سيكون الرئيس دونالد ترامب من بين أكثر من 50 رئيس دولة وشخصيات مرموقة أخرى سيحضرون جنازة البابا فرنسيس يوم السبت، حيث سيُقدّم احترامه شخصيًا للحبر الأعظم الذي اختلف معه صراحةً في مجموعة متنوعة من القضايا.

وقال ترامب للصحافيين بأنه سيحضر الجنازة "احترامًا" للبابا، الذي توفي يوم الاثنين بعد إصابته بسكتة دماغية عن عمر يناهز 88 عامًا.

ووصل الرئيس والسيدة الأولى ميلانيا ترامب إلى روما في وقت متأخر من يوم الجمعة لحضور مراسم الجنازة في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان صباح السبت. سيُوارى فرانسيس الثرى خلال دفن خاص في كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري خارج أسوار الفاتيكان.

واختلف فرانسيس بشدة مع نهج ترامب في قضايا تشمل الهجرة ومعاملة المهاجرين وتغير المناخ. وكان البابا الأرجنتيني والرئيس الأمريكي قد تشاجرا في بداية علاقتهما بشأن الهجرة. في عام 2016 وصف البابا فرنسيس، في إشارة إلى المرشح آنذاك ترامب وشعار حملته الانتخابية "ابنوا الجدار"، أي شخص يبني جدارًا لمنع دخول المهاجرين بأنه "ليس مسيحيًا". ووصف ترامب هذا التعليق بأنه "مخزٍ".

ولكن بعد وفاة فرانسيس، أشاد به الرئيس الجمهوري واصفًا إياه بأنه "رجل صالح" "عمل بجد" و"أحب العالم". كما وجه ترامب بتنكيس الأعلام الأميركية تكريمًا لفرنسيس.

وقال الرئيس للصحافيين المرافقين له على متن طائرة الرئاسة: "بصراحة، من غير المحترم عقد اجتماعات أثناء حضور جنازة بابا". ومع ذلك، قال ترامب: "سأتحدث إلى الناس. سأرى الكثير منهم".

ومن المتوقع حضور زعماء فرنسا والمملكة المتحدة وإسبانيا والمجر والأرجنتين.

ومن بين الأشخاص الذين لم يتوقع ترامب التفاعل معهم الرئيس السابق جو بايدن، الذي كان يخطط لحضور الجنازة مع زوجته جيل. قال ترامب إنه لم يكن يعلم بحضور سلفه الديموقراطي الجنازة. وعندما سُئل عما إذا كانا سيلتقيان، قال ترامب: "ليس هذا من أولوياتي. في الحقيقة، ليس كذلك".

لن تكون جنازة البابا من المناسبات التي تجمع رؤساء الولايات المتحدة الحاليين والسابقين. لن يحضر الرئيسان السابقان باراك أوباما وجورج دبليو بوش الجنازة، وفقًا لمكتبيهما. ولم يرد متحدث باسم الرئيس السابق بيل كلينتون على استفسار حول خططه.

لم يُفصّل ترامب عندما سُئل عما إذا كان سيلتقي القادة بشكل عابر أم سيُجري محادثات أكثر تعمقًا. وألمح إلى أنه قد يعقد اجتماعات في فيلا تافيرنا، مقر إقامة السفير الأميركي، حيث أمضى الليلة.

وقال ترامب، مُشيرًا إلى وصوله المُتأخر إلى روما: "الأمر صعب بعض الشيء لأن ليس لدينا الكثير من الوقت". وكان من المقرر أن يعود إلى الولايات المتحدة فور انتهاء الجنازة.

وأضاف ترامب، الذي يحاول التوسط في وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا والتفاوض على اتفاقيات تجارية مع العديد من الدول: "أعتقد أننا سنحاول مقابلة عدد من الأشخاص المهمين فيما نقوم به".

ونشر على موقع "تروث سوشيال" بعد وصوله إلى روما بوقت قصير، أن على أوكرانيا وروسيا إجراء "محادثات رفيعة المستوى" لإنهاء الحرب الدامية التي استمرت ثلاث سنوات والتي أشعلها الغزو الروسي. والتقى مبعوثه، ستيف ويتكوف، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق من يوم الجمعة، وقال ترامب إن الجانبين "قريبان للغاية من التوصل إلى اتفاق".

ولم يتضح بعد ما إذا كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيحضر الجنازة إلى روما. ولن يحضر بوتين.