متبادلة” مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى عزمها سن تدابير قانونية مناسبة لتعزيز الاستقرار الأمني، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول طبيعة هذه التدابير أو إطارها الزمني.

إنشاء مكتب خاص للبحث عن أوستن تايس

في خطوة إنسانية لافتة، أعلنت الحكومة السورية إنشاء مكتب اتصال خاص في وزارة الخارجية مخصص لمتابعة قضية الصحفي الأمريكي أوستن تايس، المختفي منذ عام 2012. وتُعد هذه المبادرة محاولة لفتح باب تعاون أوسع مع واشنطن في الملفات الإنسانية.

شروط أمريكا لرفع العقوبات عن سوريا

يُذكر أن واشنطن سلّمت دمشق الشهر الماضي عبر المسؤولة الأمريكية ناتاشا فرانشيسكي، خلال لقاء جمعها بوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في بروكسل، قائمة تتضمن ثمانية شروط رئيسية، من بينها إنهاء تعيين الأجانب وتفكيك المخزون الكيميائي، وإبداء تعاون فعال في ملف المفقودين.

لا تزال الكرة الآن في ملعب الحكومة السورية، مع ترقب دولي لمعرفة ما إذا كانت الخطوات التي أعلنتها دمشق ستترجم إلى التزامات عملية تفتح الباب أمام رفع تدريجي للعقوبات الغربية عن سوريا.

بعد رفع علم الثورة.. رسائل قوية لوزير خارجية سوريا في أول ظهور بالأمم المتحدة

نسخ الرابط تم نسخ الرابط